عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأدب الكاريبي الأنجلوفوني
نشر في الصحافة يوم 07 - 09 - 2010


بقلم /جيرمي بوينتنق
مضت ثلاثون عاماً ونيف منذ أن نالت أغلب الشعوب الكاريبية الناطقة بالإنجليزية إستقلالها السياسي، فإلى أي مدى يمكننا التحدث عن تحقيق آداب تلك الدول لإستقلالها من أجندة صناعة النشر العالمية ؟ فهناك وبلاشك تقدماً ما قد حدث، فظهور مطبعة جامعة غرب الإنديز في 1992 وما تبعها من إصدار لمسرد لمراجعة الكُتب الكاريبية وأنشطة النشر التي تولتها وقامت بها دار لان راندل في جامايكا والتي مثلت اللبنات الأساسية الهامة وشكلت علامات ومعالم بارزة وكذلك النتف الصغيرة المتناثرة من المجهودات الفردية المنتشرة عبر الإقليم، فالصورة ماتزال أبعد من أن تكون مُشجعة، حيث أن كلا الناشران اللذان تم ذكرهما آنفاً لم يقوما بنشر أي من أدب القص أو الشعر.
عند مقارنتنا لصناعة صالات رقص الريقي بجامايكا بوضع صناعة الكُتب والنشر فإننا نجد أنه ومنذ منتصف الستينيات فان الريقي قد أصبح صناعة حقيقية، فهو في الأساس من منتجات الاستديوهات المملوكة محلياً حيث يتم إنتاجه حصرياً بواسطة الجامايكيين وقد مكّن ذلك عدد مُقدر من الفنانين من البقاء بجامايكا وتحقيق معدلات عالية من الثروة وتم إستيعاب الريقي وإكتسب شهرةً وسط تجارة الموسيقى العالمية. ولكنه إستطاع أن يحافظ على طابع أسلوب إبداعه محلياً الشئ الذي ترك بصماته الكبيرة المميزة عالمياً والتي كان لها الأثر الكبير على الموسيقى الشعبية المعاصرة،فهناك تباين كبير ما بين صناعة الريقي وإنتاج الكتابة الأدبية الابداعية في جامايكا، حيث أن المناطق الكاريبية الناطقة بالإنجليزية هي أكثر المناطق التي تعاني من كثرة المعوقات التي تحول دون صناعة النشر في الفترة مابين السبعينيات وحتى الآن، حيث يقدر دليل الريقي الصادر في 1997 أن ما يفوق ال 100.000 أسطوانة قد تم نشرها وإصدارها في جامايكا ويقدر الدليل عدد الأسطوانات والألبونات التي صدرت ما بين الأعوام 1970 ? 1980 بأكثر من 600 أسطوانة ألبون أُعيد نشرها في ذلك الدليل، وعلى العكس من ذلك فقد رصد كامو براثوين في دليل الشعر الذي أصدره في 1979 وجود 70 مجموعة شعرية كتبها جامايكيين في ذات الفترة ، تلك الفترة الخصبة والتي تميزت بأنها الأكثر إنتاجاً في مجال الكِتابة وعلى نحو أكثر مما صدر في فترة التسعينيات والتي كان من بينها إنتاج ونشر 31 منها بالبلاد أغلبها أعمالاً صغيرة وذاتية النشر صدرت في الفترة ما بين 1969 ? 1982، وقد شكل تدفق الكتابات الروائية لكُتاب جامايكيين والتي لم تتجاوز الخمسة عشر ولم تنشر منها بجامايكا سوى خمس روايات . فعلاقة جامايكا بالمراكز العالمية فيما يتعلق بالريقي والكِتابة الإِبداعية هي أيضاً فارقة وعلى خلاف ، فهناك تبادل فيما بين صناعة وتسجيلات الريقي لكنقستون ومؤسسات صناعة الموسيقى بكلٍ من لندن ونيويورك ، ولكنه لا يساورنا الشك حيال حقيقة تفوق وريادة مؤسسة كنقستون. وحقيقةً فقدإشتهر بعض الفنانين وذاع صيتهم في إطار صناعة التسجيلات الموسيقية العالمية خاصة بوب مارلي، وقد بلغت شهرتهم وغمرت النطاق العالمي ليس فقط في جامايكا ولكن خارجها أيضاً. فحقيقة توقف شركتا ??الجزيرة ??»والعذراء» وهما كبرى الشركات الفنية المهتمة بنشر ألبونات موسيقى الريقي عن الاستمرار في تصدر صناعة الريقي وتسجيلاته فضلاً عن عزوفهما عن إعادة طبع وإصدار ألبونات جديدة للريقي، كل ذلك لم يكن له من أثر كبير وملحوظ على صناعة الريقي.
