اتصل بي الإخوة الزملاء بادارة العلاقات العامة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني في ثاني يوم لمقالي الذي كتبته تعليقاً على مؤتمر وزير المالية. وقد علمت منهم أنهم أرسلوا بالفعل الدعوة لي لحضور المؤتمر من خلال البريد الالكتروني لصحيفة «الصحافة» وانهم فعلوا ذلك عندما لم يعثروا على رقم موبايلي الجديد، وقد كان لديهم الرقم القديم الذي اعتادوا أن يتصلوا بي من خلاله.. على أي حال شكرتهم على هذا السلوك الحضاري، وأشهد بأنهم كانوا يتصلون بي دائماً من خلال خطابات رقيقة منذ أيام صديقنا الزبير محمد الحسن الوزير الأسبق. وبالطبع لم يتطرقوا لما أثرته من حديث حول افادات وزير المالية... وأنا اصلاً لم أتوقع أي تعليق لأنها الحقائق المرة التي لا يستطيع أن ينكرها إلا مكابر. وقد تابعت من خلال التلفزيون خلال الأيام القليلة الماضية لقاء السيد رئيس الجمهورية بوزير المالية بمكتبه بالقصر الجمهوري... وحسب ما أفادنا به المذيع فإن اللقاء تطرق إلى المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد وجهود وزارة المالية في حل تلك المشكلات، خاصة في ما يتصل باحتياجات المواطنين.. ربما تكون صدفة أن تتطابق رؤانا مع السيد رئيس الجمهورية من ناحية الرغبة الأكيدة في الاطمئنان على الاجراءات التي تتخذها وزارة المالية في مكافحة الغلاء، وتوفير السلع للمواطنين بالأسعار المعقولة. ونحن نريد أن ترتقي أفكار وأساليب وزارة المالية إلى مقتضيات المرحلة الحالية، وأن تبتدع من السبل والطرق العلمية ما يبعدنا عن شبح الانغلاق الذي يسير عليه الاقتصاد الوطني، ومن اختناقات قد تعصف به إن لم نتداركها بفطنة وحسن تقدير. وبصراحة المواطن أصبح يائساً من أي اصلاح بعد سماعه أو قراءته للأرقام المحبطة من العجز في ميزان المدفوعات وفي الموازنة العامة، وعدم وجود أية بشريات بخصوص الزيادة في الدخول... والقارئ يريد أن يعيش معاناة المرحلة بعد التأكد من أن الجميع يعيشها، وأن المساعي تبذل للخروج من هذا النفق.. وبكل جدية ومسؤولية.. مثلاً ما يفعله محافظ البنك المركزي هو مجرد اجتهادات لمحاصرة الدولار بنفس الأساليب القديمة مما يعود بنا إلى المربع الأول. أين الرؤية الموضوعية والمنهجية والعلمية في معالجة ارتفاع الدولار الذي أوشك أن يصل إلى ثلاثة آلاف جنيه (بالقديم) بعد أن تنبأنا بذلك منذ أن بدأت أزمة الدولار تطل برأسها! ماذا فعلت النهضة الزراعية للارتقاء بالانتاج والانتاجية لتحقق عائداً معقولاً من العملات الصعبة؟! هل هي النهضة الزراعية التي تفكر في استيراد حبوب زيتية لتشغيل الطاقات المعطلة في مصانع الزيوت التي ينعق فيها البوم؟! ومن أين لها بالعملات الصعبة، دعك من مسألة التنكر لدورها، وقد احتوى بند القمح والدقيق ما يقرب من كل عائداتنا من سلع الصادر غير البترولية؟! وأخيراً الكلام للمحافظ... فيا عزيزي د. صابر هنالك مشكلة حقيقية في توفر الدولار بالبلاد، ولا بد من البحث عن حلول عاجلة لهذه المعضلة الخطيرة، بدلاً من دفن الرؤوس في الرمال..! لأنه بالمنطق العديل مجرد وجود اجراءات يعني أن هنالك مشكلة في الدولار، وعدم التصريح بها لا ينفيها.. وأرجو أن يكون اللقاء القادم لرئيس الجمهورية مع محافظ البنك المركزي للتعرف على حلوله العاجلة لفك أزمة الدولار التي أصبحت تستشري كالنار في الهشيم.