طلبت لجنة مدعومة من حكومة جنوب السودان، من مؤلفين موسيقيين محليين تأليف «نشيد وطني»، قبل خمسة أشهر على استفتاء يناير 2001 الذي سيحدد وحدة الاقليم مع الشمال أو الانفصال. وفي وقت وضعت فيه الحكومة المركزية خطة تحرك شاملة للتعامل اعلاميا والتواصل المباشر مع الجنوب، قبل الذهاب الى صناديق الاستفتاء، دعا وزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية، الجنوبيين المقيمين بالقاهرة، الى دعم خيار الاستقلال، قائلا انه يفضل الانفصال. وأبلغ ملك اوين أجوك وهو عضو لجنة تسمى «من أجل نشيد وطنى لجنوب السودان»، صحيفة «المصري اليوم»، انهم طلبوا من الموسيقيين فى الجنوب والكتاب والفنانين مساعدتهم في نظم كلمات والحان نشيد وطني لجنوب السودان». ولم تحظ اللجنة، وفقا لأجوك بتفويض رسمى من حكومة الجنوب، الا أنها تحظى بدعم مهم. وأضاف أجوك وهو متحدث باسم الجيش الشعبي «سننظم مسابقة للتأكد من أننا سنحصل على أجمل نشيد وطنى ممكن للجنوب»، الا أنه أشار الى أن «كوننا نحضر نشيدا وطنيا لا يعنى أن الانفصال سيحصل، لكن علينا أن نكون جاهزين». من جانبه، طالب وزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم، الجنوبيين المقيمين بالقاهرة، بدعم خيار الانفصال، وقال لهم «أنا أفضل الانفصال». لكن الرجل عاد وقال انه مع خيار الوحدة الجاذبة شريطة بنائها على تقاسم المصالح والموارد وتحقيق المساواة وعدم التمييز و»بدون ذلك فخيار الانفصال هو الأفضل». وحذر باقان فى ندوة امام الجالية السودانية بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة ليل امس الاول من أي تفكير فى العودة للحرب سواء أفرزت نتيجة الاستفتاء وحدة أو انفصالا، وقال باقان انه لابد من التعامل مع الوضع بنوع من الاعتدال فى الخيارين ولا يجب أن يكون هناك تخوين أو ارهاب معنوى لأنصار أى من الخيارين. وحذر وزير السلام في حكومة الجنوب أولئك الذين يعتبرون أن خيار الانفصال لابد أن يقوم على العداء، معتبرا أن مصالح الجنوبيين لن تتحقق الا اذا كان الشمال مستقرا. واشار باقان الى ان السودان به الآن 4 فضاءات ولكل فضاء أولوياته الملحة التى يجب التعامل معها بحكمة، وقال ان هذه الفضاءات هى «جنوب السودان ومنطقة أبيي»، «ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق»، «اقليم دارفور» و»بقية السودان المتمثلة فى شماله وشرقه»، وهى مركز السلطة بالسودان. واوضح أنه بالنسبة للفضاء الأول جنوب السودان ومنطقة أبيى فالأولوية فيه لقضية حق تقرير المصير والاستفتاء، أما فضاء كردفان والنيل الازرق فالأولوية فيه لتحديد العلاقات بين الولايتين والدولة. وأوضح أنه بالنسبة لاقليم دارفور فان اولويته انهاء الحرب وعودة المواطنين الى ديارهم ومشاركتهم فى السلطة والثروة. واعتبر ان أولوية الفضاء القريب من السلطة، «شمال السودان وشرقه» هي التهميش والحريات والديمقراطية وحقوق الانسان. في سياق متصل، افادت مصادر أن خطة الحكومة الاتحادية للتحرك الاعلامي والتواصل المباشر مع جنوب السودان، قبل اجراء الاستفتاء، تهدف الى مواجهة الحملة التى تقوم بها عناصر في الحركة الشعبية لدفع الجنوبيين لخيار الانفصال. ومن ضمن الخطة الحكومية، حسب مصادر ل»المصري اليوم» ، تكليف نائب الرئيس علي عثمان محمد طه بالذهاب الى عاصمة الجنوبجوبا خلال الأيام المقبلة، والبقاء فيها مدة لا تقل عن شهرين يعقد خلالها عددا من اللقاءات الجماهيرية والرسمية التى تركز على دعم خيار الوحدة. وقالت المصادر، ان الرئيس البشير اختار طه لهذه المهمة كونه الأقرب الى قيادات الحركة الشعبية وقادر على اقناعهم.