تزامنت الحملات الانتخابية مع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ودائماً ما يربط أهل السياسة في السودان مناسباتهم بالمناسبات الدينية والوطنية من باب (التفاؤل) وزيادة الخير. ويبدو ان الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف هذه الأيام لا تخلو من (سياسة) بالرغم من انها كانت في الماضي تقوم بالتذكير والوعظ واحياء سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتذكير بها، والدور الاكبر في ساحات (المولد) للطرق الصوفية التي تحتل سرادقها مواقع مميزة على جانب الميادين وهي تقوم بالذكر والمديح واحياء تلك الليالي ،وفي الجانب الآخر توجد أكشاك الحلويات المصنوعة محلياً والمستوردة من الخارج وان كانت فكرة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بهذه الطريقة مستوردة من الخارج وقيل ان (الفاطميين) الذين حكموا مصر هم أصحاب فكرة الاحتفال بالمولد الشريف بهذه الطريقة التي تطورت، وأصبحت ميادين (المولد) مقسمة جزء للطرق الصوفية وجزء لعرض الحلويات المرتبطة بالمناسبة وجزء آخر تقام فيه الألعاب للاطفال. وان كان لبعض الجماعات رأي في شكل هذا الاحتفال بهذه الطريقة مثل جماعة (أنصار السنة) التي ترى ان قيمة الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم هو تطبيق ما جاء به من هدى الكتاب والسنة وان الاحتفالات بهذه الطريقة تشوبها بعض السلبيات التي لا تتفق من الهدى النبوي. وعلى ذكر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وبدء الحملات الانتخابية فان تزامن هاتين المناسبتين قد يحرم كثيراً من القوى السياسية الاستفادة الكاملة من (ميادين المولد) في اقامة الليالي والندوات السياسية وقد اشتهرت ميادين المولد بهذا العمل خاصة ميدان المولد بالخرطوم وميدان المولد بأم درمان (حوش الخليفة) وبحري وميدان المولد ببورتسودان وشندي وغيرها من المدن. وأيضاً اشتهر الكثير من أهل السياسة وبرز نجمهم من خلال المخاطبة السياسية في ميادين المولد. ولكن توجد ميادين أخرى اشتهرت بمثل هذا العمل السياسي مثل (الميدان الغربي) و(الميدان الشرقي) بجامعة الخرطوم وميدان (الأهلية بأم درمان). وقد يعتقد البعض ان تزامن الاحتفالات بالمولد وبدء الحملات الانتخابية تكتيك سياسي قد يصب في مصلحة جهة دون جهات أخرى، وهو ان هذه الميادين ستكون مشغولة بهذه الاحتفالات حتى الثاني عشر من ربيع الاول وهو ما قد يقتطع (ثُلث) من زمن الحملات الانتخابية تقريباً. وربما لجأت بعض القوى السياسية إلى مواقع أخرى مثل ما فعل المؤتمر الوطني واتجه إلى (استاد الهلال) في أم درمان وولاية الجزيرة دشن حملته من (استاد مدني). ولكن يبقى الرابط الاهم في هذا التزامن بين الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف والحملات الانتخابية هو ان تلتزم قيادات وقواعد القوى السياسية بالمنهج النبوي الشريف خاصة في مثل هذه الندوات والليالي السياسية وان يبتعدوا عن الدخول فى الاشياء الشخصية وتناول أعراض الناس من المرشحين، والناخبين والنهج النبوي يقول (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وليس في الأمر حرج ان تقدم بعض القوى السياسية بعض الحلوى للأسر الفقيرة والأطفال الأيتام والأحداث وفي دار المايقوما واسعاد جزء كبير من هذا الشعب بهذا التصرف. وأيضاً ليس في الأمر حرج ان يدخل توزيع (حلاوة مولد) ضمن الحملات الانتخابية وبالتأكيد لا تعتبر بأية حال من الأحوال من (الأساليب الفاسدة) إلا اذا كانت مدة صلاحية الحلاوة منتهية فستكون بالتأكيد (فاسدة).