كثيرة هي تلك الاشياء التي تجمع شمل اولئك السمر الميامين في وطن امتدت فيهم اشياؤه فرحا وحزنا وروعة ولكنها ظلت جزءا منهم وصاروا هم بعض مافيها ، ففي الوقت الذي ترتفع فيه الاصوات المنادية بان ان اوان ان ينفض سامر هذا الجمع وان تتناقص المليون ميل مربع وان يحمل الجميع احزانه في اتجاه اللا وحدة واللا تجمع لتأتي في نهاية النفق صورة تحمل انوار الاشراق وعبق الصباحات البهية في حضرة السودان الواحد حينما تأتي الوحدة مكتسية بلون قوس قزح الفرح ومرسوم علي جلد مدور فان للحظة طعما اخر ونكهة مغايرة وحينما تتلاقي وزرقة مياه النيل وبياض نيات كل اهل وطني انه الهلال الذي يضئ قمره كل مساحات البلد الكبير فالذين يختلفون علي كل شئ يتفقون علي هلاريخ الوطن وينقسمون بينهم ففي حضرة الكبيرين تذوب القبلية والعرقية والجهوية وتتلاشي الالوان ويصبح جنوب وشمال السودان فقط في مساحة شارع العرضة في امدرمان كل الناس وما عبر عنه والي الوحدة تعبان دينق كان هو لسان حال كل الناس في السودان ففي لم الشمل الهلالي كان هناك يدفعه عشقه وانتمائه لسيد البلد الهلال كغيره من المتبتلين في رحاب صاحب المقام الرفيع من ابناء الوطن الذين فرقتهم السياسة لتجمعهم الكرة في ملاعبها فقد كانت ليلة هلالية ولكنها بعبق كل الوطن. لم يكن يوم لجني المال وحسب بل كانت ليلة استثنائية تحكي عن روعة الهلال ذلك البدر الذي ظل يضئ سماء السودان لسنوات وسنوات ، الارقام تتحدث عن اثنين مليار ولكن ما قالته الالسن واخرجته الدواخل في أمس الاول بفندق السلام روتانا لا يقدر بالارقام ، لم يتردد الحكيم ولا عبدالله السماني ولا كل الاسماء التي كانت في تلك الليلة ، الا ان الحديث الذي قاله ذلك الرجل كان يعني الكثير ، « كنت اعمل طوال اليوم لابقي بجوار هذا الهلال ، ندخل الاستاد من العاشرة او الثانية عشرة حتي نشجعكم ياقاقرين ،هكذا تحدث والي ولاية الوحدة الكمندر تعبان دينق كاشفا عن عشق ممتد لهذا الهلال ، عشقا يتمدد في كافة المساحات كتمدد هلال الحركة الوطنية الذي قام بدوره علي اكمل وجه ففي فترة الاستعمار وهاهو يكمل المسيرة في لملمة شتات الوطن وكم من تعبان ارتدي الوان الفريق في قائمة تطول وكم من تعبان وقف من خلف السياج مناديا علي البرنس ان يمرر ولمعز بان يحمي العرين ولريتشارد بان يسدد في شباك الخصوم وكم من عناق احتضنته القلعة الزرقاء وكم من مسيرة فرح كان وقودها كل اهل البلد يتماسكون ويضحكون ويغنون لهلال السودان الكبير الذي ظلموه حينما اسموه هلالا وهو بدر في ظلمة الدجي يتلألأ، واعتراف ود دينق بان اسوأ خبر تلقاه في الاسبوع المنصرم هو تلك الهزيمة مؤكدا دعمه ووقوفه خلف هلاله العظيم ،هكذا حواء الهلال فهي ولود ، وهكذا هو كيان الهلال الذي يستطيع ان يجمع كل السودانيين ويوحد همومهم وامالهم وامانيهم ، شكرا تعبان شكرا مجلس الهلال شكر ا الحكيم طه على البشير ، واشقاء الرئيس وكل الاهلة الذين تدافعوا من اجل الهلال الكيان . وقبل كل هؤلاء شكرا لضوء الوحدة الذي شع من قلعة الشموخ بامدرمان وتحت عنوان كبير لوطن اكبر اسمه هلال سودان كل الناس.