تعتبر الجمعيات التعاونية الزراعية إحدى الوسائل المهمة لرفع المستوى الاقتصادي للمزارعين وذلك من خلال دورها في تحقيق التنمية الريفية عموما والتنمية الزراعية على وجه الخصوص حيث تساهم الجمعيات التعاونية الزراعية في تحسين الأداء الإنتاجي الزراعي وخفض التكاليف وزيادة الدخل وبالتالي تحسين مستوى المعيشة للعاملين في هذا القطاع وهذا ما تحقق في العديد من الدول التي لديها أنظمة تعاونية قادرة على تلبية الاحتياجات المختلفة للمزارعين ولكن في السودان رغم ما يبذل على الجمعيات الزراعية من أموال إلا أن المزارع لا يحس بأنها المعين وذلك لتمويلها لجانب واحد من عمليات الزراعة والمتمثل في توفير التقاوي اذ يرى المزارع ان اهم عقبة تواجه عمله في الزراعة هي صيانة الآليات الزراعية التي ينفرد بالقيام بها دون معين ويشرع الآلاف من المزارعين في معظم ولايات السودان في تفقد آلياتهم الزراعية بعد استدامة استمرت لاكثر من ستة اشهر يبثون فيها الروح من جديد عبر صيانة آلياتهم بتكلفة تستهلك مبالغ طائلة من تكلفة الانتاج لكنها مهمة لموسم مستقر بلا اعطال. تكلفة صيانة واكد تاجر قطع الغيار بولاية سنار بلة محمد الامين ان اسعار قطع الغيار شهدت ارتفاعا ملحوظا حيث يبلغ سعر تكلفة صيانة الوابور حوالي اكثر من 50 الف جنيه وقال مبارك متفائلا الآن بعمليات التسوق التي انتعشت هذه الايام مع بدء التحضير للموسم الزراعي مشيرا الى ان زيادة اسعار الاسبيرات وصلت الى نسبة 90% وهي متزامنة مع سعر صرف الدولار وعدم توفره بالصرافات ما جعلنا نتجه الى الشراء من السوق الموازي بجانب ارتفاع الجمارك والضرائب فضلا عن الرسوم والجبايات والقبانات في الطريق من بورتسودان اضافة الى رسوم الارضيات كل تلك المعطيات تزيد من اسعار هذه الآليات مشيرا الى ركود مبيعات الآليات الزراعية في غير المواسم الزراعية مطالبا الدولة بتسهيل اجراءات التخليص الجمركي وتخفيض الاسعار وفتح اعتمادات بنكية بالعملات الصعبة داعيا الى الاهتمام بالصناعات التجميعية خاصة وان لدينا مصنع جياد الذي يسهم بصورة واسعة في اسعار وقطع غيار الآليات الزراعية. ندرة في المحاصيل ويؤكد المزارعون بالولاية ان انتاجية الموسم الماضي كانت ضعيفة ما شكل ندرة في بعض المحاصيل وانهم لم يتمكنوا من صيانة آلياتهم ما لم يجدوا الضوء الاخضر من المؤسسات التمويلية لتمكنهم من دخول الموسم الحالي. تكبد مشاق وقال المزارع مبارك ابو شنيب من محلية الدالي والمزموم انهم يتكبدون سنويا عناء نقل آلياتهم الزراعية لصيانتها في ورش المنطقة الصناعية بمدينتي سنجة وسنار ما يؤثر على التراكترات والوابورات في موسم الزراعة و في موسم الحصاد مشيرا الى ان المراجعة تشمل في الغالب قطع الغيار مثل الطلمبات والكهرباء والمكنة عامة حيث يمكث المزارع مع آلته وقتا طويلا للتأكد من انجاز عملية التهيئة لافتا الى ان التكلفة السنوية تتجاوز ال 100 الف للفرد وهي متوسط ما يملكه المزارع مضيفا ان صيانة الآليات مهمة جدا لانجاح الموسم لكن السياسات التمويلية تتجاهلها في تكلفة الانتاج حيث تبدأ عملية التمويل للوقود بينما يتكلف المزارع صيانة آلياته وحده. واشار ابو شنيب الى ان عدد الجمعيات الزراعية القائمة حوالي اكثر من 30 جمعية زراعية حيث ينحصر دورها في تقديم التقاوي فقط للمزارعين لكن أنشطتها تظل شاملة الكثير من جوانب الحياة الاقتصادية والزراعية دون ان تتعدى ذلك. الجمعيات التعاونية ووصف المزارعون دور الجمعيات الزراعية بأنه «ضعيف جداً» والخدمات التي تقدمها محدودة ولا تتوافق مع حاجة القطاع، رغم صدور نظام الجمعيات الجديد لحل كثير من الإشكالات، وتذليل الصعوبات التي تواجهها، إضافة إلى الدعم الحكومي.