ظاهرة التهرب من المدرسة اثناء اليوم الدراسي اصبحت بادية للعيان حيث نجد الطلاب في المرحلة الثانوية وبكل مستوياتهم منتشرين في الحدائق والمواقف دون ادنى حياء فيما يفعلون وخلال تواجد هؤلاء الطلاب خارج اسوار المدارس يتعرضون لبعض حالات الاعتداء الى جانب ذلك يقومون بتعاطي السجائر والمخدرات فضلا عن تعرضهم لحوادث السير. الصحافة تلقت شكاوي عدد من المواطنين مبدين قلقهم على فلذات اكبادهم وفي احدى الحدئق التي يطلق عليها (حبيبي مفلس) يتواجد الطلاب بكثافة واتجهت الى عدد منهم كانوا يتناوبون تدخين السجائر وسألتهم عن سبب تواجدهم هنا خلال اليوم الدراسي ، امتعض عدد منهم بسبب تدخلي في شأنهم لكن البعض الآخر فضل الحديث بشرط حجب اسمائهم وابتدر احدهم حديثة معرفا نفسه بماجد قائلا انه يدرس في احد المدارس الثانوية الحكومية بامدرمان مشيرا الى انه غادر اليوم الدراسي هربا من حصة الكيمياء التي لا يحبها ولا يفهمها وعزا السبب لعنف استاذ المادة داخل الفصل فيما فضل اقرانه الصمت حتى لا يجلبوا لانفسهم هوا على حد تعبيرهم تركتهم واتجهت الى اثنين في ركن قصي بذات الحديقة (حبيبي مفلس) القيت عليهم التحية فبادلوني التحية لكن بحذر وسألتهم عن اسباب تواجدهم والساعة تشير الى الحادية عشر صباحا فتحدث احدهم مشيرا الى انهم ينتسبون الى اتحاد المعلمين باحدى المدارس بعد ان فشلوا في الحصول على المجموع الذي يؤهلهم للقبول بالمدارس الحكومية فعمدت اسرهم لالحاقهم باتحاد المعلمين وذلك بعد دفع رسوم دراسة وذلك على قسطين لكن ادارة المدرسة قامت بطردهم لانهم لم يقوموا بدفع القسط الثاني من الرسوم واشار احدهم الى ان الظروف هي التي حتمت عليهم عدم الدفع وقال احدهم فضل عدم ذكر اسمه انهم قد سردوا لادارة المدرسة ظروف اسرهم الا انها لم تقتنع بالامر وعن عدم الذهاب الى ديارهم اوضحوا انهم فضلوا البقاء في الحدائق المفتوحة لاستذكار دروسهم حتى يمضي الزمن مشيرين الى ان هذا الغياب يؤثر كثيرا في تحصيلهم مطالبين ادارة التعليم باصدار قرار يمنع طرد اي طالب اثناء اليوم الدراسي حتى لا يتأثر الطلاب بفوات الدروس خاصة وان اساتذة المواد الدراسية لايقومون بشرحها مرة اخرى مشيرين الى انهم يعرفون ان ادارة التعليم في كل عام دراسي تصدر اوامر بعدم طرد الطالب خلال اليوم الدراسي الا ان الكثير من المدارس لا تعر ذلك التوجه ادنى اهتمام . احد الصبية وجدته في حديقة الملازمين فضل عدم الحديث لي في الموضوع لكن بعد برهه اوضح انه سيتحدث لي لكن بشرط عدم ذكر اسمه ووالده حيث قال ان ادارة المدرسة قد ارجعته الى المنزل ولكنه فضل البقاء هنا في الحديقة بدلا من الذهاب الي البيت لان اسرته قد منحته رسوم المدرسة بيد انه تصرف في جزء كبيرمنها وذلك لشراء جوال والآن هو خائف من ولي امره ولا يدري من اين سيأتي بباقي المبلغ . الفتيات كان لهن نصيبهن في هذاالتسكع برغم انه يعد اكثر خطورة عليهن لما يتعرضن له من مضايقات وانتهاكات كفتيات سعيت اليهن لكن رفضن الحديث وتركن المكان وذهبن واوضح عدد من الآباء استطلعتهم (مع الناس) ان هذه الظاهرة تعد خطيرة على الطلاب لانهم يتعرضون فيها لحوادث السير الى جانب الاغتصاب من ذوي القلوب الضعيفة وخوف ادمان الكحول والمخدرات واالسجاير والتمباك وهم في مقتبل اعمارهم مطالبين مديري المدارس بعدم طرد الطلاب خلال اليوم الدراسي وذلك لما يتخلله من عواقب عليهم وعلى اسرهم من مخاطرجمة