«حق حيواني» هو العرض الفائز بجائزة الاخراج في مهرجان أيام الخرطوم المسرحية الدورة الثالثة 2009 والذي كان من أداء مجموعة بامبو المسرحية. عندما تقسو علينا الحياة ويصبح بحثنا عن السعادة كنزا مفقودا تكون القسوة والعدوانية هي المُحرِّك الأساسي لأفعالنا، لذلك كانت القسوة هي الهيكلة التي تُعبِّر عن هموم وقضايا الانسان المعاصر. واستند هذا العرض المسرحي على الفعل المسرحي القاسي وخاصة على المؤمنين بأن القسوة هي قسوة الحياة. «المعنوية»، وهي الأكثر فعالية في سياق انسانه ووجوده التاريخي. ومن خلال بحث الممثلين عن السعادة نتلمس ونستقرأ خطورة هذا الفقد. وهنا يبادر سؤال العرض لأن سؤال المخرج هو سؤال الباحث. والسؤال الذي تُصدره المسرحية «العرض» هو كيف ومتى نحس بالقسوة ومتى نعرض هذا ان كنَّا قادرين على التحرر من القيود الحياتية المرتبطة بالموضوعي والماورائي لأن الشهوانية في أقصى حدودها لا تهتم بمفهوم القرابة وتكون أكثر تمرداً بحيث يكون في كل فعل قسوة وفي كل بحث قسوة «الحب قسوة، الكراهية قسوة..الخ» ويكون المبرر أو الدافع لقتل ميديا لأطفالها بحثاً عن قسوة السعادة. اذا كان العرض يلفتنا ويرشدنا للعدوانية والبحث في دواخلنا، الاّ أنه في الوقت نفسه يجعلنا نتساءل متى نصبح عدوانيين ويظل السؤال معلنا في تسلسل لا متناهٍ ان لم ندرس دواخلنا. لأن هذه القسوة مرتبطة بالسلوك والنشاط الانساني في بعده الطبيعي والتلقائي ويكون التفكير الجمعي هو الموجه الأساسي للفرد في الممارسات القاسية والعدوانية الناتجة من التناقضات التي يتصارع فيها كل من الخير والشر. والدراما تعتمد بشكل أساسي على هذا التناقض المركزي بين الطاعة والتمرد الذي كان واضحاً في بناء العرض الذي كانت شهوة الانتقام هي المُحرِّك الأساسي لشخصية ميديا، وهي كانت معبرة عن هذا الجرح والسخط والحقد في الجانب التعبيري، وهو عرض جدير بالتأمل والتفاكر.