الأخ حسن محمد صالح.. تحية طيبة وبعد. في ما يتعلق بموضوع الوحدة والانفصال، فقد تكون رؤيتي خلافا لما يراه الكثيرون. أقول بأن أرجحية الوحدة أكبر بكثير من أرجحية الانفصال وذلك للأسباب التالية: 1/ الهلع الذي انتاب دعاة الانفصال من قادة الحركة الشعبية الانفصاليين. فهم لا ينفكون عن التأكيد بأن نتيجة التصويت ستأتي بنسبة أكثر من 95%، لأنهم يرون بأم أعينهم الأغلبية الساحقة من الجنوبيين الذين تربطهم مصالح بالشمال والشماليين لا يمكن التخلي عنها. 2/ هنالك عدد كبير من الجنوبيين المسلمين الذين يكون الانفصال خطرا عليهم وعلى دينهم، وسيجعلهم أقلية دينية لا بد من تقرير مصيرها هي الأخرى إذا انفصل الجنوب. 3/ الواقع القبلي للجنوبيين. لم نر الجنوبيين قد اتفقوا على رأي موحد منذ الاستقلال وأثناء الحروب الكثيرة المتكررة، بل نرى فئات منهم تقف مع الشمال في قتال المتمردين جنبا إلى جنب. 4/ الفشل الذي اعترى تجربة حكم الحركة الشعبية التي قامت على البطش والديكتاتورية والتضييق على الحريات جعل الكثيرين من أشقائنا بالجنوب في حالة ريبة وشك من أمرهم إذا انفصل الجنوب وانفردت الحركة الشعبية بالحكم. 5/ التناحر على الحكم والاختلاف الذي بدأ منذ الآن داخل الحركة الشعبية نفسها «حركة أتور» وغيره. 6/ هنالك عدد لا يستهان به من القادة الجنوبيين الذين يدعون علنا للوحدة والتذكير بمخاطر الانفصال. 7/ هنالك عدد كبير جدا من الإخوة الجنوبيين الذين يقطنون بالشمال والذين انصهرت ثقافتهم به. وتبقت لي ملاحظة أخرى ينبغي إيرادها في هذه العجالة، ألا وهي أن الوحدة هي أهم للجنوبيين من الشماليين، وذلك للكثير من الأسباب التي لا يوجد متسع لها هنا لذكرها. وأقول للإخوة الجنوبيين إن الدول الاستعمارية التي تشجعكم الآن على الانفصال ستتنكر لكم حتما وعلى المدى القصير جدا، وستقلب لكم ظهر المجن بعد أن تدخلكم في أتون الانفصال، وستنظر إليكم من بعيد منتشية هازئة بسذاجتكم في تصديقها، وستعمل على تفتيت جنوبكم وشمالكم كما عملت على تفتيت جنوب السودان، وعليكم قراءة التاريخ القريب وليس البعيد. وستسمكم بالديكتاتورية، وستدخل إليكم من منافذ لا قبل لكم بها، فهل أنت منتهون. أما للإخوة دعاة الوحدة فأقول لهم نرجو تكريس هذه الحقائق وذكرها دوما سواء أكان في المناظرات أو الندوات. لا تنكمشوا أمام المذعورين الذين يريدون تكريس واقع مزيف هم أدرى بحقائقه لكي يشتدوا ذعرا ولكي لا ينهزم الإخوة الجنوبيون الوحدويون أمامهم. عليكم تذكير الوحدويين بأن النسب المئوية التي درجوا على ذكرها ما هي إلا ذر للرماد في العيون ودعاية فارغة لا طائل منها. وشكرا. الطاهر عبد الله قمر 2 طريق أم درمان جبرة الشيخ بارا الأخ حسن استوقفني مقالك بعنوان أشياء تخص الوطن الذي تناولت في شقه الأول طريق أم درمان جبرة الشيخ بارا، حيث أثار في نفس كل أهالي شمال كردفان الأمل في أن يري هذا الطريق النور ويتحول إلى حقيقة. ولا تخفى علينا المعاناة والمشقة التي يعانيها إنسان الغرب البسيط في الوصول الى درمان التي قد يكون قاصدا لها طلبا للعلم أو طلبا للعلاج، فالطريق وعر ولا يخلو من المخاطر التي تحول دون وصوله بأمان، لا سيما إن كان السفر في فصل الخريف. وحقيقة أخي حسن أنا والكثير من أبناء الوطن اندهشنا وذهلنا عندما ذكرت حقيقة تاريخية الكثير لا علم لهم بها، وأنتم أهل السلطة الرابعة تغوصون في بحور المعلومات وتبحثون عن الحقائق لتملكونها لجماهير شعبكم، ولهذا أشكرك أخي على أنك ظللت تحمل يراعك لتعبر به عن مشاعر أهلنا وأحاسيسهم بولاية شمال كردفان، وعلي وجه الخصوص محافظة سودري الكبري التي لعبت دورا كبيرا في دعم الخزينة العامة، وهذا لا يختلف فيه شخصان ولا يتناطح فيه كبشان، وإذا كان الغربيون قد رصدوا ميزانية هذا الطريق عام 1953م طمعا في الخيرات التي تزخر بها المنطقة، فالأحرى بأبناء الوطن أن يكون همهم تحقيق هذا الحلم «طريق جبرة الشيخ، بارا، أم درمان، الفاشر»، بل طريق أم درمانالفاشر» المشهور بدرب الأربعين، خاصة أنه سيختصر مئات الكيلومترات ويحقق الأمن والاستقرار، وعبر هذه الطرق تزدهر التجارة بكل أنواعها وتتطور الحياة وتتغير أنماطها. وأنا من هذا المنبر أناشد الإخوة بوزارة الطرق والجسور الإسراع في هذا الطريق وعمل المزلقانات والكباري في منطقة شمال كردفان سودري . وأناشد الإخوة في منظمات المجتمع المدني دعم هذا الطريق بكافة الإمكانات المتاحة، وذلك لما عرفوا من معاناة صحية ونفسية يواجهها مستخدمو هذا الطريق البري الردئ. وأناشد أبناء سودري الكبرى في كل من جبرة الشيخ وسودري وأبناء بارا أن يشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد لدعم الجهود الرسمية، وذلك من خلال هيئة تنمية محلية جبرة الشيخ ومنظمة صوت البادية وهيئة حمرة الشيخ للتنمية ومنظمة أبناء الأبيض وكافة منظمات العمل الإنساني والتنموي، وتوحيد جهودهم مع جهود أبناء شمال دارفور لإكمال هذا المشروع الحلم، وهو مشروع أساسي، بل من أجل هذا المشروع الاستراتيجي والحيوي والتاريخي لمنطقة شمال كردفان طريق أم درمان جبرة الشيخ بارا. مع الشكر مختار محمد مصطفى الأمين العام لمنظمة أم بادر للتنمية الإنسانية