كنا نعلم سلفا كغيرنا من المتابعين، ان مباراة الحصاحيصا ستكون محسومة لصالح المريخ حتى ولو قيض ل النيل التقدم بثلاثة اهداف، ومتبقي من الزمن اقل من عشرة دقائق. لذلك لم نعول عليها كثيرا او ننتظر من النيل تعطيل المريخ بالتعادل او الفوز، او تقديم ما يشير الى انه محتاج للنقاط الثلاث بعد ان اصبح مرشحا للهبوط. ن تائج مباريات النيل مع المريخ، معروفة مسبقا، منذ صعوده للدوري الممتاز قبل نحو عشر سنوات، حيث لم يسجل امام الفريق العاصمي أي موقف. كل المباريات التي جمعت المريخ والنيل سواء كان في الخرطوم او الحصاحيصا انتهت لمصلحة الفريق الاحمر، باستثناء مباراة واحدة انتهت بالتعادل. هاتفني الاستاذ الصديق عبدالله مسعود نائب سكرتير الهلال في بداية السبعينات، بعد ان تقدم النيل بهدف، ليؤكد انه واثق من ان المريخ سيعادل النتيجة ويحقق الفوز. وبالفعل حقق المريخ التعادل من ضربة جزاء قبل نهاية المباراة بربع ساعة، ثم سجل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع. كثيرون كانوا يتوقعون السيناريو الذي حدث امس في ستاد الحصاحيصا، ليس لانهم يعلمون الغيب، ولكن لان الشواهد كلها كانت تذهب الى ذلك. صحيح ان فريق النيل قدم امس مباراة كبيرة، ونجح في التقدم على المريخ بهدف في بداية الشوط الثاني، لكنه في النهاية خسر المباراة والنقاط. قد تكون ضربة الجزاء التي احرز منها المريخ هدف التعادل، تسببت في احباط لاعبي النيل، لانها كانت ظالمة بشهادة خبراء اللعبة. لكن ذلك لم يكن مبررا لكي يفقد النيل النتيجة ، لان المريخ الذي لعب امس كان في اسوأ حالاته، ولا نظنه كان سيفوز حتى ولو كان يلعب مع فريق درجة رابعة. قلناها اكثر من مرة، ونكررها اليوم ان مستوى فريق المريخ في هذا الموسم لا يؤهله لتحقيق أي انجاز، لانه ببساطة يفتقد لمقومات الفريق البطل. ومسالة تصدره ترتيب الفرق حتى قبل نهاية الدوري بجولتين وبفارق نقطتين عن الهلال،ساهمت فيها عدة عوامل، كان ابرزها الدعم الذي يجده من التحكيم. ماذا يعني عجز الفريق المتصدر من الوصول الى مرمى فريق مهدد بالهبوط ، الا عن طريق ضربة جزاء قبل نهاية المباراة بربع ساعة ، وبهدف في الوقت الضائع. وهل كانت الانتصارات التي حققها المريخ على الموردة والاهلي والامل واهلي الخرطوم، والموردة وغيرها من المباريات في الدور الثاني مقنعة؟. فوز المريخ في اغلب مبارياته كان يأتي، اما بمساعدة من الحكام، او بطلوع الروح ، او بعد مروره بزنقة كما حدث امس في الحصاحيصا. و(زنقة) الحصاحيصا كما قال صديقي الهلالابي عمر حسين بلال، المقيم في مدينة بيشة السعودية كانت احلى واجمل من فوز الهلال بلقب الدوري. آخر الكلام خسرت الموردة من مريخ السلاطين في الفاشر 2/3 وتجمد رصيدها في 16 نقطة واصبحت من اكثر الفرق المرشحة للهبوط. ولم يكن الاهلي مدني بافضل حالا من الفريق الام درماني العريق، فنال هو الآخر المعلوم في شندي، وتوقف في محطة 16 المشؤومة. اما النسور فقد انتفض ونجح في تجاوز هلال الجبال بهدف ليرتفع بنقاطه الى 21 نقطة متقدما على النيل الثالث من الاخير بثلاث نقاط. بانت معالم البطل بنهاية مباريات الجولة 24، وكذلك الفريقين الهابطين، فمسالة تتويج المريخ باللقب اصبحت مسألة وقت، وهبوط الموردة واهلي مدني بات ماثلا. الهلال الذي سيواجه الخرطوم الوطني اليوم في آخر مباريات الجولة، سيسعى للكسب،على امل ان يخسر المريخ من اهلي مدني او مريخ الفاشر ، او يفقد نقاط اهلي شندي بالشكوى ليحتفظ باللقب. نعتقد ان الهلال لن يجد صعوبة في التفوق على الاولاد، بعد ان تراجعت مستويات ونتائج الاخير، الا اذا لم يقدر لاعبيه وجهازهم الفني المسؤولية. خسارة المريخ من النيل او تعادله كان سيسبب متاعب شديدة لاتحاد الكرة، لان الفريق الاحمر كان سينضم الى قافلة الفرق التي هددت بالانسحاب من الدوري بسبب عدم نيلها مستحقاتها. لكن الوضع الحالي سيشجع المريخ على الثبات في موقفه الرافض للانسحاب، ومناهضة قرار كتلة اندية الممتاز ، بعد ان اصبح لقب الدوري قريبا منه. ضمن الاهلي شندي المشاركة في البطولة الكونفدرالية بعد ان رفع رصيده الى 48 نقطة في المركز الثالث اثر فوزه على الاهلي مدني بثلاثة اهداف مقابل هدف. وبفوزهم على الاهلي مدني امس ، وعلى الموردة قبل اسابيع قليلة، اكد النمور انهم اصحاب قيم ومبادئ ، ولا يمكن ان يلطخوا تاريخهم بلعبة قذرة، يحترفها للاسف الكثيرون. البقاء في الممتاز يجب ان يكون للاقوى والاجدر ، وليس لاصحاب النفوذ، والعلاقات العامة. لا ندري كيف كان سيكون وضع المريخاب، اذا خسر فريقهم امس من النيل او تعادل؟. ولا نعلم ماذا كان سيكتب العزيز مزمل ابو القاسم ، وهو يرى اللقب يبتعد عن حبه السرمدي؟. اغلب الظن ان الكثيرين منهم كانوا (سيبطلوا الكرة)، وان العزيز مزمل كان سيعيد كتابة سيرة الدلاقين ب (لوك جديد). وداعية : نبارك للاهلة من الآن نتيجة مباراة الدمازين وكأس السودان.