في الوقت الذي ينتظر فيه مواطنو ولاية القضارف من المؤتمر الوطني إنزال برامجه لأرض الواقع عقب نيل السلطة من الممارسة الديمقراطية الأخيرة وفي الوقت الذي يتنادى به كل السودانيين لجعل الوحدة خياراً جاذباً، في هذا الوقت، اطلت الخلافات مجدداً في أروقة الحزب عبر التراشقات والتصريحات الصحفية التي بدرت مؤخراً من قبل الباشمهندس عبد العظيم مصطفى البدوي وزير التخطيط العمراني متهما فيها والي القضارف السابق ووزير التخطيط العمراني الباشمهندس مبارك منير هجو بتجاوزات لبرامج الخارطة الموجهة مما نتج عنه تجدد الصراعات داخل الحزب الحاكم ومؤسساته. ويقول أبوبكر دج الأمين السياسي السابق والقيادي البارز في الحزب ان الساحة السودانية تشهد حراكاًَ سياسياً سوياً ما عدا في ولاية القضارف ويقول انها الولاية الوحيدة التي لم تشهد أي حراك سياسي يصب في مصلحة الوحدة ويعزو ذلك لضعف أداء الحزب وأجهزته المختلفة التي ركزت في أدائها العام على الدفاع عن مجموعتها الخاصة مما أدى الى تفرق الحزب في كل قياداته التي تمتلك الخبرة السياسية الكافية لإدارة هذا الملف الهام، مشيرا الى انه في الوقت الذي يتجه فيه السودان بكافة مؤسساته وشرائحه المختلفة بقيادات الحزب الواعية المتمسكة باتفاقية نيفاشا التي أخرجت السودان من دائرة الحرب، الا أن الحزب بالولاية حتى هذه اللحظة لم يستطع أن يكمل أجهزته التنظيمية من خلال تسمية أماناته المتخصصة وكذلك لم يعقد المكتب القيادي للحزب طيلة هذه الفترة والتي امتدت لحوالي نصف عام لم يعقد فيها سوى اجتماعين فقط لم يبحث خلالهما الحزب أي برنامج لقضية الاستفتاء والوحدة ، ويقول دج إن المكتب حسب النظام الأساسي كان يجب أن ينعقد كل خمسة عشر يوماً لبحث أجندة الحزب ومناقشة أداء أماناته وليصبح الحزب موجها لسياسة الدولة التي أضعفت هذا الملف ليصبح الاهتمام به ضعيفاً وطالب قيادات الحزب الحالية أن يولوا الاهتمام بالحزب أهمية قصوى مشيراً الى أن هذه الولاية تمتلك أكبر مكون للإخوة في جنوب الوطن الحبيب الذين فتحت لهم الولاية أذرعها عبر بوابات الحزب المشرعة في وقت سابق وقال (قمنا بتقديم الخدمات الضرورية لهم وانتهجوا سياسة الحزب الراشدة وقتها حتى أصبحوا قيادات في المجتمع والإدارات الأهلية والسياسة وانصهروا). وشدد القيادي البارز بالوطني دج على ضرورة وحدة الصف ولم الشمل في المرحلة القادمة والاهتمام بالقضايا الكبرى وهموم الوطن وقال (يجب اجتناب ما اعترى مسيرة أداء الحزب من عزل وإقصاء وشتات وفرقة وصراعات أضرت بالحزب كثيرا)، مشيرا الى أن قضية الحزب وخلافاته الآن تتمثل في الاقصاءات والهيمنة التي أصبحت خصماً على أدائه وعطائه وإدارته. من جهته دعا القيادي البارز والي القضارف السابق الباشمهندس مبارك منير هجو قيادات الحزب للتكاتف والتعاضد حتى يتم الخروج من المرحلة الراهنة الحرجة نسبة لأن الولاية تعتبر حدودية وطرفية يتمازج ويتعايش فيها كل أهل السودان في نسيج معافى يعكس طيبة وسماحة السودانيين محذراً من حدوث أي نزاعات وسط الحزب الرائد. وقال ان ذلك اذا حدث سيكون له أثره السالب على النسيج والترابط وتؤدي الى تشوه