وضع كهذا أكثر بعداً من وضع صناعة ونشر الأدب، ففي هذا المجال فاللاعبين الرئيسيين هم الشركات العالمية متعددة الجنسيات مثل لونقمان وهينيمان اللتان تقومان بنشر أعمال الكُتاب الكاريبيون في اطار سلسلة دورية من الاصدارات وانه لمن المؤسف جداً عزوفهما عن النشر وتوقفهما عن طبع واصدار المطبوعات الشئ الذي كان له وقع الاثر المؤلم علي الكُتاب الكاريبين.
فلابد للمرء من ان يتكهن بان السبب الرئيسى وراء عزوفهم عن النشر وخاصة بالنسبة للشركات العالمية الا وهو الافتقار للربح الكافي.
بينما نجد شركة مثل فيبر والتي دشنت عملها حالياً في اصدار سلسلة كاريبية جديد بالاقليم وربما يلحظ المرء تصدر الترجمات وإعادة طبع العناوين القديمة .
فالحقيقة القاسية وهى انه لم يحدث أي تغيير حقيقى في الوضع الذى كان سائداً ابان فترة إلا ستقلال والتى سعت فيها الغالبية العظمى من الكُتاب بالاقليم، مع بعض الإستئنات القليلة ،الى الهجرة الى بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الامريكية وقد قاموا بالنشر في تلك البلدان .
فما زال ذلك النموذج باقياً حتى الآن ، فعليه يميل كُتاب الإقليم للتواجد وبصورة كبيرة بجامعات أمريكا الشمالية أكثر من تواجدهم ونشرهم ببريطانيا .
ان حقيقة قضاء ديريك والكوت جزءاً من حياته بالجُذر الكاريبية لم تكن بالقدر الكافى الذي يكسب أعماله شهرةً ولكن وضعه الأكاديمى بالولايات المتحدة الأمريكية ونجاح كتبه فى الأسواق العالمية هو الذي كان له القدح المُعلى في ذلك، وعلى النقيض فإننا نجد أن أحد أعظم شعراء الإقليم ، مارتن كارتر ، والذي رحل في 1997م لم يبرح مُوطنه الأصلي قيانا أبداً وبرغم ذلك فهو من أشهر الشعراء الكاريبيين ، فجزءاً من ذلك الإعجاب ربما نتج عن افتقار كارتر للاهتمام بصدى أعماله بالمراكز العالمية النزعة التي يشاركه فيها القليل من الكُتاب الكاريبيون المعاصرون .
فاذا لم يتغير نموذج إستقرار الكُتاب الكاريبيون خارج الإقليم فقد تغيرت عوامل أخرى وهي التي جعلت من إمكانية تطوير أيٍ من الآداب الوطنية الأصيلة أو لأدب الكاريبي الذي يركز ويحصر اهتمامه إقليميآ أكثر إشكالية .
فاحدى الملاحظات المتكررة في نقد الأدب الكاريبي في الستينيات والسبعينيات قد صبت جُل إهتمامها حول قوة إغراء الحنين للماضي بالكِتابات وغياب الحدة بتلاشي وخفوت الذكريات.
فالحقيقة الباقية وهي أن الكثير من الأدب الكاريبي قد كُتب في فترات مُبكرة سابقة لأوقات نشرِه ، وقد أشار النُقاد إلى خطورة أن الأعمال التي تنشر بالمراكز العالمية إنما تنشر لإرضاء القراء العالميين، وهنا تكمن الإشكالية حقيقةً في أن الكثير من القرائن تشير إلى أن الكثير من الروايات التي كُتبت في تلك الفترة قد تم تحريرها لتناسب القراء من غير الكاريبيين، ومنذ ذلك الحين وفي بريطانيا على الأقل والتي تشهد بها ظهور الكتابة البريطانية السوداء والتي لها قليل إرتباط مع الكاريبي .فهذا شيئاً حتمياً ومرغوباً فيه، فحقيقةً يوجد كُتاب من أصول كاريبية بالمملكة المتحدة وأمريكا الشمالية والذين مازالوا يكتبون عن موطنهم الأصلي ولكن هذا النوع من الكِتابة أما أنه عمل تاريخي أو افتراضي ? هو لموطن من صُنع الخيال. فإذا كان كاتباً مثل كاريل فليبس وديفيد دابيدين أو فريد دا أقلار (قد أتوا جميعهم إلى المملكة المتحدة وهم أطفال) ومازالت بعضاً من كتبهم وأعمالهم تصدر وتتداول بموطنهم . لا يمكن للمرء التأكيد على حقيقة أنهم كُتاب بريطانيون واللاتي نمت اهتماماتهم خارج إطار الخبرة البريطانية وحقيقة كون معظم قراءهم من البريطانيين . فما يميز الأعمال الحالية للكُتاب الكاريبيون المقيمون بأمريكا الشمالية مثل أنطوني كلمان وجيفري فيلب وكوام داوس وساسنارين بيرسواد ، جلهم قد بدأوا الكتابة بالكاريبي ومن ثم هاجروا لأمريكا الشمالية بعد أن كبروا ، ألا وهم الارتباط النشط والقوي بقضايا المشهد الكائن في كلٍ من فلوريدا وكارولينا الجنوية وتورنتو فضلاً عن الإحساس بالفجوة الكبيرة فيما بين الحاضر الأمريكي والماضي الكاريبي .
