شكلت الدراما السورية حضوراً لافتاً في الشهر الفضيل خلال الأعوام الماضية تجاوزت به الدراما المصرية في الفكر والحبكة الفنية والمعالجة الدرامية لأحداث لاسيما في حلقات مسلسل «باب الحارة» الذي بُني على إذكاء فكرة المقاومة للمحتل الأجنبي ومحاربة عملائه في الداخل من خلال إسقاطات واضحة للواقع المعاش في الوطن العربي في فلسطين العراق حيث يعمل المحتل على إزكاء نيران الفتنة العرقية والمذهبية والطافية بين أبناء الوطن الواحد في تطبيق لسياسة فرق تسد . ولعل نجاح مسلسل «باب الحارة» هو ما حفز لإنتاج نظيره «أهل الراية» الذي قدم لهجة تصالحية تجاه دولة الخلافة العثمانية رغم مع ما شاب حكمها من مظالم وتجاوزات في الشام، وكأنما أرادت المعالجة الدرامية إنهاء القطيعة والتناقض ما بين دعاة إحياء دولة الخلافة الإسلامية ومدرسة القومية العربية لاسيما بعد حضور تركيا كقوة إقليمية فاعلة وحليف للعرب يتكئ على ارث الدولة العثمانية في عهد « الطيب أوردغان» . . ورغم ما قدمه مسلسل «أهل الراية» من نموذج لأحياء تراث الحارة الشامية في المناسبات كالأفراح والاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف إلا أنه قدم صورة موغلة في المثالية في تعامل السجين الشامي مع جلاديه ورفاقه في الحبس، وكانت ختام المسلسل بعيداً عن النهايات المنطقية للأعمال الدرامية العربية وشبيهاً بأفلام الآكشن الهوليودية في مشهد أحياء الموتى الأشرار . وهناك أعمال درامية قدمتها الفضائيات العربية وكانت دون المستوى فكرياً وفنياً كالجزء السابع عشر من المسلسل الرمضاني السعودي «طاش ما طاش» ونظيره «بيني وبينك» وغيرها من مسلسلات البطولة النسائية العربية مثال «عايزة أتزوج» «وزهرة وأزواجها الخمسة» و»صبايا» و»هوامير الصحراء» التي تقدم نموذجا رديئاً للمرأة العربية ينزع عنها رداء الستر والحياء ويجعها مجرد وعاء للجنس والشهوة وموديل فاتن لإغراء الرجال ويظهر ذلك من خلال الملابس غير المحتشمة وعروض الأزياء التي اخترنها بطلات الأعمال المذكورة للظهور أمام المشاهد العربي في الشهر الفضيل حيث يوجب أكثرها الفطر والغسل . . هذا بخلاف ما شاب الأداء من ميوعة وابتذال يفوق ظاهرة المسلسلات المكسيكية المدبلجة . التدين الفطري لدى المرأة العربية من المحيط إلى الخليج يلزمها بقدر عال من الاحتشام وستر الزينة عن غير المحارم وخاصة خلال شهر رمضان وليس معلوماً الدافع وراء إبراز المرأة العربية في شكل مبتذل من قبل كتاب ومخرجي المسلسلات لتظهر ب (BODY) اللاصق بالجسد أمام كاميرات المصورين فالشورت الذي ظهرت به الممثلة «غادة عبدالرازق» في الحلقات الأخيرة من مسلسل أزواجها الخمسة تخجل أغلب السيدات من لبسه في غرف نومهن وليس بمستغرب هذا السقوط ممن تجاوزت الالتزام بعدة المطلقة والمتوفى عنها زوجها وشروطها العرفية الصارمة في المجتمعات العربية والإسلامية .