فجعت مدينة الدامر ثاني ايام العيد برحيل احد ابنائها وهو مجذوب محمود جادين اثر مرض الكلى اللعين.. وجاء ابناء عبد الرحمن طه لواجب العزاء واخذوا الاذن للسفر للمعايدة على الوالدة بالخرطوم وهم المهندس محمد عبد الرحمن طه الشهير بشمالية وهو مهندس المياه الذي يمد المدينة وسكانها بالسقيا، ومعه الضابط السابق وشقيقه ابراهيم عبد الرحمن وابناؤهم وزوجة محمد وبعد مسيرة نصف ساعة جنوبالدامر اتصل بهم صديقهم عوض ملاح ليرجعوا اليه هو واخته لانهم في انتظارهم للذهاب معهم للخرطوم لاداء واجب عزاء، ورجعوا تسوقهم الاقدار واخذوا معهم عوض واخته وعند وصولهم للنقطة التي رجعوا منها وقع الحادث الاليم، اذ كان عوض اول المتوفين ومن بعده الاخوان محمد وابراهيم ومن بعدهم بنت ابراهيم وابن محمد وقد اصيبت في الحادث زوجة محمد واخت عوض، نتمنى لهما الشفاء.. وتحركت اسعافات المرور بين العالياب والدامر وعطبرة وخيم الحزن على كل مدينة الدامر وكفى بالموت واعظا. ولكن بكت الدامر عن بكرة ابيها اندية رياضية وطرقات زينة شباب الدامر وزينة شباب الختمية لان بيت عبد الرحمن طه بالحلة الجديدة بيت صوفية وبيت للضيفان، وبكى عساكر الاحتياطي زميلهم عوض ملاح، وهبت حكومة الولاية بقيادة الجنرال الهادي عبد الله والي الولاية ووزراء حكومته فقد كان وما زال الراحلون اصحاب حوبة في مدينة الدامر رياضيا واجتماعيا، فالعزاء لابناء طه الجنرال مجذوب وابو القاسم وطه وعبده ولاهاليهم بالدامر والجابرات بغرب شندي، وللختمية عموما وللسيد محمد عثمان الميرغني وهو بمكة المكرمة وارسل ابناءه للمشاركة في التشييع والعزاء وتتجدد احزان الختمية في هذا الطريق بالرحيل عن طريق الحوادث وقد انتقل اخيرا للدار الآخرة القطب الختمي مأمون كليب وبكته كل المدينة كما بكت من قبل عمر الشيخ البشير وعثمان الصول.. فإن احزان المدينة تتجدد.. ولكن لا نقول الا ما يرضي الله، ونستمسك بقول الشاعر البياتي ان الموت هو نضوج الثمرة وهو رحلة إكمال للحياة ونعزي آل ملاح بالدامروشندي حلة قريش واخوة عوض امير ومجذوب ملاح في فقدهم ونعزي اسرة الفقيد في توتيوالدامر... ونقول انه الموت سبيل الاولين والآخرين، لكن الفقد عظيم، والراحلين قامات سامقة في سماء المدينة ونقول لاهل الدامر مواساة قول افلاطون ان الموت اهم فكرة وان الموت ملاقينا كما يقول الشاعر نزار قباني الموت في فنجان قهوتنا الموت في مفتاح شرفتنا الموت في اخبار الصحف الصباحية. وفي العيد انتقل الى رحمة مولاه بشندي القانوني والرياضي والرجل الرقم عامر جمال الدين عليه رحمة الله، فالعزاء لشندي وساكنيها وعموم دار جعل ونقول ابيات الشيخ عبد الرحيم البرعي اكثر لذكر الموت تلقاهو طبك وبالتفسير الفلسفي لكلمات الشيخ البرعي ان الموت قد يصبح عاديا بذكرك له ومخافتك الله في حلك وترحالك.. وتتطابق فكرة الموت عند الشيخ البرعي مع اهداء في رواية يابانية «مت من فكر يوميا فلن تعد تخشى الموت» والرواية بعنوان «نقش على الفراغ» وكما يقول الشاعر عادل ابراهيم محمد خير أما الفصول الطيبة فاتت والخيول الحرة ماتت وما فضل غير الرصيف الرحمة تغشى ابناء عبد الرحمن طه وابن ملاح ومجذوب جادين، والرحمة لعامر جمال الدين وللموتى والاحياء من اهالي شندي والدامر