وهكذا فما تفتقده الكتابة الكاريبية (خلافاً لحفنة العناوين الحالية) تفتقر إليه ذاكرة القراء بالكاريبي لهي الكُتب التي تُركز على الخبرة الاجتماعية المعاصرة . لا يمكن أن يكون ذلك الوضع سالماً وصحيحاً، حالة افتقار المجتمعات لآدابها ذات الطبيعة المتغيرة، هذا الوضع لم يكن وبكل بساطة نتاجاً لهجرة الكُتاب أو نتيجة لوجود المهاجرين الكاريبيين والتي ظلت دوماً تحظى بالاهتمام الخاص و المتزايدة وكذلك غياب صناعة النشر كاريبية المنشأ مع مراعاة الاستثناءات المذكور آنفاً وهي أيضاً ذات ارتباط بالفصل المستمر بين التركيز على التذوق الجمالي للانتاج الأدبي، واهتمام وثقافة الجموع الغفيرة والأعداد الكبيرة للمواطنين الكاريبيين .في دراسته التي ستصدر لاحقاً بعنوان? *****?
الطبيعي : نحو تذوق جديد(حديث للريقي للكتابة الكاريبية (بييل ترى 1999) .
وقد أبان كوام داوس النقطة التي إتصفت بها الكِتابة الكاريبية سابقاً ألا وهي الوطنية الخالصة والأجندةٍ المعاديه للإستعمار ، لاسيما فما زالت ذائقتها الجماليه إستعماريه . حتما فإن غالب الكتاب من الطبقه الوسطى المتعلمه وعليه فابداعهم الأدبي يقوم أصوات غالب الطبقة العاملة عبر الحوار ولغة السرد والوعى فى إطار اللغة الإنجليزية المعيارية . ويرى داوس بأن الكِتابة الإِبداعية لديها القوه الكامنه والقدره على تجاوز هذا الفصل ، وعلى النحو الذى تناولها عليه الكتاب أمثال كامو براثويت ولورنا قوديسون وجين بريز وداوس نفسه، من أنه في عالم الريقي فهناك مثال المُنتج الثقافي الذي تتصف ذائقته الجماليه ووسائل إنتاجيه وتركيزه الأساسي علي الإستهلاك تكون بأنها كاريبيه خالصه ، وبينما وفي ذات الشأن قادره على مخاطبة القارئ العالمي . فيتعين على المرء ملاحظة أنه برغم رجوع جين بريز الى جامايكا الا أن جميع الكتاب الآخرين (المذكورين آنفا) يقيمون حالياً بالولايات المتحدة الأمريكية.
فخبرة شركة النشر التي أَمتلِكها ?? دار شجرة بيبال للنشر?? PTP شير إلى إشكالات النشر الكاريبي، فقد ظلت الدار وعلى مدى نحو اثنا عشر عاماً أصدرت خلالها أكثر من 120 عنواناً وقد شملت هذه العناوين أعمالاً لكُتاب مرموقين ونشرت كذلك لنسبة عالية من الكُتاب الجُدد وثلة من الكُتاب الأقدمين كالأعمال الشعرية الكاملة للشاعر إيريك روش، وبرغم وجود مقردار النشر هذه في ليدز بانجلترا لظروف إقتصادية وأُسرية إلا أن هدفي الأساسي وهو جعلها تعمل بكد واجتهاد ما أمكن ذلك وكأنها دار نشر كاريبية، وقد بدأت مستصحبة الإدراك الواعي والذي يرى أنه إذا كانت دور النشر الكبيرة مثل هنيمان ولونقمان يقلصون باستمرار من حجم عملياتهم الكاريبية (ومثلما كانوا في الثمانينيات ) وغالباً ما كان سبب ذلك ألا وهو أن السوق الرئيسي لم يكن كبيراً .
