في كتابه «الاتجاهات الشعرية في السودان» زعم الدكتور محمد النويهي أن العباسي «9781 3691م» تأثر في داليته من بحر الخفيف «سنار بين القديم والحديث» بأحمد شوقي «9681 2391م» في داليته من الخفيف عن «الخديوي اسماعيل»، في حين أن أحمد شوقي تأثر بأبي عبادة البحتري ونظر الى داليته حيث يقول: لي حبيب قد لجَّ في الهجر جدا واعاد الضدود منه وأبدى فهل ترى تأثر العباسي بشوقي ليقلد مقلد موسيقار الشعر العربي ابي عبادة البحتري؟! نظم العباسي في داليته مفتتحا بالغزل: خان عهد الهوى وأخلف وعدا ظالم أحرق الحشاشة صدا ماطل لا يرى الوفاء فإما جاد يوما اعطى قليلا واكدى إن سألت النوال ضن وان غب ت تجنى تيها وإن زرت صدا من معيني؟ هذا الحبيب جفاني ومعيري ثوب الشباب استردا ٭ وفي بيت العباسي الرابع هذا نفس البحتري «602 482 ه»: سألتني عن الشباب كأن لم تدر أن الشباب قرض يُؤدى لم يبن عن زهادة فيه لكن آن للمستعار أن يستردا ٭ وأثرُ البحتري في العباسي واضح حيث يستبد الشجن بشاعر السودان الجزل: يا رفاقاً فديتهم هل معيد لي منكم ذكرى خليط أجَدَّا وربوعا أحالها عنت الدهر مراحا للحادثات ومغدى أسعدتنا فيها الغداة دموع لم تخنا بالأمس في دار سُعدى ٭ ولأبي عُبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي البحتري في مدح ابن الفرات: بت أبدي وجدا واكتم وجدا لخيال قد بات لي منك يُهْدى أقسم الظن فيه أنى تخطى ال رمل من عالجٍ، وأنى تَهدَّا خطأ ما أزارناه طروقا أم توخيه للزيارة عمدا جاء يسري، فأشرقت أرض نجدٍ لسراهُ، وواصل الغيث نجدا لا تخيب البلاد، تخطر فيها رسل الشوق من خيالات سُعْدى ٭ وزعم النويهي أن العباسي مقلد شوقيا، وان شوقيا مقلد البحتري، ولعل ما ثبت للنويهي زعمه أن العباسي في داليته من الخفيف مقلد شوقيا في داليته من الخفيف، تضمين العباسي في عجز بيته صدر قصيدة شوقي: إن سَلْعَا وعود أيام سلعٍ «حلمٌ مده الكرى لك مدا» والدالية نظمها شوقي في الخديوي اسماعيل: حلم مده الكرى لك مدا وسدى ترتجى لحلمك ردا وحياة ما غادرت لك في الأح ياء قبلا ولم تذر لك بعدا لم ير الناس مثل أيام نعما ك زمانا ولا كبؤسك عهدا كنت إن شئت بدل السعد نحسا واذا شئت بدل النحس سعدا قائما بالعطاء والسلب فينا كالليالي أو أنت أكبر أيْدا ٭ ورد شاعرنا الناقد المجدد المرحوم محمد محمد علي «2291 0791م» على الدكتور النويهي في صحيفة «الصراحة» في 22 مايو، وفي 21 يونيو، وفي 91 يونيو سنة 1955م، كما رد عليه في أطروحته النقدية التي حاز بها درجة الماجستير بتقدير الامتياز من جامعة القاهرة الأم «الشعر السوداني في المعارك السياسية 1281 4291م»، حيث ناقشت رسالته الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، والدكتور احمد محمد الحوفي، والدكتور احمد هيكل: «.. ما رأي القارئ في مثل هذه الدراسة. وفي هذا الحكم الجازم الصارم الذي لا يستند الا على أبيات معدودات من ديوان الشاعر؟! ما رأيه في دراسة مهما تعددت الشواهد على أحكامها يمكن الرد عليها «بلا» يمكن أن تقول: أنشدت أبيات العباسي جهرا، وأنشدت من شعر شوقي ما شئت لي ان انشد، فلم أجد نغمة مشتركة واضحة طاغية، ولا نغمة خافتة واهنة. وأمضيت «الدقائق المسلية» في رد شعر العباسي الى شوقي وغير شوقي، فلم أجد صيغا للعباسي مأخوذة من شوقي ولا غيره. وللقارئ بعد ذلك أن يسأل: لماذا طلب اليه الدكتور أن ينشد شعر شوقي وشعر العباسي جهرا، ألا يستطيع قارئ الشعر المتذوق أن يميز بين ضروب أساليبه وموسيقاه اذا قرأ سرا؟! وما الدليل على ان شوقي كان يقلد البحتري في قصيدته الدالية؟ اهو ايضا «القراءة جهرا وقضاء دقائق مسلية»؟ ولماذا صار العباسي مقلدا للمقلد وليس بينه والبحتري حجاب؟!»