عرف اهل السودان الهجرة منذ سنوات طويلة وتباين الغرض من الهجرة بين البحث عن العمل بغية توفير متطلبات الحياة الكريمة من خلال عائدات المغترب المادية كما ان مجموعات كبيرة من السودانيين هدفت من خلال الاغتراب الي التحصيل الاكاديمي ونيل الشهادات الاكاديمية ، المجموعة الاولي وهي المغتربة من اجل تحسين الاوضاع الاقتصادية تشكل الغالبية المطلقة من المغتربين وتشكل دول الخليج العربي المركز الرئيسي لهجرة العمالة الوطنية تليها دول غرب اوربا ثم امريكا واستراليا ، وقد ظل المغتربون يشكلون محورا رئيسا لعائدات البلاد من النقد الاجنبي عبر تحويلاتهم الدورية لاسرهم او من خلال الرسوم والجبايات التي تفرض عليهم وارتفعت تلك العائدات بعد ازدياد معدلات الهجرة وبرغم عدم وجود احصائيات رسمية لعدد المغتربين الا ان بعض المصادر تشير الي ان العدد يقارب الثلاثة ملايين مغترب . واذا كانت حقبة السبعينات من القرن الماضي قد شهدت اعلي معدلات الاغتراب فان العقد الاخير شهد تراجعا واضحا ، ويشير بعض المراقبين الي مؤشرات الهجرة العكسية برغم ان الظروف الاقتصادية بالبلاد لم تصل لمرحلة دفع المغتربين للعودة، فالفقر لا زال في ذات مناسيبه القديمة بين مختلف الشرائح الاجتماعية برغم تصدير النفط، ويري الكثير من المراقبين الي تعدد اسباب العودة والتي اهمها تراجع العائدات والسياسات التي باتت تنتهجها دول الاغتراب من منح الاولويات لمواطنيها اضافة الي انكماش اقتصاديات تلك الدول في اعقاب تراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية، ولم يقف الامر عند تغليب خيار العودة بل ان العديد من المغتربين تعرضوا لحالات اعسار فانعكس ذلك في بروز العديد من المظاهر السالبة بين ابناء الجاليات السودانية تفاوتت بين جرائم الشرف والامانة والمخدرات والسرقات كما دفعت تلك الاوضاع شريحة النساء للاعمال الهامشية التي لا تفي باحتياجات الاسر خاصة بعد ان قبع ارباب بعض الاسر في السجون في قضايا تفاوتت بين الاختلاس ومخالفة انظمة الاقامة اضافة للقضايا الاخلافية مع ارباب العمل ما انعكس سلبا علي الابناء الذين باتوا بلا عمل ولا تعليم، ويتوقع جهاز العاملين بالخارج ان تتضاعف اعداد المساكن ووسائل الانتاج اضافة لايجاد وظائف لارباب تلك الاسر اضافة للمساعدة في تعليم الابناء وذلك لحين استقرار تلك الاسر اضافة لتقديم خدمات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ، الامين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج استبق الجهات ذات الصلة معلنا قيام شركة تأمين لتقديم خدماتها للمعسرين من المغتربين، مطالبا الجهات ذات الصلة بتقديم خدماتها في مجالات التعليم والاسكان خاصة ان هنالك اعدادا كبيرة تفتقر اسباب القدرة في الحصول علي مساكن لها ،علما ان عددا معتبرا منهم يحول عدم توفر السكن دون عودتهم للوطن، وطالب التهامي بفتح سفارة سودانية باستراليا لمساعدة المغتربين السودانيين بتلك البلاد خاصة وهم يواجهون مشاكل جمة في مجالات التعليم، وشدد التهامي علي اهمية دور الامهات في متابعة ومراقبة الابناء في وقت كثرت فيه المخاطر التي باتت تبثها العديد من وسائط الاتصال مثل النت والفضائيات ، وزير الدولة بوزارة الصحة السابق حسن ابوعائشة دعا لضرورة الاهتمام بشريحتي النساء والطلاب من الاسر المعسرة وذلك من خلال فرص التدريب وتوفير خدمات الصحة والتعليم . وتشير «الصحافة» الي ان جهاز السودانيين العاملين بالخارج اقام بالتعاون مع جمعية تواصل المغتربات الخيرية ورشة عمل حول اعسار الاسر السودانية بالمهجر، وشددت العديد من المغتربات علي العودة الطوعية للعديد من المغتربين الي البلاد كي لا يفقد ابناؤهن فرص التعليم والعمل طالما فقدوها في بلاد المهجر.