ولاية النيل الأبيض كغيرها من ولايات السودان لم تسلم من زيادة عدد أبراج الإتصالات حيث تم نصب العديدمنها فى السنوات القليلة الماضية،إلاأنها باتت تمثل هاجسا للمواطنين ومصدرقلق حقيقى لهم وذلك بسبب قيام شركات الإتصالات بتشييدها داخل الأحياءوببعض البيوت وكذلك فوق أسطح البنايات السكنية والتجارية،،حيث يتعرض المواطنون فى كل لحظة إلى كمية من الذبذبات الكهرومغناطيسيةوالتى يتخوفون من أن تكون لها آثارخطيرة على صحتهم،والمتجول فى مدن الولاياة الرئيسية (كوستى ،ربك ،الدويم)يلاحظ وجودالمئات من هذه الأبراج والتى تكادتسدالأفق من أعدادها الكبيرة،وحتى القرى نالت نصيبها من الأبراج. الكثيرمن المواطنين أبدوا تبرمهم من وجودهذا الكم الهائل من الأبراج داخل الأحياءخاصة بعدأن أثبتت بعض الدراسات خطورة الذبذبات الصادرة عنهاعلى صحة الإنسان وبالتحديدالمخ حيث تخترق هذه الذبذبات جسم الإنسان وربماتسبب أمراضاً مميتة،رغم أن للهيئة القومية للإتصالات رأى فى هذا الأمرحيث طمأنت المواطنين بعدم وجودخطورة أوضررعلى صحة المواطن من هذه الذبذبات الكهرومغنطيسية،حيث أكدمديرها الدكتوركامل عزالدين من خلال اللقاءالتنويرى للإعلاميين الذى نظم الثلاثاءالماضى بالخرطوم،بأن الإشعاعات الكهرومغنطيسية الصادرة من أبراج الإتصالات تقع فى القطاع غيرالمؤين وليس هنالك إنعكاسات سالبة على الإنسان،وقال إن الهيئة وبالتعاون مع هيئة أبحاث الطاقة الذرية أجرت مسحا شاملا لمواقع الأبراج ولم تظهرأية نتائج لترددات تضربالإنسان. ومن جانبه فقدعضدالدكتورعصام صالح من هيئة أبحاث الطاقة الذرية حديث الدكتوركامل عزالدين حيث ذكربأن هذه الإشعاعات بطبيعتهالاتحرك الأيونات من مداراتها ،وهى لاتؤثرفى الوظائف الحيوية لجسم الإنسان،إلاانه عادوقال بأن لها أثرحرارى ضعيف غيرضار،وأوضح بأن الذبذبات الكهرومغنطيسية تصبح غيرمفيدة حيث تكون عالية التردد،أماإستخدامها فى الإتصالات والراديوومثلها من الخدمات فهى تكون بمستوى منخفض لايشكل خطورة تذكر،وأكدفى ختام كلمته بالملتقى التنويرى بأن الهيئة السودانية للطاقة بصددوضع قانون وتشكيل جهازرقابى لرصدأى مخالفات تؤثرسلبا على حياة المواطن. ورغم هذه التطمينات من مديرالهيئة القومية للإتصالات أو ممثل الهيئة السودانية للطاقة الذرية فإن المواطن فى حالة شك من الأمر،ويعتقدأن هنالك خطورة لهذه الأبراج على صحته وذلك لتأكيد العديدمن الدراسات لمضارهاعلى صحته سواءعاجلاأوآجلا،فكل فترة تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بأخبار وتقاريرتؤكدذلك،ومن بين تلك الدراسات دراسة قام بها معهدملبورن للتقنية بأستراليةقبل عدة سنوات بعدإصابةخمسة أشخاص بأورام دماغية ،حيث أرجعت الدراسة أسبابها للإشعاعات الصادرة من ابراج الإتصالات بالمنطقة التى يعمل بها المصابون. ومثل هذه الدراسات تجعل المواطن فى حيرة من أمره حيث لايدرى من يصدق ،فتضارب نتائج الدراسات تجعل الحقيقة غائبة عنه وتجعله فى حالة اللاتصديق وتجعله يتساءل كثيرا عن ماإذا كان من حقه مقاضاة شركات الإتصالات والمطالبة بمنح تعويض أوعلى الأقل المطالبة بإخراج الأبراج من وسط المدن إلى مناطق بعيدة عن المساكن،وهناك بعض المنظمات الحقوقية العاملة فى مجال حقوق الإنسان فتحت تحقيقا شاملا حول أضرارأبراج الإتصالات على الإنسان وحقه فى السلامة الجسدية مستندة على بعض الدراسات التى تثبت الآثارالسالبة لها على صحة الإنسان،وقددعت هذه المنظمات المواطن برفع دعاوى على شركات الإتصالات ،والمطالبة بتعويض مالى فى حال ثبوت أى أضرارجسدية عليه. ومن خلال متابعتنا لقضايا الأبراج ومنذأن بدأت عملية تشييدها فى مدن الولاية وقراهاأن هنالك بعض الدعاوى قدرفعت من مواطنين ضدبعض شركات الإتصالات ، إلاأن معظم الدعاوى تم رفضها لضعف الحجة،وعزا البعض ذلك لعدم إلمام الناس بالقوانين أولعدم وضوح القوانين التى تعالج مثل هذه القضايا،ولكن ومن المعروف أن هنالك قوانين عالمية تحكم محطات وأبراج الإتصالات،حيث يلزم،القانون الدولى الشركات بأن لايزيدكثافة موجاتها عن (4.5)واط لكل مترمربع، والسؤال هنا هل تلتزم شركات الإتصالات العاملة بالسودان بهذه المقاييس فى الأبراج التى شيدتها بمدن ولاية النيل الأبيض؟ عموما فإن الجدل حول مدى إضرارأبراج الإتصالات بصحة الإنسان سيستمر،بسبب عدم وضوح الرؤية ،ويبدو أن المصالح والمنافع سواء من بعض شركات الإتصالات ومن يستفيدون من وجودها سواءمن المحليات أوالجهات الأخرى المرتبطة بالأمرلهادوركبيرفى الحالة الضبابية التى لازمتها طوال الفترة الماضية وإلاان تظهرالحقيقة للناس يبدو أنه سيمروقت طويل.