شجب السودان المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في جمهورية تركيا ليل أمس الأول «الجمعة»، وأكد دعمه ومساندته للشرعية القائمة برئاسة رجب طيب أوردغان. واستنكر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، المحاولة الانقلابية، وقال في بيان صادر أمس «إن السودان حكومة وشعباً يقفان صفاً واحداً مع الرئيس التركي أردوغان وحكومته». واصفاً المحاولة بانها استهداف لحرية الشعب التركي والنموذج الفكري لحزب العدالة والتنمية الحاكم. و أكدت الوزير المفوض ميمونة أحمد محمد خالد والمتحدث الرسمي بإلانابة لوزارة الخارجية سلامة جميع أبناء الجالية السودانية المقيمين بأراضي الجمهورية التركية الشقيقة وذلك على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة التي حدثت امس الأول، وفي إطار تواصل وزارة الخارجية مع سفارة السودان بأنقرة والقنصلية العامة باسطنبول للاطمئنان على مواطنينا السودانيين بتركيا. وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن الوضع في البلاد بات تحت السيطرة، فيما اعتقلت السلطات التركية نحو 3 آلاف عسكري انقلابي بينهم جنرالات وعزل (2700) من القضاة وتوقيف المئات من انصار الكيان الموازي الذي يتزعمه فتح الله قولن المتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة مساء أمس الأول وتوعد يلدرم بمحاسبة الانقلابيين، داعيا الشعب للبقاء في الشوارع درءا لأي محاولة تمرد جديدة. وقال يلدرم في مؤتمر صحفي أمس هو الأول من نوعه منذ الانقلاب العسكري الليلة قبل الماضية، إن ما حدث كان محاولة من قبل (هيكل مواز) في القوات المسلحة مؤيد لفتح الله قولن الموجود في امريكا، وإنه أظهر أن لتركيا تجربة كبيرة مع الديمقراطية. وشدد يلدرم على أن الأمور لم تنته بعد، وأن الذي انتهى هو المرحلة الأولى مما حدث، موضحا أنه تمت السيطرة والقبض على من وصفهم بمن يشكلون العمود الفقري للعملية الانقلابية وكبار مدربيها، متوعدا باتخاذ كل الإجراءات ضد من (حاولوا النيل من أمتنا). وفشلت في الساعات الأولى من صباح أمس، محاولة الانقلاب في تركيا، بعد أن لبت الجماهير دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان للنزول للشوارع للتعبير عن تأييده. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن مجموعة داخل الجيش حاولت الإطاحة بالحكومة، وإن قوات الأمن استدعيت «للقيام بما يلزم». وبدأ الانقلاب بطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر تحلق فوق أنقرة وقوات تتحرك لإغلاق الجسور فوق مضيق البوسفور الذي يربط أوروبا وآسيا في اسطنبول، وهزت انفجارات وأصوات إطلاق النار اسطنبول والعاصمة أنقرة بعد أن سيطر جنود على بعض المواقع في المدينتين وأمروا التلفزيون الحكومي بتلاوة بيان أعلنوا فيه السيطرة على السلطة. وتوجه أردوغان الذي كان يقضي عطلة على الساحل عندما وقع الانقلاب إلى اسطنبول جوا قبل الفجر وظهر على شاشة التلفزيون وسط حشود من المؤيدين خارج المطار الذي فشل مدبرو الانقلاب في تأمينه. ودعا أردوغان الأتراك إلى الخروج للشوارع للدفاع عن حكومته، وقال إن مدبري الانقلاب سيدفعون ثمنا باهظا لذلك، وقال في مؤتمر صحفي إن المحاولة الانقلابية تمثل عملاً من «أعمال الخيانة» وإن المسؤولين عنه سيدفعون ثمنا باهظا. متهما مسئولين من أنصار رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولاياتالمتحدة بمحاولة الانقلاب، وأعلنوا مطالبتهم واشنطن بتسليمه، لكن حركة الرجل نفت أي دور له في الانقلاب ودانته بشدة. ومن جانبها، هنأت الخارجية ، حكومة تركيا «بالانتصار الحاسم للإرادة الوطنية واستعادة الشرعية»، وأعلنت تضامن السودان القوي مع قيادة تركيا لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار. وأكد حزب المؤتمر الوطني، دعمه الكامل لحزب العدالة والتنمية في تركيا، معتبرا المحاولة الانقلابية استهدافاً للتجربة التركية. من جهتها دعت حركة «الإصلاح الآن» المجتمع الدولي للتصدي لأية محاولة من شأنها وأد الشرعية، ووصفت محاولة الانقلاب في تركيا بتآمر قوى الباطل لوأد الشرعية في بلاد كثيرة تحت ذرائع شتى. وقالت ان ما حدث في تركيا «عبث من تلك القوى وادعاء كاذب لتمرير أجندة تلك القوى مستعينة بالآلة العسكرية». وهنأت الحركة الشعب التركي لتصديه وانتصاره لنفسه وحكومته الشرعية بحزم، ومدافعته عن مؤسساته الشرعية الديمقراطية بإيمان مطلق بحقه في الحرية والعدالة. وفي السياق، أدان حزب المؤتمر الشعبي محاولة الإنقلاب وأعلن وقوفه مع الشرعية الديمقراطية الحاكمة في تركيا، بقيادة أردوغان. واعتبر المؤتمر الشعبي استجابة الشعب التركي لنداء الرئيس ونزوله الى االشوارع «يعطي درسا بليغا للشعوب الاخرى في أهمية سيادة الديمقراطية، التي هي أسس الحكم الرشيد ». ودعا المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني، القوى والتنظيمات في السودان والعالم الى ادانة التوجه الانقلابي المدمر والتمسك بخيار الديمقراطية في اطار دولة المؤسسات والقانون. وابدى رئيس الحزب في الخارج عبد المنعم عمر ابراهيم، في تعميم صحفي، كامل التضامن مع الشعب التركي وقواه المدنية ، مؤكدا مساندة المؤتمر السوداني، للشرعية ، كما حيا استجابة الاتراك وتصديهم للانقلاب العسكري. وأعلنت الولاياتالمتحدة دعمها الراسخ للحكومة التركية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية التركي وأكد «الدعم المطلق للحكومة التركية المدنية المنتخبة ديمقراطيا والمؤسسات الديمقراطية». واستنكر الأستاذ نهار عثمان نهار الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة بقيادة بخيت دبجو المحاولة الانقلابية التى تعرضت لها تركيا، مشيراً إلى أهمية التبادل السلمي للسطة عبر صناديق الاقتراع. وقال نهار إن أي تغيير بالسلاح مرفوض، وأضاف ان الأمور في تركيا تتجه نحو عودة الشرعية فى تركيا ، موضحاً أن مثل هذه المشاكل ستعوق المسيرة التركية المتميزة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.