الرسالة التي نريد أن نقدمها اليى أهل السودان حول الوحدة والتعايش وأشار هجو الى إمكانية تقديم ذلك عبر معالجة الآثار السالبة التي نتجت عن الممارسة الديمقراطية داخل أجهزة الحزب في فترة الانتخابات السابقة منبهاً الى ترك التراشق والخلافات وعدم نكء الجراح والالتفاف جميعاً من اجل الوفاء بالاستحقاق الانتخابي الذي نتج عنه فوز الحزب بأغلبية ساحقة. ودعا هجو قيادات الحزب للالتفاف حول برامج الحزب والحكومة الحالية وهي الزراعة والبرامج الاخرى التي قال انه يجب أن نحركها جميعاً لتنفيذ سياسات الحزب وناشد هجو الإخوة في الحركة الإسلامية الإطلاع بدورهم المنوط بهم لإعادة جمع وتوحيد صفوف الإسلاميين والعمل على الوقاية من التنازعات والصراعات حتى لا نفشل وتذهب رياحنا تفرقاً ولنؤكد للجميع بأن المؤتمر الوطني حزب جامع يسع الجميع قاد السودان للعقدين السابقين بالمبادرات الجريئة وسماحة أهله بحرصهم على أن يكون الحزب القدوة المثلى للقوى السياسية. من جهته شدد على محمداي الطاهر نائب رئيس الحزب على اهمية ما حدث من طي صفحة الخلافات السابقة بعد عدة لقاءات تمت في شهر رمضان مع القيادات السابقة والحالية وأشار إلى أن هذا الخلاف لم يحد من أداء الحزب وهو ناتج عن ابعاد بعض القيادات من الجهاز التنفيذي وقال انها فترة تمر بها كل قيادات الحزب بين الجهاز السياسي والتنفيذي لمزيد من اكتساب الخبرات التراكمية والتجانس وصقل القيادات الوسيطة وأضاف محمداي بأن الحزب قام بانفاذ عدد مائتي برنامج سياسي في محليات الولاية المختلفة تصب في مصلحة الوحدة والاستفتاء لتقوية وتفعيل مؤسسات الحزب الداخلية، وأضاف إن ما تناولته بعض الصحف من تصريحات لبعض القيادات الحالية للجهاز التنفيذي ضد إخوتهم السابقين تم تجاوزها والصفح بعد الجلوس مع الوزير السابق والقيادي الباشمهندس مبارك منير هجو واصفا اياه بانه صاحب الرصيد الأكبر في الإنجازات السياسية والتنموية للحزب. وقال ان ما حققه هجو من إنجازات في برامج الخارطة الموجه لتغيير وجه المدينة الحضاري خير دليل على نجاحاته أبان توليه ملفات وزارة التخطيط العمراني ومشروع المياه لاستقرار الإمداد في كل محليات الولاية. وقال محمداي إن الحزب قد وجه الباشمهندس عبد العظيم مصطفى البدوي وزير التخطيط العمراني لمواصلة العطاء والعمل لإكمال مسيرة التنمية والإنجازات السابقة لهجو واوضح محمداي أن مبارك منير لم يتم إبعاده أو إقصاؤه بل هو يعتبر في استراحة محارب يدخره الحزب لعدد من الملفات السياسية القادمة التي يجيدها في برامج الوحدة والاستفتاء حيث يتجه الحزب لإنفاذ عدد من البرامج الداعمه لجعل الوحدة خيارا جاذبا بعد تخصيص أمانة داخلية تعنى بشأن إعداد سجلات وملفات للإخوة الجنوبيين بتصنيفاتهم المختلفة التي أكدت من خلالها سعيهم الجاد نحو مسيرة الوحدة وخلو الولاية من الانفصاليين. وقال ان ما يردده الآن الذين يسعون للانفصال عبر أجهزة الإعلام المختلفة لا وجود له في هذه الولاية التي تضم ثلاثين ألف جنوبي سيصوتون للوحدة بعد التمازج والتعايش السلمي الذي تم بفضل إندياح الخدمات التنموية والضرورية للمواطن الجنوبي في الولاية.