تنطلق غدا الأربعاء بنيويورك، مشاورات بين نائبي الرئيس، سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه لتقريب مواقفهما حول القضايا العالقة، وعلى رأسها الاستفتاء وأبيي وترسيم الحدود قبل الدخول في مؤتمر نيويورك الجمعة القادمة. وتوقع القيادي في الحركة الشعبية ووزير رئاسة مجلس الوزراء، لوكا بيونق، ان يحصل المؤتمر الوطني على مكاسب في مؤتمر نيويورك حال تأكيد التزامه بإجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف بالجنوب وأبيي، متمثلة في تعاون الولاياتالمتحدة مع الرئيس عمر البشير ورفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب، وإلغاء العقوبات الاقتصادية بجانب التأثير على الحركة الشعبية للنظر في ملف البترول بطريقة تحافظ على الاستقرار الاقتصادي للشمال. وقال لوكا ل(الصحافة) ان سلفاكير وطه سيعقدان اجتماعا استباقيا لمؤتمر نيويورك غدا الاربعاء لتدارس المواقف حول القضايا العالقة في اتفاق نيفاشا، وتقريب وجهات النظر والخروج بحلول سودانية، وبعث رسالة قوية للمجتمع الدولي. وأكد ان المعضلة الوحيدة التي أمام الشريكين هي قضية أبيي، معتبراً ان أي فشل في حل النزاع سيمثل ضياع فرصة كبيرة أمام البلاد، واشار لضرورة ان يسعى الطرفان في اجتماع الاربعاء للخروج بتصور قومي لحل القضية وتكوين مفوضية استفتاء أبيي. واكد لوكا ان سلفاكير لن يحضر اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، لا سيما وانه توجه لاميركا بصفته رئيسا للحركة الشعبية وحكومة الجنوب، وذكر ان طه هو من سيمثل السودان رسمياً خلال اجتماعات الجمعية العمومية. واضاف لوكا ان مؤتمر نيويورك يمثل الفرصة الاخيرة لشريكي نيفاشا ويعتبر أعلى مستوى للاهتمام لاسيما وان الرئيس الامريكي باراك اوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيحضرانه، وأكد ان المؤتمر سيبحث تقارير حول الوضع الأمني في السودان اضافة لقضايا اتفاقية السلام ودارفور والشرق، وذكر ان المؤتمر يمثل فرصة للمؤتمر الوطني لأن يعكس للمجتمع الدولي وامريكا ان البشير يمكن أن يحافظ على السلام وعلى السودان مستقرا بعد الاستفتاء، كما انه فرصة ايضاً لسفاكير كشخص نال ثقة الجنوب لان يدافع عن حق تقرير المصير. وتوقع لوكا، ان يظفر المؤتمر الوطني باعتراف من مؤتمر نيويورك بأنه الجهة السياسية التي يمكن أن تجعل السودان مستقرا بعد الاستفتاء. واضاف «هذا يتطلب من امريكا والمجتمع الدولي ان يكون لديهم التقييم الصحيح للعمل السياسي للمؤتمر الوطني» وافاد بأن ذلك الاعتراف سيرمي بانعكاسات على الرئيس البشير بأن يجعل امريكا تتعامل معه بحذر لتضمن ان يلعب الرجل دورا فعالا في الفترة المقبلة لاسيما وان توقعات امريكا والمجتمع الدولي ترجح ان يصوت الجنوبيون للانفصال، وهو ما يتطلب سندا للبشير وحزبه ليكونا في وضع افضل يجعل الاستفتاء يتم بطريقة سلسة. وتوقع القيادي في الحركة الشعبية، ان تركز الاجتماعات على العلاقات بين الرئيس البشير وسلفاكير لجعل السودان مستقرا بغض النظر عن نتائج الاستفتاء، الى جانب ان تتركز السياسة الامريكيةالجديدة لسودان ما بعد الاستفتاء على كيفية مساعدة طرفي نيفاشا خاصة المؤتمر الوطني في حال التزامه بإجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف بأن ترفع عنه العقوبات الاقتصادية ويرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، وتوقع ان تذهب لأبعد من ذلك في مسألة الديون الخارجية وان تؤثر على الحركة الشعبية لتكون مرنة في القضايا التي تساعد في الاستقرار السياسي والاقتصادي للشمال. وفيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، توقع لوكا ان يكون المجتمع الدولي متفهما لقرار الاتحاد الافريقي، ويعمل لتفعيل المادة 16 الخاصة بتعليق قرار المحكمة بحق رأس الدولة. وأكد ان اهم قضية لدى سلفاكير بنيويورك هي وقوف المجتمع الدولي وامريكا مع خيار الجنوب، الى جانب تمكين الاقليم من ادارة خيار شعبه.