حذرت مفوضية الاتحاد الافريقي، من ان الوضع في القارة بات حرجا ويتسم بالتناقض بسبب الانعكاسات السياسية والاقتصادية والانقلابات العسكرية، وعدم احترام الحكم الرشيد ،بينما استبعد رئيس الدورة السابقة للاتحاد الافريقي، معمر القذافي، حصول القارة على أية مكاسب في الوقت القريب في ظل الشتات الذي تعيشه، وسيطرة المشاكل الداخلية عليها. واعلن الاتحاد الافريقي خلال القمة التي انعقدت باديس ابابا امس بحضور عدد من الرؤساء الافارقة، بينهم الرئيس عمر البشير، تنصيب رئيس جمهورية ملاوي رئيسا للدورة الجديدة . ولفت رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ، الى ضرورة توحد القارة واتخاذ الحيطة والحذر من محاولات زعزعة الاوضاع فيها، ونبه الى ان عودة ظاهرة الانقلابات العسكرية والازمات السياسية والاقتصادية تمثل تراجعات في القارة، وتشير الى هشاشة السلم فيها ، وقال انها ظلت المنطقة الاكبر لاحتضان النازحين بالرغم من الجهود المبذولة، ونادى بأن يتخذ الجميع سياسة اليد الممدودة لدرء مخاطر المخدرات والجريمة المنظمة والقرصنة في الصومال التي ذكر انها تمثل نقطة ضعف القارة. وطالب المجتمع الدولي بالدعم المباشر لعمليات السلام بدارفورالتي وصف الوضع فيها بالخطير. وعن اتفاق السلام في الجنوب، قال إن هناك تقدما ملحوظا لكنه استدرك بأن التحديات ستظل جسيمة امام الحكومة والمجتمع الدولي حتى يتم تجاوز فترة الانتخابات والاستفتاء ،وتعهد بينغ بتقديم الدعم للتغلب على المصاعب لملتزمات السلم الدائم. من جهته،رجح رئيس الدورة السابقة، الرئيس الليبي القذافي، ان تستمر القارة فيما هي عليه الآن، مستبعدا حدوث تقدم في الوقت القريب بسبب هيمنة المشاكل الداخلية من فقر وجهل ومرض على دولها، الى جانب التشتت وعدم الاتحاد والوعي السياسي ونقص الارادة السياسية دونما الاهتمام بما يحدث من تطور في العالم، وطالب بخلق اداة وحدوية مسؤولة لاحداث التحول وخلق آليات في كافة المجالات، محذرا من ان القوى الكبرى تتربص بالقارة لنهب ثرواتها ما لم تتفق الاخيرة على كلمة واحدة. وهاجم القذافي الاتحاد الافريقي وقال إنه لم يستطع خلال عشر سنوات عمل شئ او احراز تقدم بل اضاع سنوات افريقيا لا وحدة ولا كرامة ولا أمن، وقال إن اجتماعات القمم في افريقيا تمثل ارهاقا للجسد دون فائدة ،وتابع ان منصب رئيس الاتحاد مهمش ولا صلاحيات له ولا فائدة منه، واشار الى انه لو كان يعلم خلال الدورة الفائتة انه سيتم تنصيبه لرئاسة المجلس لرفض ،وشدد على ان مسؤوليته كجندي افريقي ستظل ثابتة في اي موقع فيه، بل انه سيظل دائما في الجبهة،الى ذلك، اعلن القذافي عن انعقاد القمة العربية بطرابلس شهر مارس القادم في غضون ذلك، تعهد رئيس الدورة الجديدة، الرئيس الملاوي، بتعزيز السلم وروح التعاون لتحقيق التقدم. ونوه الى ان افريقيا ليست فقيرة لكن الافارقة هم الفقراء، وطالب بأن يتولى الزعماء مقررات القمة لمجابهة الفقر والمرض وسوء التغذية التي تعاني منها القارة، مقترحا مباشرة برامج اقليمية افريقية للزراعة والرعي ومضاعفة الاستثمار لدعم الامن الغذائي، وتم الاحتفال في افتتاحية امس بعلم جديد للاتحاد يحمل اللونين الاصفر والاخضر.