النظافة من الايمان شعار يرفعه كل المسلمين في كل أنحاء المعمورة غير ان الصورة في سوق الخضار بالدمازين تبدو غير ذلك .. اذ يلاحظ المتجول في سوق الخضار بالدمازين ( الملجة ) غياب صحة البيئة رغم ان منسوبي هذه الادارة تراهم يتجولون في السوق صباح مساء الا ان المشهد الغالب يعكس غياب معاني ومفاهيم الصحة تماما عن السوق الذي يشتري منه المواطن كل احتياجاته الاستهلاكية .. أكوام من القمامة ( مخلفات الفواكه و الخضر بأنواعها ) و اللحوم من (عظام وجلود) و(مخلفات الحيوانات الأليفة ) التي جعلت من سوق الخضار مرعى لها ومرتعا خصبا علاوة على الطين والوحل والمجاري الآسنة التي تخترق السوق وتجار الخضر والفاكهة لايهتمون بالنظافة بل يعرضونها وكل المنتجات الاستهلاكية الاخرى على الأرض باعتبار أن مسؤولي الصحة هم الذين تقع على عاتقهم عملية النظافة وهنالك رسوم تتحصلها المحلية ولاتردها إليهم في شكل خدمات ويأتي مسئول الصحة فيحني ظهره ليشتري ما يحتاج إليه من الخضر والفواكه بالرغم من أن الجميع ينادي بالنظافة .. ومن المشاهد أحيانا تجد العربات المحملة بالموز والبصل والبطيخ وغيره من هذه المنتجات غاطسة في الوحل تماما في قلب سوق الخضار .. كل المواطنين يعتمدون في امدادهم من الخضر والفاكهة واللحوم من هذا السوق الملطخ بالطين والأوحال والذي تمر من خلاله المجاري الآسنة التي قام بفتحها بعض التجار لتمرير مياه الأمطار .. هذا الوضع أدى إلى توالد الحشرات الضارة من ذباب وبعوض لا يسلم مرتادو السوق من لسعاته في وضح النهار..ومن العجائب أيضا وجود حمامات بالجهة الشمالية للملجة تسيل مخلفاتها في كل الاتجاهات ولم تكلف الجهات الصحية نفسها لتفريغ محتويات هذه الحمامات مما جعل بعض المواطنين يستغلون الحائط الغربي لمدرسة الأساس الواقعة شرق سوق الخضار لقضاء حوائجهم في العراء مما أضفى على المنطقة شكلا قبيحا ينفر منه الجميع .. فالوضع غير الصحي بالسوق حمل المواطنين الذين يرتادون سوق الخضار لشراء متطلباتهم من هذا المكان وكذا مسؤولو الصحة وكبار الموظفين بالمدينة للتساؤل عن موقع ( الرقابة الصحية على هذه الملجة ؟) ..والمعلوم ان عمال النظافة يتزايد عددهم يوما بعد يوم وتوجد بالمدينة عربتان لنقل النفايات هما ( دفاران صغيران) لا تتعدى حمولة أي منهما على تلك التي يمكن أن تحملها عربة الكارو التي يجرها حمار واحد فقط .. خلاصة القول ان هذه المدينة وغيرها من مدن الولاية تحتاج لعربات لنقل النفايات وعربات شفط الحمامات بمواصفات معينة حتى يتسنى للسلطات الصحية النهوض بدور فاعل تجاه المواطن يوفر له الحماية والوقاية من ا لأمراض التي تنجم عن تردي الوضع البيئي في سوق الخضار بالدمازين في فصل الخريف جراء الإهمال المريع الذي تتعرض له أماكن بيع الخضر والفاكهة واللحوم .. وعلى مسؤولي الصحة تكثيف برامجهم التوعوية والمساهمة بقدر المستطاع في نظافة سوق الخضار حفاظا على صحة المواطنين .