تحدثنا في الملف الثقافي بالثلاثاء عن برلمان المثقفين، وقلنا ان اجتماعا كل ثلاثة اشهر يلتقي فيه اهل الابداع بالمسؤولين ، يتحاورون حول هموم الوطن - خاصة ما يتعلق منها بالثقافة، وان تلتقي تلك العلاقة القديمة بين السياسي والثقافي، وان يتنزل شعار الثقافة تقود المجتمع الى ارض الواقع. وليس بالضرورة ان يكون هذا البرلمان على طريقة اللقاءات المعمول بها الى الآن، ولكن يمكن ان توزع الثقافة الى قطاعات كما هو معمول به في كثير من البلدان القريبة منا في بنيتها وانظمتها، وسلوكها.. فقطاع المسرح له اشكالاته المختلفة عن القصة القصيرة، والتشكيل غير الشعر وهكذا، لكن ما يربط ذلك الاتحاد في عملية الابداع، والتلاقي في الهم الثقافي، خاصة ان هذا العصر قد تداخلت فيه الاجناس الادبية، وتكاملت فيه الفنون الادائية، وصارت هناك دعوات للمسرح الشامل، وغير ذلك من الرؤى والاتجاهات الفنية والجمالية. ويمكن ان تكون البداية بقطاع المسرح لأن اشكالاته الآن اكثر الحاحا - وفي حاجة الى معالجات سريعة في ظل ظروف معقدة تحيط بالانتاج الدرامي سواء على خشبة المسرح او في التلفزيون او السينما الغائبة التي جرى تناولها في لقاء السيد الوزير بدار الشرطة، وايضا في منتدى دال الثقافي في الامسية التي خصصت لعالم ابراهيم اسحق الروائي. ما اردناه ببرلمان المثقفين ان تكون هناك آلية مباشرة وسريعة، وقناة اتصال بين المؤسسة الرسمية ومنتجي الثقافة، دون التعقيد الديواني المعروف، والذي يحول بين المسؤولين ومعرفة ما يجري.