* سادومبا يتخلف من بعثة الهلال المغادرة الى زمبابوي لاداء مباراة الرد امام كابس يونايتيد عنوان افرزت له الصحافة الرياضية حيزا كبيرا واكدت عليه طبيعة الوقائع لاحقا وصار امرا واقعا يجب التعامل معه وايجاد مبررات لهذا الفعل المتكرر من محترفي الكرة السودانية والتي كانت تقول ان الزمبابوي رفض المغادرة احتجاجا على عدم تسلمه حقوقه من النادي ،مبررا هو ماتم الترسيخ له في بادئ الامر بعد ذهاب الارباب الا ان سادومباعاد في اليوم التالي ليقول ان السبب ليس في عدم تسلم حقوقه وانما يعود لمرض زوجته وعدم وجود ما يقوم با حتياجاتها في الخرطوم ، وهو مايفرز سؤالا اساسيا هل المريضة هي زوجة سادومبا ام واقع قضايا الاحتراف والتعامل معه بالسودان ؟؟ * الاجابة تبدو واضحة ومن خلال تتبع ملف التجربة الاحترافية بالسودان وبالهلال على وجه التحديد باعتباره رائدا في المجال مع التركيز على قضية سادومبا نفسها والذي مثل امتدادا لتجارب احترافية بالهلال مهندسها الاساسي هو رئيس النادي صلاح ادريس ،فبعد النزاعات التي اثارها النيجيري قودوين وذهاب مواطنه الآخر كلتشي للمريخ قام رئيس الهلال بتوقيع العقد مع سادومبا عقد لا يعلمه الا الارباب وتلك اولي الامراض فى انديتنا فليس من المنطقي ان تكون كل الاشياء مكرسة في الفردانية المطلقة لشخص واحد هو من يقرر فيها وفي كل الاوقات بحجة انه من يدفع وله حق التقرير على هذا الاساس. ومرض الفردانية يرتبط بمرض آخر هو ان تكون حاضرا وغائباً او مغيباً فلا فرق فكل اعضاء مجلس ادارة الهلال المنتخبين من قاعدته التي تسد قرص الشمس كان يحتم عليهم التكليف ان يكونوا جزء في كل ما يتعلق بالامر او الذهاب عبر ابواب الاستقالة في وقت مضى، فمعظم عقود الاحتراف هي عقود تبدو مغلفة داخل قلب الارباب . والامر لايمكن تناوله بعيدا عن الجمهور الذي يجب ان يتجاوز دوره الهتاف للمشاركة الفعلية في دعم ناديه اسوة بما يحدث في الاهلي المصري الذي لا يفوق الهلال من حيث العددية الجماهيرية ولكن في التخطيط السليم من اجل الخروج من سيطرة الافراد الى ملكية الجميع فهو هلال الملايين العاشقة والمستعدة للدفع في حال تم فتح الابواب بالصورة المثلى ليستفيد الهلال . * واقع قابل للاشتعال في أية لحظة في فريق الهلال وماحدث من سادومبا ماهو الا بداية لاحداث ستتابع وتتلاحق في مقبل الايام من المحترفين او من اللاعبين الآخرين في ظل ما اسماه البعض بعدم الثقة في مجلس الهلال الذي تحول لمجلس العمد عند آخرين وهو ما كان في ايام سابقة مصدره هذه المرة المدرب ميشو والذي طالب ببقاء الارباب او ذهابه هو من حيث اتى هذا بالاضافة لاحتياجات الفريق الاخرى، وما حدث هو نتاج طبيعي لاخطاء التعاقد والفردانية والتي حتما سيدفع ثمنها الهلال في بطولة الكونفدرالية وفي بطولة الدوري الممتاز ما لم يحدث جديد في الساحة الهلالية ويقود لتغيير المعطيات الماثلة الآن بناء على ماهو واقع فان المبرر الاساسي لعدم مرافقة سادومبا بعثة الهلال التي غادرت لزمبابوي ليس مرض زوجته وانما امراض الاحتراف التي اصيبت بها كرتنا السودانية وسيطرة الفرد او تواجد الآخرين ككومبارس على سطح الأحداث. سينتصر الهلال ويعود ببطاقة التأهل من زيمبابوي ولكن يبقى سؤال ما بعدالتأهل هو الى متى سيستمر الفريق في هذا الحال وما هي قدرته على الصمود ما بعد الصعود ؟. الزين عثمان