٭ الفوز الذي حققه المريخ أمس الأول على الميرغني بكسلا بهدفين دون مقابل وبرغم انه كان متوقعا وعاديا وهو «المفترض» قياسا على حجم الفوارق الشاسعة بين الفريقين خاصة من حيث الجوانب الفنية والمادية، الا ان هذا الفوز له العديد من المعاني والمدلولات على فريق المريخ وجماهيره بحكم انه تحقق في ظروف قاسية وبالغة التعقيد ويمكن وصفها بالاستثنائية ويكفي فقط ان نشير الى ان المريخ غادر الى كسلا بستة عشر لاعبا فقط اي ان الظروف التي يعيشها جعلته لا يكمل العدد القانوني للتشكيلة وهو ثمانية عشر لاعبا حيث وصل النقص الى اثني عشر لاعبا هم «طمبل راجي بلة مهدي المرابط لاسانا كاسروكا هنو عبد الرحيم حارس مرمى، وحتى الذين غادروا كان من بينهم من هو مصاب «العجب السعودي» اضافة لذلك فان المريخ كان قد تعثر في آخر مباريتين له لعبهما بالولايات حينما خرج متعادلا مع الاتحاد بمدني وخسر بعطبرة امام الامل الشيء الذي هز ثقة اللاعبين والجماهير وصنع «حاجزا نفسيا» بينهم واللعب في الولايات يضاف الى ذلك فان تأخر المريخ بنقطتين من الصدارة جعل هناك ضغطا نفسيا اضافيا على المريخ بحساب ان اي خسارة له تعني نهاية امله في تحقيق البطولة ولهذه الاسباب مجتمعة فقد كان للفوز الذي تحقق بالامس الاول له مذاق خاص وقيمة ورد فعل ايجابي وآثار لاحقة حيث انه سيعيد الثقة للاعبين والجمهور وسيرفع من المعنويات ويكون له كبير الاثر في الاستقرار النفسي على المريخ وسيشكل دافعا اضافيا في المباريات المتبقية خصوصا وان المريخ سيلعب بعد اربعة ايام في مدينة بورتسودان امام حي العرب العنيد. ٭ كان لسفر المريخ بطائرة خاصة وببعثة قادها الفريق عبد الله حسن عيسى رئيس النادي «المكلف» وترأسها الاستاذ عادل محمد عثمان ورافقها ثلاثة من اعضاء المجلس هم «ضقل حسن ادريس طارق تفاحة» اضافة لوجود الفريق فاروق حسن محمد نور، الامين العام لمجلس الشورى والقطب الرياضي المريخي الكبير الطيب الجزولي الاثر الكبير في الفوز الذي تحقق بل كان لوجود هؤلاء الاثر المعنوي الكبير في نفوس اللاعبين وحتى الجهاز الفني حيث شكل هذا الوضع معنى واعتقادا لدى اللاعبين باهمية المباراة وضرورية اهمية الفوز فيها كما كان له الاثر المعاكس لدى الفريق المنافس خصوصا وان كل مواطني مدينة كسلا عرفوا بوصول المريخ بطائرة خاصة وببعثة ضخمة خصوصا وان البعثة وجدت استقبالا كبيرا من عشاق المريخ هناك وكانت محل حفاوة على امتداد الطريق الذي يربط بين المطار وفندق هيبتون مقر اقامة البعثة وهذه الجزئية كانت فعلا مؤثرة ايجابيا على المريخ وسلبيا على فريق الميرغني كسلا. ٭ وبقراءة لمجريات المباراة فنقول انها كانت من «طرف واحد» في معظم فتراتها وبرغم ذلك لم تخل من القوة والشراسة واجتهد نجوم الميرغني كثيرا ونجحوا في مجاراة المريخ وقاوموا كل فترات الشوط الاول واستطاعوا ان يحافظوا على نظافة شباكهم طوال الحصة الاولى للمباراة ذلك برغم ان فريق الميرغني غير مستعد وأدى المباراة وسط ظروف صعبة وجديدة ولم يتدرب نجومه سوى مرتين او ثلاثة تمرينات فقط كما ان للفريق مجلس ادارة جديد تم تكليفه قبل المباراة بيومين فقط ولكن برغم ذلك لم يكن الميرغني صيدا سهلا للمريخ. ٭ يحسب لمدرب المريخ كروجر انه تعامل بواقعية مع المباراة ومع ظروف فريقه وجاءت توجيهاته واضحة وتتمثل في اللعب بنظام نظافة المنطقة وعدم التفريط في الكرة واللعب باللمسة الواحدة ومهاجمة الخصم عن طريق طرفي الجنب والضغط على حامل الكرة واشرك ثنائي الوسط عبد الكريم النفطي وقلق في المقدمة كما تعمد اشراك سبعة من لاعبي الوسط في المباراة حيث ابعد كل من وارغو وعبد الحميد وياسر العيلفون ووضعهم بجواره في دكة الاحتياطي. ٭ احرز المريخ هدفين وكان بامكانه ان يخرج فائزا باكثر من عشرة اهداف قياسا بعدد السوانح التي اتيحت له. ٭ ان كان هناك جانب يستحق الاشادة ويفرض على المريخاب ومجلس ادارتهم وقفة فهو «التحكيم» فخلال مباراة امس الاول مارس الحكم بدر الدين عبد القادر وهو من حملة الشارة الدولية ومعاونوه اسلوبا غريبا واداروا المباراة بطريقة خلت تماما من اي مظهر عدالة فقد اجتهدوا كثيرا في ايقاف هجمات المريخ وتعاملوا مع لاعبيه بطريقة الترصد وكأنهم كانوا يحاولون هزيمته، نقضوا هدفا صحيحا وصرفوا النظر عن احتساب ضربة جزاء ارتكبت مع مصعب واوقفوا ست هجمات بحجة التسلل وهي حالات لا وجود لها، نقول ذلك «ونتحدى» لجنة التحكيم المركزية وحكام المباراة «والشريط موجود» والاخطر في الامر ان الاخطاء التي ارتكبها طاقم حكام مباراة امس الاول هي ليست من النوع الذي يأتي بعدم معرفة او جهل ويظهر التعمد واضحا خاص في قرارات مساعدي الحكم ولهذا ننبه مجلس المريخ لخطورة هذا الامر وصمته على هذا الوضع فالمريخ فقد البطولات في المواسم السابقة بسبب الحكام حيث كانوا يتآمرون عليه ويتعمدون هزيمته وفي الوقت نفسه كانوا يجاملون منافسة، ولان المريخ كان يصمت فقد تمادى الحكام واستمرأوا سرقة جهود نجومه. لا بد من وقفة حتى وان كان ذلك بالاعتذار او الانسحاب من الممتاز. «ولنا عودة في هذا الشأن». في سطور: ٭ كسلا هذه المدينة الهادئة الوارفة المخضرة ذات السمات المميزة اكرمت المريخ وتبارى اهلها الاصيلون والمؤصلون في الاحتفال بالمريخ. ٭ الهدف الذي احرزه النفطي يمكن وصفه «بالعالمية» قمة الجمال واكد على موهبة اللاعب العالية وقدرته على التعامل مع الكرة.. سوء الطالع لازم اللاعب في ضربة الجزاء ولكنه نجح في التعويض. ٭ فيصل العجب في كل مرة يؤكد ان الذهب لا يصدأ واحرز هدفا بطريقة المعلمين وهذا ما جعل مريخاب كسلا يقولون عليه انه «سيدا الأصلي». ٭ سفاري وطارق مختار وسعيد وقلق ادوا المباراة بفهم الكبار. ٭ الفوز الذي حققه المريخ امس الاول جاء وسط ظروف صعبة تضاعف من قيمته. ٭ قطعا ستزداد قوة المريخ في المباراة القادمة بعد ان يعود كل من هنو المرابط لاسانا راجي بلة ويكتمل شفاء العجب وعبد الحميد كما انها ستكون الاخيرة للاعب وارغو. ٭ الأستاذ محمد عثمان عباس وزير المالية بحكومة كسلا رافق المريخ ذهابا وايابا وكان رفيقا للفريق عبد الله حسن عيسى «وهما اولاد دفعة بجامعة الخرطوم». ٭ قفشات ومناكفات بريئة وممتعة حدثت داخل الطائرة قادها الاخوة عادل محمد عثمان رئيس البعثة عمر محمد عبد الله ضقل حسن ادريس. ٭ اللاعبون عبروا عن ارتياحهم وسعادتهم بسفر الفريق عبد الله وطالبوه بأن يسافر معهم لبورتسودان.