يبدو أن السودان سيكون مع موعد قريب لشهود بعض الانفتاح الاقتصادي مع العالم الخارجي بعد أن ظل مضروبا عليه حصار اقتصادي معلن وغير معلن من قبل المجتمع الدولي لا سيما الدول الكبرى، بيد أن قتامة سحب الحصار بدأت تتلاشى بفضل الجهود المبذولة من قبل الدولةو بعض شركات القطاع الخاص التي لها إسهام فاعل في تحجيم الهوة بين البلدان لا سيما أن العالم تحكمه المصالح ومن هذه المؤسسات شركة تيم قروب التي تنشط في تنظيم المعارض وهي تعد العدة لانطلاق فعاليات أسبوع الطاقة السوداني الأول، بتنظيم من شركة تيم قروب ومنتقومري العالمية وسودابت (الشركة السودانية للنفط) في الأسبوع الأول من ديسمبر القادم حيث أكد المسؤول بشركة تيم قروب طارق عبد الله محمد مشاركة العديد من الشركات ورجال الأعمال العالميين ومن الدول المجاورة المهتمين بنمو صناعة الطاقة في شرق إفريقيا على وجه الخصوص سيشاركون في المعرض ،الأمر الذي عده المختصون فرصة طيبة لعكس إنجازات السودان في صناعة الطاقة لمدة عقد من الزمان علاوة على إبراز إمكانياته وموارده في قطاع صناعة الطاقة لا سيما الطاقة البديلة بجانب تشكيله لأرضية خصبة لالتقاء رجال الأعمال والمستثمرين للوقوف على قدرات السودان في مجال إنتاج الطاقة بالإضافة إلى مناقشة دور الطاقة في التنمية المستدامة للاقتصاد السوداني. وأضاف طارق أن المعرض يقام بالتنسيق مع اتحاد أصحاب العمل ومعرض الخرطوم الدولي وشركتين بريطانيتين في إطار مد وتوطيد جذور التواصل التجاري والاقتصادي بين السودان والدول المشاركة. ولم تقف جهود الشركة عند هذا الحد بل نشطت في الترتيب لزيارة وفد من القطاع الخاص السوداني إلى بريطانيا نهاية هذا الشهر حيث مهدت لعقد اجتماع موسع ضم وزير المالية والاقتصاد الوطني ووزراء الدولة بالمالية والاستثمار والخارجية والتعاون الدولي وممثلين للسفارة البريطانية للترتيب لزيارة وزير المالية علي محمود ووفد رفيع المستوى من رجال الأعمال والقطاع الخاص لبريطانيا نهاية الشهر الجاري لإجراء لقاءات مع المستثمرين البريطانيين وطرح مشروعات استثمارية عليهم لاسيما أن السفير البريطاني قد تعهد بترتيب لقاءات مشتركة لوفد السودان مع وزير المالية والخزانة البريطانية والجهات ذات الصلة خاصة أن الزيارة تأتي في إطار تنشيط العلاقات السودانية البريطانية التجارية والاستثمارية التي اصابها الفتور وبحث فرص الاستثمار المتاحة في السودان بالتركيز على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني إلى جانب الاستفادة من التجارب والخبرات البريطانية. وعلى صعيد المختصين يقول الدكتور عبد العظيم المهل المحاضر بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا إن من أكبر الإشكاليات التي يعاني منها السودان عدم قدرتنا على استغلال المواقف بجانب عجزنا عن تحين الفرص التي تلوح في الأفق بسبب افتقارنا لاستراتيجية منهجية واضحة لكسب الآخرين على جانب أو على الأقل تحييدهم وكسب ود الدول لصالح السودان بوسائل مختلفة يأتي على رأسها الاستفادة من الجانب والمقومات الاقتصادية التي نتمتع بها ويضيف أنه كلما استطاع السودان توسيع قاعدة شركائه الاقتصاديين كان بإمكانه البعد عن العزلة الدولية المفروضة واضاف أنه من حسن الطالع أن تظهر إلى حيز الوجود ودنيا السودان شركة في قامة تيم قروب لتلعب هذ الدور المفقود بالبلاد وأردف إن ما قامت به من محاولات لفك العزلة الاقتصادية على السودان ولو بصورة غير مباشرة يحسب لها ويزيد من رصيد إسهامها في دفع عجلة الاقتصاد السوداني رغم أنف السياسة التي تقف وراء الحصر الاقتصادي المفروض على السودان. وأضاف أن السياسة وحدها لا تحكم إنما يشاركها الاقتصاد والمصالح المشتركة التي تتحكم فيها الشركات والمؤسسات الاقتصادية القوية التي في كثير من الأحيان تشكل أوراق ضغط على الحكومات بفرض رأيها عليها كما حدث في صفقة اليمامة مع المملكة العربية السعودية حتى رضخ توني بلير في نهاية المطاف إلى صوت الاقتصاد لأجل هذا يقول المهل إن خلق علاقات اقتصادية مع المؤسسات والشركات ومؤسسات المجتمع المدني البريطاني يقود بلا شك لى فك الحصار الاقتصادي المفروض على السودان من قبل الحكومة البيرطانية والغرب عموما علاوة على أن كسب ود الشركات والمؤسسات الاقتصادية البيرطانية وإيجاد موطئ قدم لها بالسودان سيشكل خط دفاع أول عن السودان من قبل البيريطانيين أنفسهم وسيوقد تردد الحوكمة البريطانية ألف مرة قبل اتخاذها لأي قرار بشأن السودان من شأنه التأثير على مصالح بعض رعايها أو مؤسساتها بالسودان. وقال المهل إن فتح كوة اقتصادية وتبادل مصالح الآن مع المجتمع الدولي ( أمريكا وبريطانيا) من شأنه تحسين صورة السودان وتغيير مواقف حكوماتها من السودان وثمن المهل دور إقامة المعارض الدولية وذكر أن لها مردوداً كبيراً على البلدان و يزورها رجال الأعمال من مختلف البقاع بجانب قدرتها على خلق فرص استثمارية عقد عدد من الصفقات التجارية والاستثمارية . وختم المهل حديثه إلينا بأن الجهود التي تقودها تيم قروب ربما أفضت في نهاية المطاف إلى إعفاء ديون السودان من قبل الحكومة البريطانية كما طالب بذلك وزير المالية في معرض لقائه بالسفير البريطاني فالعالم الآن تحكمه المصالح وليس السياسة .