قال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم انه لا يجب أن تكون هناك عودة للحرب في السودان سواء أفرزت نتيجة الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر إجراؤه يوم 9 يناير 2011 وحدة أو انفصالا. وحذر أموم في ندوة عقدها مع الجالية السودانية بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة ليل أمس الخميس تحت عنوان «الوضع السياسي الراهن في السودان» من أي تفكير في العودة للحرب، مشيرا إلى أن نحو 5 ملايين مواطن سوداني راحوا ضحايا للحروب خلال الخمسين عاما الأخيرة في السودان. وقال أموم انه لابد من التعامل مع الوضع بنوع من الاعتدال في الخيارين «الوحدة أو الانفصال»، ولا يجب أبدا أن يكون هناك تخوين أو إرهاب معنوي لأنصار أي من الخيارين. وأضاف أنه لابد من النظر للاستفتاء وخيار شعب جنوب السودان على أنه فرصة حقيقية لإعادة بناء علاقات بين الشمال والجنوب تقوم على الاحترام والتعاون والعمل المشترك لتحقيق المصالح المشتركة. وأكد باقان أموم أنه مع خيار الوحدة الجاذبة شريطة أن تكون هذه الوحدة على تقاسم المصالح والموارد وتحقيق المساواة وعدم التمييز وبدون ذلك فخيار الانفصال يكون هو الأفضل. وحذر باقان أموم أولئك الذين يعتبرون أن خيار الانفصال لابد أن يقوم على العداء، معتبرا أن مصالح الجنوبيين لن تتحقق إلا إذا كان الشمال مستقرا وكانت هناك علاقات تعاون مشترك ومستمر تحقق مصالح كافة المواطنين السودانيين. ووصف أموم الأجواء التي جرت فيها ورشة العمل الثانية التي استضافتها مصر هذا الأسبوع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بأنها كانت ايجابية وجيدة وتم خلالها الاتفاق على مجموعة من التفاهمات المهمة جدا، مشيرا إلى أن شغل مصر الشاغل هو أن يكون هناك سلام واستقرار في السودان بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء مؤكدا أن مصر تحترم خيار شعب الجنوب في كل الأحوال. واستعرض باقان الوضع القائم في السودان حاليا وقال أن في السودان الآن 4 فضاءات لكل فضاء أولوياته الملحة التي يجب التعامل معها بحكمة. وقال ان هذه الفضاءات هي: «جنوب السودان ومنطقة أبيى»، وولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق و إقليم دارفور، وباقي السودان المتمثل في شمال السودان والمنطقة القريبة منه شرقا وهى مركز السلطة في السودان. وأشار إلى أنه بالنسبة للفضاء الأول «جنوب السودان ومنطقة أبيى»، فالأولوية فيه لقضية حق تقرير المصير والاستفتاء. أما الفضاء الثاني «كردفان والنيل الأزرق»، فالأولوية فيه لتحديد العلاقات بين الولايتين والدولة. وتحدث أموم عن الفضاء الأخير، فاعتبر أن القضية المركزية فيه تتمثل في التهميش والحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، خاصة وأن هذا الفضاء قريب من مركز السلطة.