٭ نفسح (الطريق) اليوم لمهندس من ذوي الدراية بشؤون المرور، أرقته حوادث المرور المتتالية والبشعة التي شهدتها بعض الطرق خلال الاسابيع الماضية وراحت جراءها أنفس عزيزة وقد آثر أن تأتي مساهمته الاولى في شكل تساؤلات ربما تكون استنكارية أو قد تكون استفهامية ولكنها في كل الاحوال تبقى ضرورية تستلزم الانتباه.. ٭ لا شك في أن هنالك زيادة نوعية وكمية في حوادث السير في الطرق السريعة في السودان، ليس لدى احصائية عن الارواح العزيزة التي تفقد سنوياً لكن الواضح أنها في زيادة وبشاعة تؤرق الكل.. من المعروف أن تحقيق السلامة المرورية يتصل بثلاثة عناصر هى: المركبة، الطريق والمستخدم. ولكننا اليوم لسنا بصدد مناقشة هذه العناصر الثلاثة وإنما لطرح بعض التساؤلات خاصة بعد ان صار عدد المفقودين كبيراً والحوادث بشعة كحادث اصطدام بص وحافلة بطريق النيل الابيض الذي أدى لوفاة 73 نفساً عزيزة بريئة فهل من حقنا ان نتوقع: 1/ ان يحضر لمكان الحادث للوقوف عليه وتفقد المصابين مسؤول على مستوى عالٍ من مؤسسة الرئاسة مثلاً. 2/ وجود طائرة اسعاف. 3/ تكوين لجنة تحقيق فورية من مختلف التخصصات للوصول للاسباب الحقيقية للحادث (غير الاسباب المكررة للسرعة الزائدة والتخطي الخاطيء) لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. 4/ دراسة ومراجعة فعالية فرق المرور السريع المنتشرة في الطرق السريعة وهل لديها دور ايجابي في زيادة وتحقيق السلامة المرورية ام انها تعيق الحركة احياناً بتكدس الآليات واضافة عبء نفسي ومادي على مستخدمي الطريق؟ 5/ تحديد مسؤولية السلامة المرورية في الطرق السريعة بهيئات مثل إدارة الطرق السريعة كما في الدول المتقدمة High way safety department يكون من ضمن مسؤوليتها وضع ومراجعة مواصفات الطرق والمركبات والمستخدمين وأن يكون لديها من الآليات الفنية واللوجستية ما يضمن تحقيق هذه المعايير والتنسيق بين كل الجهات ذات الصلة. وهل من الممكن ان يكون الاتجاه التصاعدي لكمية ونوعية حوادث السير مرده لذوبان هذه المسؤولية ولغياب الدور التنسيقي من مختلف الادارات المختصة. وهل من حقنا ان نطلب الآتي: 1/ التحقيق والتحليل الدقيق لاحصاءات الحوادث في الطرق المختلفة داخل وبين المدن للوصول للاسباب الحقيقية للحوادث والتأكد من صلاحية الطرق والمركبات وأهلية السائقين بصورة مستمرة. 2/ استخلاص النتائج التي تدرج الحوادث وتصنيفها على: (أ) مكان الوقوع. (ب) زمن الوقوع. (ج) السبب المحتمل والاستعانة بنظم المحاكاة الالكترونية للوصول للاسباب الحقيقية للحوادث بما يعرف بتحليل السبب الجذري للمشكلة Root cause analysis (RCA). (د) صحيفة سوابق للسائقين وتصنيفهم لاهلية قيادة المركبات العامة واستخدام الطرق السريعة. 3/ عقد جلسات طارئة للمجالس التشريعية المركزية والولائية لمناقشة هذا الوضع وأي حادث مؤلم كالحادث المشار اليه. 4/ تحسين وتجويد عمل إدارة المرور السريع بالاختيار السليم لافرادها وإعطائهم كادرا مميزا يجعلهم يحققون شعار الشرطة في خدمة الشعب وان رجل المرور مرشد وصديق لا العكس- باستخدام التقنيات والمركبات والدوافع ووسائل الاتصال المطلوبة وتوفير اسعافات متقدمة الحجم والسرعة لاستخدامها عند الطلب وتقسيم عملها بنظام الدوائر الذي أثمر في نظام التفويج قبل وبعد الاعياد. 5/ تطوير وتحديث اقسام الطواريء في المستشفيات الاقليمية والمركزية بمستوى طواريء مستشفى السلاح الطبي الذي يحمد للدولة اعداده ولكن عدم وجود الصلة والتنسيق بينه وبين محتاج الخدمة وعدم وجود خدمة الاسعاف (الطائرة) افقدنا ارواحاً عزيزة. 6/ الاهتمام الاعلامي المطلوب بمثل هذه الحوادث بالتحليل والتقويم المطلوب ونشر الوعي وزيادة الحس الامني والسلامي حتى عند المسؤولين الذين تنصلوا عن مسؤولياتهم عن سلامة المواطنين فحصروا دورهم فقط في التعليق على الملمات كما تعود الاعلام وعودنا بأن المسؤول الفلاني وصف حادث العبارة بأنه أليم ومؤسف؟؟ وحتى لا تكون مثل هذه الحوادث فقط مجرد مادة إعلامية لصحف الإثارة التي لا تميز بين خبر لفقدان عدد من الانفس العزيزة وتيس يحلب بالكلاكلة بالصورة والقلم. ٭ نحتاج لاجراءات تصحيحية واحترازية تبني على تحليل احصائي دقيق مفعم بالحس الفني، الامني، الوطني، الاقتصادي، الانساني وقبل ذلك الايماني ووجود آلية لها نفس المتطلبات لتضمن تطبيق هذه لاجراءات بصورة صارمة ومستمرة دون الانفعال اللحظي بعد كل حادث. ٭ اسأل الله أن يتغمد موتانا برحمته ويتجاوز عن كل من تسبب في موتهم بالاهمال أو التنصل أو لاي أسباب أخرى. محمد عبد الله محمد أحمد مهندس ميكانيكي بشركة سكر كنانة