في رحلة الشهر الماضي يونيو، كنت والصديقان ب. محمد المهدي بشرى والأستاذ عبد القادر محمد ابراهيم في زيارة للجزائر، للمشاركة في فعاليات مهرجان أدب الشباب والناشئة وثقافة الطفل. وفي الجزائر رأينا درجة عالية من الاهتمام بالشأن الثقافي، سواء في خيام المهرجان أو المسرح المكشوف الخاص بمسرح الطفل وفي المسرح الوطني وفي جامعة الجزائر. وفي كل هذه الاماكن كان منظمو المهرجان وقادة الثقافة والفكر دماثةً في الخلق، ورقةً في الطبع ووعياً ومعرفةً، وتقديراً للسودان وأهله، ابتداءً من محافظ المهرجان ومعاونيه خاصة لطيفة بلبالي والعلماء د. مصطفى ماضي، أ. محمد عبد الكريم أوزغلة، رشيدة خوازم، والبروفيسور عبد الحميد بورايو الخبير في الفلكلور الجزائري والأكاديمي البارز، الذي أخذنا لزيارة الروائي الكبير د. واسيني الأعرج في مكتبه بجامعة الجزائر. وقد لفت نظرنا غياب الشكليات والروتين، فالثقافة مفتوحة الأبواب أمام الجميع، وفي خيمة المهرجان عند مقام الشهيد يتساوى الجميع، والنظام والبساطة هي سمة الاحتفاليات، والتركيز على عمق وجوهر الفكري هو الهم الأساس لكل العاملين. ويزين ذلك الحضور الفاعل لوزيرة الثقافة، ولا يخلو شهر من شهور السنة من مهرجان ثقافي يحضره المدعوون من كافة أرجاء الدنيا. ونلاحظ أيضاً غياباً سودانياً ينجم في الغالب الأعم عن تضارب في الاختصاصات، وضعف التنسيق بين الأجهزة المختلفة.. ونتمنى في ظل الوزارة الجديدة الخاصة بالثقافة، أن تزول هذه الأسباب التي تقعد بنا. ومن متابعتي هذا الأسبوع لاحظت أن هناك مهرجاناً لموسيقى الديوان في الجزائر، شاركت فيه فرق من مالي والمغرب والجزائر، بطبيعة الحال. وكان يمكن لموسيقانا أن تقدم إضافة نوعية لهذا المهرجان. ختاماً نقول إن الدرس المُستفاد هو أن الثقافة في الجزائر تُحظى بدعم وتقدير الدولة، وأن أهل الثقافة منشغلون بعطائهم، وبالتواصل الحميم بينهم.