يستعد المؤلف والممثل والمخرج المبدع سيد عبد الله صوصل، لانتاج مشروع مسرحي ضخم هو الاول من نوعه في المنطقة العربية والافريقية، ويحمل المشروع الكبير اسم «مشروع النيل»، وسيتم انتاجه قريباً عبر الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض، ويسعى حالياً عبر الجهات المسؤولة بالبلاد الى جمع تكاليف الانتاج البالغ قدرها «005» ألف يورو. ٭ مشروع النيل فكرة مبسطة؟ - هو مبادرة من الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض، لتقديم نوع جديد من فنون المسرح الحديثة هو «فن عروض الموقع» الذي يتم تقديمه في أماكن مفتوحة واكثر براحاً وتلقائية، وسنقوم بتقديم عمل يحمل اسم «تورت» قمت أنا بتأليفه وإخراجه، وتقدمه الورشة بالتعاون مع منظمة سفارة المسرح الهولندية، والعمل فيه حل جذري لأزمة مياه النيل. ٭ تورت أصل الحكاية؟ - قدمنا لسفارة المسرح الهولندية مشروع حضارات نيلية في المسرح، وفكرته تقوم على أسطورة «تورت» وهي آلهة فرعونية قديمة وجهها وجه فرس النهر او القرنتية، وجسدها جسد أنثى. والأسطورة تقول إنه تم خلق النيل أولاً ليهب الحياة والمياه والعشب، ولأن الإنسان صار يعتدي على النيل ويدمره، وتم خلق التماسيح لحماية النيل من الإنسان، ولأنها التهمت الناس بلا رحمة تم خلق الآلهة تورت القرنتية لحماية الإنسان من التماسيح، وصارت الحارس الأمين والمدافع عنه، وهناك مجموعة من الأساطير المتداخلة في القصة التي قدمناها باعتبارها مشروعاً، وتمت إجازته بهولندا. ٭ أهداف أخرى وراء تورت؟ - نعمل على دراسة أثر الأساطير والمعتقدات الشعبية على الشعوب عبر المسرح، وقصدنا إعادة نشر حضاراتنا القديمة بطرق جديدة ليعرف العالم قصة نبتة ومروي وغيرها. ٭ هل هناك تجارب عالمية مشابهة لتجربتكم؟ - نفذت سفارة المسرح الهولندية مشروع «حضارة الصحراء» بدولة بيرو، ويحكى عن أسطورة تقول إن هناك منطقة كانت قبل سنوات بعيدة غزيرة الامطار وخصبة، وفجأة تحولت الى منطقة صحراوية قاحلة بعد ان اصابتها اللعنة، نسبة لوجود دنس وأعمال سيئة بالمنطقة، وعرض المشروع لمدة ثلاثة شهور في مسرح مفتوح بالبيرو، ووجد رواجاً منقطع النظير، وكان فتحاً جديداً لفن عرض الموقع. ٭ البداية الحقيقية للمشروع؟ - كانت في عام 7002م، وتم اعداد النص وارساله لهولندا، واعداد موقع العرض المسرحي الذي اخترنا له مساحة كبيرة شمال كبري شمبات محاذية للنيل، وارسلت لنا هولندا مجموعة معهد بيبس لدراسة الموقع، وسيصاحب العروض المسرحية فيلم وثائقي، حيث ارسلت هولندا المخرجة دنست بيرت لمساعدتي في الاخراج، اضافة الى تيم من المصورين، ومصممة ازياء ومصممة اكسسوارات. وسنبدأ البروفات الفعلية في يناير القادم. ٭ لننتقل معاً إلى النيل ونشاهد «تورت» قبل العرض؟ - عندما يصل الجمهور الى النيل في يناير القادم، سيجد اسفل كبري شمبات بوابات فرعونية ضخمة من الاخشاب والدمورية المصبوغة، ويصحب الجمهور دليل سياحي ليدلهم اولا على موقع به ممثلون يقومون بتمثيل اسطورة «صائد التماسيح» و «عروس النيل» التي يتم القاؤها للنيل عندما يفيض. وسيدخل الجمهور الى جزيرة في النيل بها اربعة اكواخ خاصة بالكجور، وينتقل الجمهور إلى مشهد آخر يبين عادات وعلاقات الشعوب النيلية، وكيف يزور النيل اولاد الطهور والعريس والعروس، والمرأة التي خرجت من بيت الحبس بعد رحيل زوجها، والنفساء التي أكملت الاربعين، والمرأة التي تريد الزواج، وسيرة المولود الرضيع الذي أكمل «السبوع». ٭ وأين تورت؟ - يعبر الجمهور أهرامات ضخمة تعكس حضارات السودان، وتخرج منها الملكة أماني والكنداكة وآمون راع وبعانخي، ويقدمون نصائح تدعو الجمهور للمحافظة على النيل والتراث، ثم ينزل الجمهور الى النيل، ويظهر تابوت للآلهة «تورت» التي تقدم وصاياها للجمهور بخلق علاقة ود مع النيل الذي يطفئ النيران، وعدم جعله وسيلة لإشعال نيران الحروب. وتتناول المشكلات الحديثة مثل تغيير المجرى كل «001» عام، وتحكي مأساة محطة مياه أم درمان بحي ابو روف التي خاصمها النيل، وتنبه دول حوض النيل الى ضرورة التسامح واحترام الاتفاقيات واقتسام مياه النيل دون نزاع وحروب حتى لا يهرب النيل. ٭ من أين لكم بميزانية هذا العمل الضخم؟ - الصرف عليه بدأته الورشة قبل ثلاث سنوات بمتابعة منسوب النيل وارسال تقارير الى سفارة المسرح بهولندا توضح أيام المد والجزر. ٭ وعملنا على أخذ أذونات من وزارتي الداخلية والخارجية، ووجدنا الميزانية تكلف «005» ألف يورو لمدة «51» عرضاً. وهي مليارات تسير المسرح القومي لسنوات، وارسلناها لهولندا، وكان ردهم بأن المبلغ كبير، وتكفلوا فقط بمبلغ «512» ألف يورو، ونحن في السودان سنجهز «021» ألف يورو. ٭ كيف؟ عبر الملتقى الاول لمسرحيين بلا حدود بالخرطوم الذي يضم ابناء المسرح بدول حوض النيل، بالتعاون مع وزارة الري والموارد المائية، وارسلنا لهم تصوراً بالمشروع ولم نجد رداً. والملتقى يناقش أوراقا تقدمها وزارتا الري والثقافة والمسرح القومي تدعو لحل مشكلة النيل قبل رمضان دون نزاع، كما أرسلنا خطابات دعم الى اليونسكو ووزارة الري ووزارة الثقافة ومدير المسرح القومي، وهناك خطاب سنرسله الى مدير الإدارة الفنية شول دينق، ولم نجد رداً من الجهات المعنية الا اليونسكو ورابطة أصدقاء حوض النيل. ٭ متى تكونت الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض؟ - تكونت في عام 0002م بالتعاون مع مركز عبد الكريم ميرغني الذي وفر لنا سطح المبنى، والسفارة الفرنسية عبر مهرجان ديغبو للتمثيل الصامت، والقاهرة عبر الورشة المسرحية بقيادة المخرج حسن الجرتلي، وتونس بالتعاون مع المخرج عز الدين قنون رائد المركز الإفريقي للمسرح، والتعاون مع سفارة المسرح بهولندا. وضمت ورشتنا المستمرة مسرحيين لهم اهتمامات تنموية يعرفون أن المسرح هو أبو الفنون وفيه صلاح الأمم. ٭ من هم أعضاء الورشة وأبطال تورت؟ - سيد صوصل، ايهاب بلاش، صديق مختار، كامل الرحيمة، صدام صديق، محمد يوسف، محمد مرتضى، صديق محمد، ابراهيم كوميك، مختار بخيت والشباب الجدد خلف الله محمد وجسور أحمد الأمين ومصطفى محمد المصطفى، ومن الجنس اللطيف سواكن سالمين وآمال عبد الحميد وآمنة أمين ورحاب عبد الرحيم ونجوى محمد أحمد ومها التوم وشيرين ولمى وبوسي سعيد.