٭ جامعة نيالا من الجامعات التي أوجدتها الإنقاذ داخل إطار ما أسمته «ثورة التعليم العالي» التي رفعت رايتها الانقاذ إثر «فلسفة» تعليمية غير «مدروسة او مقننة» تعمل على توزيع عدد من الجامعات على الولايات. واقترنت تلك الفلسفة «المرتجلة» بقيام جامعات كثيرة فاقدة لأهلية العمل لغياب أهم آليات الاستمرارية، وهي البناء الاكاديمي والعلمي والمعرفي والمتابعة والخبرة، لذا خرجت تلك الجامعات خارج قوس قبول المجتمع لها سريعاً جداً، واصبحت نظرته لها انها جامعات «ترضية» للولاية التي انسل من صلبها هذا الوزير أو ذلك المستشار. ٭ وقامت الجامعات التي تحمل الاسم فقط «جامعات اسمية» انتفت فيها صفة «الفعلية»، وتم لها القبول العام والخاص و«البين بين»، وفرح الطلاب بدخول الحياة العلمية الجديدة، ولكن لم تتمدد تلك الفرحة لاصطدام الطلاب بعد حين بكل «النواقص» العلمية والعملية، ولكن رغم ذلك حاول الطلاب ربط أنفسهم بالجامعة أملاً في ترقية البيئة الموجودة الى اخرى تعلن عن وجود جامعة ب «حق». ٭ وما كان «ليخطر» ببال الطلاب بجامعة نيالا «تحديداً» أن يخرج مدير الجامعة «آسفاً وحزيناً» لأن جامعته دخلت في نوبة «الاحتضار» لمعاناتها آلاماً عميقة «قد» تؤدي إلى موتها التام ودفنها في أقرب «جبانة». ٭ والمعوقات التي واجهت جامعة نيالا مثلها مثل المعوقات التي تواجه الجامعات العشوائية الجديدة التي قامت فجأة تحت «هاشمية الابتكار» بعيداً عن تخطيط وجدوى تبعث على الاستمرارية وتضمن تدفقاً لمال مفروض لها فيه كل الحق لمواصلة الطريق وتوفير المعينات وجذب الكفاءات، بيد ما يميز جامعة نيالا الآن أن ادارتها اتسمت ب «الشجاعة» وقول الحق وكشف الأوراق لتفتح صفحة جديدة من «الشفافية» التي تفتقدها جامعات اخرى قامت على ذات «الشاكلة» تعاني المر وتصارع من أجل البقاء بلا جدوى. ٭ حسب الخبر الذي سطره الزميل النابه عبد الرحمن ابراهيم، فإن مدير جامعة نيالا دق ناقوس الخطر، ودعا الى جدولة مستحقات الجامعة المالية في أشهر قبل أن تغلق نهائياً. والسؤال هنا هل سيجد نداء البروفيسور أبكر علي ادريس استجابة «اسعافية» لمد الجامعة بما ينقصها من تدريب وتأهيل وتخصيص وتوفير الامكانات التي اصبحت الآن «شحيحة» جداً؟ هل سيكون «الاسعاف» بنفس «الحماس» الذي ظهرت به الجامعة للوجود وانضمت الى رفيقاتها الاخريات؟ لا أظن. ٭ سيتساقط العقد حبة بعد حبة، ونيالا هي البداية «لست متشائمة» ولكنها الحقيقة، فالجامعات الجديدة فقيرة المعامل والمباني، وتحتاج إلى المكتبات ذات الكتب والمطبوعات المواكبة. ٭ همسة: يرتاح رمشي على حروفك الندية.. فينجلي ليلي الطويل.. وأعلن انتمائي لمملكتك القادمة..