لا سيما فإننا نعتقد بأنه إذا توسعت المبيعات وزادت عبر الكاريبي وبريطانيا وأمريكا الشمالية فسيكون بمقدور دور النشر الصغيرة البقاء . لقد إنتابني إعتقاد ملؤه الغرور بإمكانية مساهمة دار بيبال للنشر فى ظهور جيل جديد من الكتاب الكاريبيون وفي إنتاج الكتب التي تعكس الواقع الكاريبى المعاصر للقراء الكاريبيون ، لقد حاولنا وسعينا لتنقيح الكُتب من منظور لتبدو وكأنها قد كتبت من قبل كتاب كاريبيون لقراء الكاريبى. وهكذا فقد وقع إختيارنا على عناويين مثل كتاب روبلال مونار «أهالى باكدام» (1986) والذى كُتب باللغه الغيانيه الهجين من الهنديه لعمال السكر الهنود الغينيين الذين كانوا موضوعاً للكتاب الذى كنا نعلم أنه سيلقى قبولاً كبيراً وسط القراء من خارج غيانا. وفى الواقع وفيما يتعلق بالعائدات التى تمَّكن من البقاء ، فالسوق الكاريبى والذى من المفترض أن يكون السوق الرئيسى إلا إنه أضحى الأقل أهميةً ، فوجود المشكلات العمليه والتى تشمل بعد المسافه وتصدع العلاقات نتيجة تأخير المدفوعات والعائدات وفى جانب آخر إفلاس المكتبات وهجرة أصحابها مما نتج عنه خسائر كبيره وفادحه . ولكن أصبح جلياً إذا إستثنينا وجود أقسام شعب اللغة الإنجليزية بالجامعات ، فالكُتب لاتسافر عبر الكاريبى ، فكُتُبنا الجامايكيه نادراً ماتباع من غيانا أو ترداد وكُتبنا الغيانية نادراً ماتباع بجامايكا، ثانيا فقد اكتشفنا ضحالة وصغر حجم القراءة الأدبية خارج نطاق الكتب الدراسية . فالوضع في غيانا بمثابة مثال لدراسة حالة .فكتاب هذه البلاد مثل سيمور وادغار ميتلهولزر وجان كاريو ومارتن كارتر وويلسون هاريس وسليدهوبكنسون وبيتر كيمبادوا ودينيس وليامز و الكُتاب المعاصرون أمثال جون أقارد براين كان وسيرل دابيدين وديفيد دابيدين ومهاداي داس و فريددا اقوير وبيريل قيلروي وروي هيث وهاريسكاندرا كيمراج وجون ماكدونالد ومارك ماكوات ومارك ماثيوز وبولين ميلفيل وروبلال مونارو ساسنيريان بيرسواد ونيرمالاشوكران وجون شاين بون ومن بين هؤلاء المعاصرون تبقي فقط مماداي داس ومونار و ما زالو يعيشون بغيانا .ففي إطار الاقليم تتمتع غيانا و بلا منازع بأفضل وعي ثقافي فيما بين الحكومات الكاريبية؛ففي فترة السبعينيات كانت الحكومة المحرك الرئيسي للنشاط الثقافي وفي عام 1988 تكونت أول إدارة بالإقليم لإنشاء جوائز أدبية وطنية،وحظيت حاليا دار شجرة البيبل بدعم الرئيس وزعيم المعارضة و قائد الجيش ، لا سيما ونسبة لانهيار الإاقتصاد الغياني وإنهيار البنية التحتيه في الثمانينيات واستمرار مسلسل الديون التي أعاقت جهود إعادة البناء ،فلم تفلح تجارة الأدب حقيقة في التوسع وإنحصرت في حِفنة صغيرة من الصفوة بجورج تاون لا تتعدي المئات . هنالك محاولات لانشاء شركات نشر ولكنه وبينما توجد صحيفتان .المجلة الادبية ??كيك اوفرول?? و??الدليل الغياني العام??