٭ بحصوله على نقاط مباراته أمام الاهلي أمس الأول بمدني بعد أن صرعه بهدفين بات المريخ قريباً من استرداد لقبه كبطل لدوري الدرجة الممتازة ويعتبر النصر الذي حققه المريخ أمس الأول هو السابع له في الولايات وهذا ما لم يحققه أي فريق غيره حيث تفوق المريخ على ثنائي بورتسودان (الهلال وحي العرب) والهلال بكادقلي والنيل بالحصاحيصا والجزيرة والأهلي بمدني والميرغني بكسلا ليحصل ذلك على 23 نقطة من مجموع نقاط مبارياته بالولايات البالغ عددها 27 نقطة حيث فقد المريخ 4 نقاط فقط بالتعادل مع اتحاد مدني والخسار من الأمل بعطبرة وهذا يعتبر انجاز كبير على اعتبار ان المريخ هو الوحيد الذي وصل لهذه الأرقام دون سائر الفرق الأخرى. ٭ وبقراءة لمباراة المريخ أمس الأول أمام الأهلي مدني والتي شهدناها من داخل استاد الجزيرة فنقول ان الالماني كروجر تخلى ولأول مرة عن اللجوء للمخاطرة والعناد حيث تعامل بواقعية وبفهم كبير وخاض المباراة بكل أسلحته حيث بدأها بتشكيلة نموذجية ضمت ألمع نجوم الفريق وأكثرهم جاهزية وخبرة وقد كان جريئاً وشجاعاً وهو يدفع بلاعبين تغيبوا عن اللعب لفترات ليست بالقصيرة حيث اشرك كلا من محمد كمال والمرابط ومهدي في تشكيلة البداية كما لجأ هذه المرة لادخال العجب وقلق منذ البداية وحتى تعديلاته جاءت شجاعة حيث اشرك الثنائي طمبل ولاسانا ودفع بالصغير الموهوب ياسر العيلفون. ٭ خلال الشوط الأول قدم المريخ عرضاً قوياً ومتكاملاً تجسدت فيه كل مظاهر اللعب الحديث حيث سرعة الايقاع والجماعية والانتشار والحركة المستمرة والتقدم للامام ومهاجمة الخصم من كل الجوانب وبرع اللاعبون في تنفيذ توجيهات الالماني وهذا ما جعل الأهلي مدني يتراجع «مجبراً» للوراء لايقاف سيل الهجمات المريخية المتواصلة وبرغم ذلك فقد سنحت للمريخ أكثر من 7 سوانح استثمر فيها 2 فقط واطاح رماته بالبقية. ٭ المباراة حظيت باهتمام كبير خاصة من الفريقين لا سيما وان كل طرف كان له دافع يحتم عليه تحقيق الفوز فالمريخ خاضها بهدف واحد وهو الحصول على نقاطها حتى يظل موجوداً في كابينة الصدارة أما الاهلي مدني فإن موقفه المتحرج كان يحتم عليه تحقيق الفوز ولكن كانت الغلبة للمريخ بعناصر ومقومات يملكها ويفقدها منافسه وهي الخبرة والتمرس والمهارة العالية. ٭ المريخ تفوق في الشوط الاول واحرز الهدفين وفي الحصة الثانية هبط اداؤه وقل مردود نجومه وضعفت لياقتهم وهذا ما أدى إلى حدوث الكثير من الاخطاء خاصة في التمرير (قلق) وهنا لابد من الاشارة للظاهرة السيئة والخطيرة التي كانت واضحة من أداء المريخ وهي الاداء الفردي وعدم التعاون وتحديداً من اللاعب راجي عبد العاطي حيث مارس الانانية بطريقة جلبت عليه غضب الجمهور وكان يلعب باستهتار ويتعمد عدم التعاون مع زملائه وجسد كل معاني الانانية الشئ الذي اضاع على المريخ نصراً كبيراً وهنا لابد ان نحمل كروجر وأبو عنجة المسؤولية حيث لم يقوما بواجب تنبيه اللاعب أو تغييره برغم انه كان يمارس الاستهتار بشكل استفزازي للمريخ ولجماهيره. ٭ اداء المريخ في الشوط الأول كان متميزاً وممتازاً بعكس الشوط الثاني والذي استسلم فيه المريخ وتراجع مما جعل الأهلي مدني يستحوذ على الكرة ويهاجمه واذا قدر للاهلي ان يحرز هدفاً لنال التعادل وربما خرج فائزاً ذلك قياساً على مجريات اللعب في الشوط الثاني خاصة في نصفه الاخير له وبرغم ذلك وجد المريخ أكثر من 6 سوانح ولكن جاء التعامل معها سيئاً وتحديداً من مهدي وقلق وراجي. ٭ نجوم الاهلي مدني قدموا مباراة في حدود امكانياتهم واجتهدوا كثيراً في ايقاف زحف المريخ باللجوء للأساليب (غير المشروعة) حيث أصابوا اللاعب مهدي بن ضيف الله أكثر من مرة. ٭ نعم المريخ حقق المهم بحصوله على نقاط المباراة ونشهد له بأنه كان جيداً في الشوط الاول ولكن مردوده في الحصة الثانية كان سيئاً للغاية حيث غابت هوية الفريق ومعالمه وتفككت الخطوط وانعدم التنظيم وان كانت هناك ايجابية واحدة فهي في تماسك خط الدفاع وجودة الطريقة التي لعب بها وتألق كل أفراده ونرى ان المريخ كسب العديد من الجوانب غير فوزه بنقاط اللقاء على رأس ذلك عودة هيثم المرابط للتألق وطمبل للعب بعد غياب دام طويلاً وعودة كروجر للواقعية واشراكه لكبار نجوم الفريق أما الأهم فالمباراة أوضحت ان لياقة نجوم المريخ ليست في المستوى المطلوب والدليل تراجع اداء اللاعبين في الجزء الأخير من المباراة وظهور التعب والأعباء عليهم من خلال تحركاتهم في الملعب وتعاملهم مع الكرة وتمريراتهم الخاطئة واهمالهم لجوانب الضغط على الخصم ورقابته وهذا بمثابة شارة حمراء لمدرب اللياقة ويلي كراون. في سطور ٭ يستحق سعيد السعودي الاشادة وأرى انه النجم الحقيقي للمباراة فقد لعب بعقل كبير ووعي وملأ الوظيفة وأدى كافة مهامها اجاد الانقضاض واحسن التعامل مع الخصم ونجح في قطع كل الكرات العالية وان اشدنا بسعيد فلابد ان نكرر الثناء لطارق مختار وموسى. ٭ حرص الفريق عبد الله حسن عيسى رئيس المريخ واعضاء المجلس محمد جعفر وعبد القادر همد وطارق عثمان على حضور المباراة وكان لوجودهم الأثر المعنوي الكبير على اللاعبين. ٭ المبادرة التاريخية الرائعة التي قام بها رابطة اطباء المريخ كان لها دور كبير في ولاية الجزيرة ومواطني مدينة مدني وقد انعكس اثرها على الشارع ومؤكد انها اكسبت المريخ وضعاً جديداً في مدني.