فى سوق نيالا شرق الاستاد يوجد تجمع كبير من النساء اللائى يعملن في رواكيب اعدت من الملايات وتياب القمامة يستظل تحتها نساء من مختلف احياء المدينة يمتهن تجارة الاوانى المنزلية والملابس القمامة التي يقمن بتجميعها من الاحياء عن طريق البدل(المقايضة) ويطلق عليه عدد من رواد هذا السوق اسم سوق (المطلقات )واحيانا سوق (الارامل )والبعض يذهب الى اكثر من ذلك ويسمونه بسوق (العزبات ) ولقد جاءته هذه الاسماء لان نسبة الذين يعملن بهذا السوق معظمهن من المطلقات او من توفى زوجها او من هجرها زوجها لفترات طويلة او من ضاقت بها المعيشة لتذهب لهذا السوق وتعمل فيه بكرامه لتلقيط لقمة العيش ، ففى هذه السوق حكايات وروايات تروى لكثرة النساء فيه مصحوبة بمعاناتهن من مطاردت سلطات البلدية لهن وهدم رواكيبهن التى تعد بشكل جميل سواء من شوالات الخيش او الملايات والستائرو التياب القمامة بغرض تنظيم السوق، بيمنا كنت مرورا بهذا السوق اثناء حملة الكشة شهدت عدداً من النساء يهرولن ببضائعهن وروائحهن من قبضة السلطات وقفت وقمت بمساعدة بعضهن فى لملمة بعض اغراضهن المفروشة فقالت لى احداهن ياولدى ناس الكشة ديل بيعاملونا ذى المجرمين رغم كبر سننا ، ولقد اتضح لى جليا ان هذا السوق يرتاده كبار المسؤولين والموظفين والموظفات بالدولة لشراء بعض اغراضهم وخاصة العطور والدلك والخمره وبعض الروائح. وهنا ذكرت لى بائعة عطور خبرة عشرين عاما فى تصنيع وتخمير العطور والدلك ان معظم ذبائنها من المسؤولين وكبار الموظفات بالدولة بجانب الناس العاديين دائما ما يرتادون هذا السوق فى المساء لشراء العطور المصنعه يدويا وخاصة الخمرة والدلك خاصة عندما يقترب موسم العيد. وتقول هذه البائعة ان دائما ما تكون حريصة فى التعامل مع زبائنها وذلك من خلال توفير اجود انواع الروائح والطيب حتى لا تفقدهم وتشير الى ان هنالك من الزبائن من يخجل ولا يستطيع دخول السوق حتى لايتعرف الناس ان فلان بمشى سوق المطلقات وبشترى دلكة او خمرة وبالتالى الناس بيعرفوا انو( مرتو خنبه )فيقوم بارسال اناس آخرين لشراء اغراضهم ويوجد من ياتى من الرجال ( ابو عين قوية ) ويقوم بشم العطور وتجريبها للتاكد من مدى قوتها حتى يقوم بشرائها. فقلت لها لماذا الرجال ياتون لهذا المكان من المفترض ان توفر لهم ازواجهن هذه العطور فردت ضاحكة ( اى مرة فى الدنيا دى هى مرة وبتعرف تصنيع العطور والروائح ) فى نسوان والله لبس التوب ما بيعرفوهو كيف يقدرن ان يصنعن العطور المحببة للرجال واضافت بدون مبالغة سوقنا دى برسلوا ليهو من الخرطوم عشان جودة العطور الفيهو . لكن نسبة لمطاردات البلدية للنسوان بهذا السوق بحجة ان الرواكيب والعفش القمامة دا المفروش على الارض شكلو غير طيب لهذا هجر معظم النساء هذا السوق وفضلن تجارة السبت والشنطة (تجارة اليد يعنى ) الواحدة تحمل كافة انواع عطورها وتحوم بداخل الاحياء والاسواق ومكاتب الوزارة حتى تبتعد من الكشات . وقالت عدد من البائعات انهم يعولون اسراً فيها طلاب وتلاميذ ، واشرن الى ان من بينهن نساء فقدن ازواجهن بسبب الحروبات والصراعات التى قضت على اليابس والاخضر بدارفور ، ويوجد من تركها زوجها لسنوات لم يتعرف ابناؤها اين هو وقال الحاج فاطمة انها تعول اطفالاً لابنها قتل فى الاحداث التى مرت بها دارفور وانه لايوجد من يقدم لهم مساعده حتى تحفظ احفادها من الضياع والتشرد الا انها اصبحت غير قادرة الآن لمطارة السوق والكشات التى اثقلت كاهلها ، وفى ذات السياق طالبن بضرورة ان توفق لهم الولاية اوضاعهم ومراعاة ظروفهم الانسانية وايجاد لهم اماكن للعمل .