و اللتان تواصلان صدورهما و بانتظام ، إلا أن دور?? نشر ديمرارا قد إنهارت بعد إصدارها لثلاث كُتب و دار روريما و التي أصدرت العديد من العناوين منذ سنوات ومن ثم توقفت ونتيجة لذلك اضر الكُتاب الغيانين للاعتماد علي الرافد الرئيسي البريطاني للنشر أو على دار شجرة بيبل، فالبديل الوحيد هو الإنتاج الذاتي والذي يعنى دائماً صدور كُتب مهمة لكُتاب ذوي موهبة أصيلة يعانون من إفتقار للنوعية الجيده للنشر وبصوره أكثر من الافتقار للتحرير الإحترافى - لقد قاد الانتعاش البطئ للاقتصاد فى التسعينيات لاعاده إنشاء المكتبان فى جورج تاون، هناك وعلى الاقل أربعه من تلك المكتبات تقدم خدمات جيده ولكنها تصارع ضد حقيقة كون أغلب الغايانيين يعتقد بأن الكُتب أكثركُلفة، ففي القطاع العام في عام 1994 فقد كان أجر موظف الطباعة 4000 دولار غيانى أى مايعادل 30 يورو في الشهر ، بينما كان الحد الأدنى لدى الأسرة فوق حد الفقر يُقدر ب10000 دولار غيانى أي مايعادل 75 يورو. ففى ذلك الوقت وبرغم أننا خفضنا أسعار الكُتب التى تصدرها دار شجرة بيبل في غيانا الى الثلث من أسعارها بالمملكه المتحده إلا أن الكثير من العناوين ما زالت تباع عند حوالى 1000 دولار غيانى أو25% من دخل موظف الطباعه الشهرى، أما خارج جورج تاون فيتحصل القليل من القُراء الغيانيين على الكُتب من المكتبات العامة أو الخاصة، فالوضع بالمدارس قد تحسن رغماً عن الجهود البطوليه لوزارة التعليم والمنظمات غير الحكوميه مثل» مؤسسة الكتاب الغيانى « «دار الخيط الأحمر للنشر النسائى» واللتان تقاتلان لوقف تدهور المستوى التعليمى والحفاظ على الموارد الماديه (فالكثير من المعلمين هاجروا من غيانا خلال الثمانينيات) ، فالوضع وكما أشار إليه التقرير الصادر من «منظمة الخيط الاحمر» فى 1994 « لم تتوفر الكِتابة الغيانيه بالمدارس الغيانية وعلى مدى العشرة أو الخمسة عشرة سنة الماضية» فبالتعاون مع «دار شجرة البيبل « و»دار الخيط الاحمر « وعبر البرنامج الذى تقدر تكلفته ب10,9مليون دولار غيانى أى مايعادل 75000 يورو لتوفير الكتب للمدارس ولتدريب المعلمين على إستخدامها ولتقديم دعم للمتابعه . الا أن محاولات تأمين تمويل بذلك المستوى قد باءت بالفشل وظل الوضع كما هومقارنه بحجمها أنتجت الكاريبى أعداداً مُقدره من الكُتاب المُبدعين ولكنه وبدون صناعة نشر كاريبية المنشأ وإتساع رقعة القُراء فمن الصعب الإدعاء بأن الشعوب الكاريبية الناطقة بالإنجليزية قد أنتجت آداباً وطنيه تلعب دوراً فى عكس وخلق ثقافه وطنيه وعلى النحو الذى نرى فيه الريقي في جامايكا . كيف نستطيع تجاوز هذا الوضع ؟ فالإجابة معقده وربما تحتاج لمقال آخر لشرحها والاسترسال في إيضاحها ، ولكنني أرى أن لا جدوى من فعل شئ طالما تركنا الحبل على القارب لقوى السوق لتصنع ما تشاء. فتجربة كلٍ من المملكة المتحدة وكندا والكثير من دول أوروبا فى مجال دعم القطاع العام للثقافة والآداب لجديرة بالتقدير والإقتداء ولكنه يجدر بنا البحث عن مؤسسة عامه تدعم وتساعد شركات النشر الضعيفه وتدعم عمل المكتبات العامة لدعم القراءة ولجذب الكُتاب إلى المدارس (لاقناع الاطفال بأهمية الكِتابه الإِبداعية والخيال فى حياتهم ولفهم مجتمعاتهم) والحفاظ على علاقات وصلات مستمرة ودائمة فيما بين شُعب الآداب بالجامعات والعوالم خارج المدن الجامعيه ، فبدون ذلك فمن الصعوبه بمكان الاعتقاد بامكانية إحداث تغيير كبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.