عندما كتبت هنا «مجرّد خاطرة مجرّدة» الاسبوع الماضي، لم يكن في بالي غير المعنى اللغوي الذي تعنيه كلمة خاطرة، وخاطرتي تلك بهذا المعنى لم تكن سوى تذكر لبعض الوقائع قدّرت أن فيها نفع للقارئ فكتبتها ونشرتها على ذمة تقديري الشخصي، ومن المعروف والمألوف أن يتذكر الانسان شيء بشيء آخر قد تكون له به صلة أو لا تكون والعرب تقول «الشيء بالشيء يذكر»، ومن هذا الباب فقط أتيت على ذكر الزميل العزيز الصحافي الوزير عبد الماجد عبد الحميد الذي لا أجد في نفسي حاجة لاجدد رأيي في عطائه الصحفي الذي يعلمه كل من له صلة بالصحافة صانعين أو مستهلكين فظني أنه يعلمه، وكل ما في الامر هو أنني حين طالعت خبر لقاء وزير الثقافة والاعلام بولاية النيل الابيض الأستاذ عبد الماجد مصحوباً بالصورة تداعت الى ذهني من غير علاقة بالخبر تلك الوقائع التي كتبت وأرجو بذلك أن أكون قد أوضحت حتى «لا يأخذ الأخ الوزير في خاطره شيء» ليس إليه قد قصدت... وإلى تعقيب الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد... الأخ الأستاذ حيدر المكاشفي حفظه الله سلام ومودة هذه الرسالة لا علاقة لها بالتهنئة بمناسبة قدوم شهر رمضان المعظم.. يعلم الله أنني بعثت لك بالتهنئة قبل ان اطلع على عمودك الشفيف. آمل أن يجد ردي حظه من النشر. ملحوظة: حرصت بان يصلك ردي ورقياً وليس الكترونياً لحبي العميق للورق والقلم!! أخوك عبد الماجد الاخ العزيز حيدر المكاشفي تحية قلبية صادقة أبعثها لشخصك الكريم.. وسعادة عميقة تغمرني وأنا أكتب لك تعقيباً على ما قرأته لك و«بشفافية» في عمودك الرزين بعدد الصحافة ليوم الخميس 5 أغسطس 0102م... وما دفعني لأن أكتب لك رغبة صادقة مني في تعزيز رباط المعرفة والصلة معك منذ تعرفت عليك ككاتب جميل الحرف والعبارة غني الطرح.. سلس المداخل والمخارج في بناء «عمارة» الموضوع الصحفي وهي ميزة لا تتوفر لكثيرين من كتاب الاعمدة الصحفية الذين «أتعاطى» ما يكتبون كقارئ نهم وليس كصحفي محترف وإن غلبت الأخيرة هذه على طبعي بعد جلوسي على كرسي مدير التحرير. أقرأ لك بانتظام وحرص على مساحتك التي تحرص أنت على تجويدها وملء فراغاتها احتراماً لقرائك وهم رأس مالك الحقيقي كما يقول أستاذي حسين خوجلي في وصيته الغالية «رأس مال أي كاتب عمود يومي قراؤه وإن قلوا.. فليحرص صاحب العمود على سبك «الطبخة» وتحسين «ماعون» الضيافة اليومي»!!... ومن باب الحرص هذا أجد نفسي متفقاً معك مرة ومختلفاً مرات في التقدير والربط والمعالجة.. وسطوري هذه من هذه الزاوية ومما اقوله هنا أرجو أن تسمح لي بتقديم الشكر لكل من بعث التهنئة والاشفاق «لشخصي الضعيف بمناسبة قبولي دخول تجربة ربما تبدو غريبة وخطيرة ومربكة لكل العاملين بالوسط الصحفي وذلك لاسباب معلومة بالضرورة لطبيعة «التماس الكهربائى» بين السلطة التنفيذية والسلطة الرابعة.. اشكر لهم جميعاً الاشفاق والتهنئة ودعاء العون بالتوفيق.. وأقبل منك سطورك الطيبة ولا أرى انها تأخرت.. لكنني كنت آمل أن يكون طرحك واضحاً وصريحاً ومباشراً وهذا ما عهدته فيك ذلك أنني -وبالصدق كله- لم أفهم ما تنوي الوصول إليه باشاراتك بدءاً.. وختماً.. وحتى لا تسوء «روابط» الفهم المشترك بيننا.. أرجو أن تقبل مني هذا التوضيح كقارئ و«زميل» و«تعرف لماذا وضعتها بين «ظرفين» كما يقول عصام الشوَّالي..!!.. ومن توضيحي قولي لك بأنني لم أسع في حياتي لاتقلد منصباً تنفيذياً ولا رسمت خطة حياتي ومستقبلي ولا كيّفتها ولا هيأتها لدخول هذا المعترك.. بل صممت «أمري» وعزمت لأن أمضي في درب مهنة الصحافة بالممارسة اليومية والدراسة الاكاديمية حيث أتابع حالياً اكمال رسالة الدكتوراة في الصحافة.. ومع هذا فلست غريباً على العمل العام بكل تبعاته ومثلك فلقد عايشت وعاشرت وشاهدت العمل التنفيذي داخل وخارج أسوار الجامعات والمعاهد العليا.. وطيلة هذه السنوات لم أكن أخفي خلاف ما أبطن في مسيرة عملي.. ولم أسع «لاتمسكن حتى أتمكن» ولم يكن في بالي أن أنال شهادة وإجازة الصحافة ثم أقذفها وانتقل إلى وجهة أخرى شأن صاحبك الذي أوحى اليك بخاطرة الخميس الطريفة!! وحتى أكون صادقاً معك.. ومتصالحاً مع ذاتي فقد وافقت على تولي المسؤولية الوزارية بقناعة تامة ووعي كامل بأهمية خوض هذه التجربة لأضيف الى تجاربي في الحياة تجربة نوعية ستفيدني كثيراً في مستقبل أيامي في الحياة طالت أو قصرت... وسأعطي موقعي هذا كل ما تعلمته في مهنة الصحافة من حب وحرص وسأبقى وفياً لرسالة الصحافة ودورها في الاصلاح بالرأي والمشورة والمبادرة وان اختلفت مواقع وظروف التعبير والتدبير!! صدقني لم أتمكن من تجميع بداية خاطرتك بنهايتها.. وما أتمناه هو أن يكون مقصدك الاشارة إلى تجارب كثيرة في الحياة انتقل أصحابها من مهنة إلى مهنة أخرى ومن نجاح إلى نجاح دون ان يكون لبداية توجههم علاقة بنهاية رحلتهم أو قمتها قبل أن يلوّحوا للدنيا مودعين!! ثم كلمة.. الا توافقني أن مشكلة صاحب الخاطرة الأساسية أنه كان طموحاً وراغباً في أمر لم تكن له مؤهلاته ولا محدداته وهذا شأن كل الذين يرفعون أعينهم لسقفٍ عالٍ وأرجلهم معلقة في الهواء!! آمل أن تفهمني برفق وعهدي معك أن أكون وفياً لمهنتي صعدت أم هبطت لكنني في كل الاحوال لن أفقد احترامي لذاتي ولا لاخوان وزملاء كثر أنت من بينهم عزيزاً في سويداء القلب والوجدان!! أخوك أبداً: عبد الماجد عبد الحميد