في مدينة جوبا..اجمل مدينة طيارة قومي ارح ودينا. والرحلة إلى جوبا هي رحلة التحليق في عوالم من الجمال والدهشة في تلك المدينة التي احتضنها النيل ومنحته هي الاخضرار والجمال والالق، بحر الجبل وجبل الرجاف معالم اخرى للروعة تعطي الحياة معنى آخر، وخصوصا حينما تجتمع الثلاثية الخضرة والماء والوجه الحسن، ومعها الاناناس والباباي والبفرة والقشطة. والمدينة تتميز بموقع استراتيجي مكنها ان تكون هي عاصمة وحاضرة الجنوب، هذا غير موقعها المتميز في قلوب كل السودانيين الذين حطت رحالهم فيها، وما تركته من انطباع كبير بضرورة العودة، وكأنما لسان حالهم هو لسان خليل اسماعيل «لو زرت مرة جبل مرة إعاودك حنين طول السنين».. فترجع تاني مرة مع تغيير جبل مرة لجبل الرجاف، ليست الموقع الجغرافي فقط بل حتى طبيعة الناس وتعايشهم في اسواقها ومقاهيها، وتواصل على مدار السنين بمختلف قبائلهم والوانهم وسحناتهم، سواء أكانت سحنات جنوبية او من مناطق اخرى من السودان، فالمدينة في طبيعتها لا تختلف عن طبيعة المدن الاخرى، هذا بجانب التحولات الناتجة عن الاستقرار بالجنوب. وترديد اجراس الكنائس لصدى اصوات تكبيرات المساجد تؤكد على ان الدين لله، وجوبا للجميع تحتضنهم دون وضع لاعتبارات التفرقة، وانما على اسس التعايش والتواصل، مما ميز المدينة وجعلها مصدر الهام للوحدة التي ينشدها الجميع في سودان بكرة، وهو نفس ما جعل الرئيس البشير يقول لا اتصور خريطة للسودان دون ان تكون جوبا جزءاً منها، وهو ما كرره الكثيرون من بعده، وكان ل «الصحافة» فيه نصيب، حيث كتب الأستاذ حيدر المكاشفي في عموده، ما بعد العودة من جوبا، قائلا ان شاء الله ما آخر وداع، وكأنهم يعبرون بلسان حال الكثيرين من أهل السودان من الذين زاروا جوبا او تمنوا أن تحتضنهم في مقبل الايام. واشار عدد من الذين استطلعتهم «الصحافة» من الذين زاروا جوبا الى ان المدينة لا تختلف عن بقية المدن السودانية الاخرى في تفاصيل الحياة، وكأنك تعيش في حلفا او عطبرة اوحتى ام درمان، والناس يعيشون في حالة من الحب والتواصل، وقالوا إن انفصال الجنوب سيؤثر عليهم بصورة كبيرة، وسيغتال حلمهم في العودة لتلك المدينة الحالمة والجميلة، وقال جلال الشيخ وهو أحد الشماليين الذين احتضنتهم جوبا، إنه سيعود حتماً للمدينة التي استوطنت قلبه لأنها جزء من وطن واحد ومتحد. جوبا التي بقيت في قلوب السودانيين علامةً، من الصعوبة بمكان أن تخرج من تلك القلوب التي أحبتها، والتي حتماً ستعود في القريب العاجل لمدينة هي سودان كبير، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وسيستقبلهم الرجاف وبحر الجبل وأشجار الباباي وأغصان الشاي والأناناس السكن قلوب الناس.