حطت التنمية رحالها بالولاية الشمالية عندما سكت صوت البندقية في الجنوب ووضعت حرب الجنوب التي ازهقت الارواح ، المال والاقتصاد اوزارها تنسمت البلاد والاقتصاد رياح العافية شهدت اجزاء كبيرة منها عدداً من مشروعات التنمية والخدمات وكان للولاية الشمالية نصيب الاسد من تلك المشاريع من كباري وسدود وطرق بعد أن كانت جل الاموال توجه الى الجنوب حتى بعد ان توقف الحرب ، وجاء توجه التنمية للجنوب في وقت تحتاج فيه الولاية ذات الامكانيات الضعيفة مادياً والغنية بالموارد الزراعية وطاقات أبنائها للعمل في الانتاج الزراعي في الولاية الشمالية التي تحتاجه البلاد بعد أن أضحى بترول الجنوب بحسب المؤشرات خارج الحسابات الواقعية للواقع المعاش في ظل مهددات الانفصال التي أطلت بوجهها مؤخراً بحسب تباينات في وجهات النظر للقيادات السياسية. ومن الواضح ان الحكومة تنوي وضع حلول بديلة للبترول بالتوسع في المشاريع الزراعية ،الثروه الحيوانية واعدت العدة لتوفير وتسهيل طرق الانتاج باتجاهها الي ربط مناطق الانتاج بالطرق وفي أواخر الاسبوع المنصرم كان توقيع عقد طريق ام درمان - بارا الطريق الحيوي الذي ينقل المنتجات الزراعية «حب البطيخ والكركدي والسنة مكة « بحان الثروة الحيوانية»الضان» وبالامس وسارعت الحكومة بتحرك سريع نحو أهل دنقلا لتفتتح المرحلة الاولى من طريق «دنقلا - كجبار» في وفد رفيع المستوى تقدم طليعته أبناء الولاية ، على رأسهم وزير رئاسة الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح ومسؤول الاعلام بالمؤتمر الوطني فتحي شيلا ووزير المالية الاسبق عبد الوهاب محمد عثمان بصحبة والي الولاية فتحي خليل محمد واعضاء حكومته. ويبلغ طول طريق «دنقلا -كجبار» 110 كلم تم اكمال 50 كلم بتنفيذ شركة زادنا الذي كان حاضرا عنها في الاحتفال المهندس احمد الشايقي .كان الفريق بكري يغازله بانه رجل هذه المهمة عندما دعاه وزير التخطيط العمراني بالولاية فتحي محمد سعيد للحديث حوال المشروع قاطعه بكري « نحن لانريد من الشايقي حديث لكن نريد بيان بالعمل علي ارض الواقع وعايزين عيد الاضحي نأتي للولاية بالسيارة الاتس والتيكو» وبحسب وزير التخطيط العمراني بالولاية المهندس فتحي محمد سعيد فإن العمل سيكتمل خلال خمسة أشهر وقال إن العمل يمضي بصورة طيبة عدا وجود بعض المشاكل المتمثلة في تعويضات الاهالي وإصلاح خطوط المياه التي سيمر الطريق بها مؤكداً إمكانية حل هذه المشاكل في وقت وجيز وكانت تتواجد عند بداية الطريق عدد من الشاحنات محملة بآليات ومعدات شبكة المياه الجديدة لاستبدال الشبكة الواقع عليها الطريق وعلى بعد امتار من بداية الطريق في منطقة الحفير أقيم إحتفال إتسم بالبساطة وسط حضور واسع من حكومة الولاية وخاطبه الوزير بكري حسن صالح الذي قال إن الطريق يعتبر نقلة كبرى في رفع إنتاجية زراعة القمح التي بالولاية وأضاف إن زراعة القمح تضمن لاهل المنطقة المشاركة في صنع القرار مؤكداً ان الطريق يعتبر من اهم خطط الحكومة للنهوض بانسان الولاية الذي أقر بانه كان مظلوماً في السابق منوهاً الى ان الشهيد الزبير كان يوصي بتنمية الشمالية وهذا العمل يعتبر بمثابة الانفاذ لتوصياته وقال ان الشمالية شهدت نقلة تنموية كبرى وان هذا الطريق سيعيد الى الزراعة سيرتها الاولى مشدداً علي حرصهم علي تذليل كل المصاعب التي تعترض سير العمل بالطريق حتي يفتتح في وقته، وان كان الوزير يتمني ان يفتتح قبل أعياد الاضحية على حسب حديثه. من جانبه دعا والي الشمالية فتحي خليل مواطني الولاية لمضاعفة الانتاج من أجل الاستفادة القصوي من الطريق الاستراتيجي وقال ان من واجب الحكومة توفير معينات الانتاج للمواطن الذي تقع عليه مسؤولية الانتاج وقال ان هذا العمل ليس امتناناً علي انسان الشمالية الذي صبر على تأخر التنمية عنه متوقعا ان يحدث المشروع نقلة كبرى في تنمية الولاية وان آثاره ستظهر قريباً. كما تفقد الوفد سير العمل بالطريق القاري «دنقلا-أرقين» الذي يصل بجمهورية مصر العربية الذي يبلغ طوله 450 كلم حيث بدأت المرحلة الاولى منه بتنفيذ شركة زوايا السودانية المرحلة الاولى ومن ثم شركة تركية للمائة كلم وشركة سورية ل100 كلم أخرى على ان تتولي شركة مصرية اكمال العمل الي داخل جمهورية مصر ويعتبر الطريق القاري أهمية كبري حيث من المتوقع أن يصل الي الطريق القاري الذي يصل الي دولة ارتريا عبر مدينة عطبرة ومن ثم يصل الي الطريق القاري لغرب افريقيا الذي يربط عبر طريق الانقاذ الغربي. وفيما يبدو أن الدولة أضحت تلتفت مؤخراً الي ان الزراعة هي الامل الاهم وان تعمير الولايات هو الطريق لانفاذ مشروع النهضة الزراعية الذي سيتم باهل البلاد في الحقول وليس من داخل مكاتب التنظير بالمركز وان كان التحرك متأخراً الى أن وجد ترحاباً واسعاً من اهل الولاية الشمالية الذي كان شعارهم دوماً مع الحكومة في كل المشروعات «أن تأتي متأخراًُ خير من أن لا تأتي» . من جهته اكد معتمد محلية دنقلا الفاتح حسين ان من اولويات الولاية الاهتمام بالزراعة وقال بالفعل بدأت في الاستعداد لزراعة الموسم الشتوي وطالب بتوفير الامكانات اللازمة لعملية الانتاج بالولاية لاستكمال التنمية والنهضة .