الى روح المناضل السوداني الشهيد: بابكر كرار... رصعتني يا ابنوس الحزن كيف اخترتني...! سماء من عيون الميتين... من مطر النسيان والذكرى... وأعتاب نبي استوائي وثأر عاشق سجين...! ٭٭٭ اراحل ام قادم انت...؟! لماذا تنبع اثنين على روحي؟ كأس من دم الثأر ونهر من دم الحنين..!! اعرف معنى حزنك الجليل يا كرار حزن الفارس المطعون بين الصدر والعينين والجبين.... الفارس الصارخ في مقبرة تركته يصدأ نقش المجد فوق سيفها الدفين لذلك الموغل في عرينه اصلي للحظة انكساره.. اصلي لموته اصلي وفي خشوعي اتلقاك شهيدا واصلي .. واصلي فنحن يا كرار من يطلع في اجفاننا الشوق. ولا نبيت في ارواحنا يأس السنين ٭٭٭ الوطن.. الايقونة .. الوردة يا كرار... تساقط كل لحظة في القلب انت الوطن الايقونة.. الجرح الذي يمتد ملء العين يا سودان نشتاق فتأتينا على عشرك في الرؤيا ونأتيك معفرين بالثورة او مكفنين في نعوشنا ونزلق الايام فوق ذهب الماضي ونمضي... ايها السقف على اعمدة الغابة مرفوعا الى حيث اكتمال الكون... يا قوس السموات على بوابة النيلين يا قصر الدراويش الفدائيين جئناك من القهر الذي يفترس القهر فانزل راية المحفل يا غردون وانزل سلم الهابط مثل سلم الصاعد والمفتول في ذاكرة القاتل والقاتل في ذاكرة المقتول والدين وان طال قضاؤه ٭٭٭ واستحالت للدرويش على حربته رخاً خرافياً ودارت حربة اخرى على الشمس وسال الشفق الازرق فوق الشفق الاحمر فوق الشفق الاسود سال الشعب يا كرار هل تذكر يا كرار... غردون وجيش الثائر المهدي إلا الله... لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله كنا في المخاض الصعب يا اكتوبر المطوي في سجادة مصبوغة بالدم والخرطوم كانت تنسج الباقات والرايات للشهداء والثوار يا سيفا حزينا من سيوف النيل يا كرار ثم ضحكت في منفاك للمنفى.. - وهذا انت يا كرار تضحك من غيابك في الغياب الآن قاسية هي الضحكات قاسية هي الكلمات قاسية هي اللعنات يا عصر النميري... والرجال الجالسين على مقاعدهم وميراث الرجال يباع والإرث العريق يباح والقدس الشريف يباع والزينات ساطعة هنالك نحن قوس النصر... والسادات يمسح وجهه العربي عن مصر ويطبع وجه اسرائيل في ام المدائن مصر قاسية هي السودان يا كرار والمحجوب مصلوب على مشنقة الفاشي في السودان ننسى الفرية الكبرى... ولا ننسى دم المحجوب يا سودان قاسية مضاجعنا.. واحزان الرجال كبيرة.. لكنها الاقدار يا كرار... - تعرف انت... ان خيانة الفاشي تسكن دائماً دمه وتنخر فيه ليل نهار... وان ضحية الفاشي تدمغه نجاعتها وترصد عمره ومصيره وتدور حول خطاه..