٭ تؤرقني الردود والمداخلات المخالفة لما أطرحه هنا من آراء وتعليقات، ولا يهدأ بالي إلا حين أنشرها كاملة كما هى، ليس لأن نشر الرد هو عُرف صحفي متواضع عليه أو لأنه حق قانوني تفرضه قوانين المهنة ومواثيقها، بل قبل ذلك وفوقه لأنه إلتزام أخلاقي أحرص على التمسك به مهما كانت قساوة وعدم موضوعية الرد، فبمثلما نقسو أحياناً على الشخصيات الإعتبارية والمؤسسات الرسمية ونسل أقلامنا نقداً وتقريعاً هنا وهناك، علينا أيضاً نحن الصحافيين والكتّاب فتح صدورنا وعقولنا قبل صفحاتنا وزوايانا لكل صاحب رأى مخالف أو وجهة نظر متقاطعة مع ما يرد في صحفنا، فليس للصحافيين وصاية على الناس وليسوا بأفضلهم وإنما منهم وبهم واليهم وإن كان قدرهم الوظيفي والمهني هو الذي جعلهم رقباء على الشأن العام والشخوص العامة بمختلف اختصاصاتها.. هذه المقدمة التي تعتبر من قبيل تحصيل الحاصل لم يكن لها من داعٍ لولا أن وردني تعقيب قصير على ما كتبته هنا يوم الثلاثاء حول تصريح الشيخ السعودي الحضرمي بادحدح الذي ناصر فيه أحد مرشحي الرئاسة السودانية، فقصر الرسالة هو ما اقتضى هذه المقدمة، والى الرسالة التي لم يعنونها صاحبها وتطوعت لوضع العنوان أعلاه نيابة عنه.. السيد/ حيدر المكاشفي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد رأيتك تعلق على ما قاله الشيخ بادحدح، أولاً وقبل كل شيء أن الشيخ لا يعني من ذلك التصريح إلا قول الحق والنصيحة، قلنا النصيحة لمن، قال لله والرسول ولعامة المسلمين. مالي أراك قد علمت من دون أن يذكر الشيخ أسماء بل دعا بالتصويت للذي هو لله أقرب. وحمداً لله الذي جعل الحق ينطلق من عندك غصباً عنك لأن شهدت بأن عمر البشير لله أقرب وإلا لماذا هذا الانفعال. نحن أهل السودان عايشنا كل الحقب خاصة حقب التقتيل والتنكيل للعُزل بقصر الضيافة وعايشنا الانتخابات والتعويضات- مالي أرى كلمة الحق تغيظكم بدلاً أن تفرحكم- ماذا قال هذا الشيخ غير كلمة حق ونصيحة وهو المسلم الداعية والذي يؤمن بأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم- أرجو أن تتقوا الله في الناس وفي أنفسكم. وشكراً أحمد الحسن من المحرر: ٭ اولاً لا أعتقد أن أحداً سواك إن لم تكن من الجماعة إياها أو معها يا استاذ أحمد يعرف للسودان حقبة نكلّت بالعزّل مثل هذه الحقبة، ثم يا أخي لك أن تؤيد الشيخ فيما قاله وتدافع عنه وترى فيه الحق المبين ولكن ليس من حقك أن تبتسر ما كتبته أنا وتجتزيء منه ما تريد لتصل الى ما تريد فذلك حشفٌ وسوء كيل، لك التحية وأرجو أن لا يفسد الاختلاف للود قضية. المكاشفي