قال الرئيس عمر البشير، انه رغم الالتزام القاطع للحكومة بإجراء الاستفتاء، «الا اننا لا نرتضي عن وحدة السودان بديلاً «،وتعهد بالعمل على ذلك الى آخر يوم في الاستفتاء،واكد امكانية مراجعة بعض بنود اتفاق نيفاشا- بكل طيب خاطر - بما فيها تطوير مسؤولية الجيش الشعبي، « تعزيزاً للتعاون المشترك ، وتمكيناً من التوزيع الأمثل لمهامِّ الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي،ودعماً لمشاريع التنميةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ في الجنوب ، بما يرسِّخ من الوحدة ويعِّززُها»،وطمأن في الوقت نفسه الشعب السوداني باستقرار الاوضاع الاقتصادية حال الانفصال ،مؤكداً استعدادِ الاوعية الاقتصاديةِ للتعامل مع المستجدات. وأكد البشير في خطاب ألقاه في فاتحة الدورة الثانية للهيئة التشريعية القومية أمس، ان الحكومة ارتضت منح حق تقرير المصير للجنوب ليكونَ فيصلاً بين عهد الحرب وعهد السلام ، «ولهذا نحن أحرصُ ما نكون على أن نهيئَ له من الأجواء والترتيبات ، ما يكفُلُ تحقيقَ تلك الغايةِ «،لكنه اعتبر ترسيم الحدود عاملاً حاسماً في إجراء استفتاءٍ عادلٍ ونزيه،واعتبر التوافق بين الشريكين على بلوغ حلٍِّ يُرضى أطرافَ النزاع في منطقة آبيي ، أمراً حيوياً في ضمان استفتاءٍ لا يُفضى إلى تجددِ النزاع. وشدد البشير على قناعته التامة « برجاحة الوحدة خياراً لدى أهلِنا في الجنوب إذا ما أُتيحت لهم الفرصةُ العادلةُ والحريةُ الكاملةُ للاختيار ، وذاك ما نرجوه ونطالبُ به ، بل ونَجِدُّ في العمل على تحقيقه ، لأن المنطقَ الصحيحَ لا يقول بغير الوحدة سبيلاً يسلُكُه الجنوب في مسيرة بحثِه عن الأمن والازدهار». واعلن البشير استعداد الحكومة لمراجعة بعض بنود اتفاق السلام من بينها الترتيبات الامنية وتقاسم السلطة،وقال ان الحكومة تعرض - بكل طيب خاطر - إجراء مراجعةٍ مشتركة تُتَمِّم ما أُنجز في بند الترتيبات الامنية ، وتمكِّن مؤسساتِ الحكمِ في الجنوب من تحُّمل مسؤولياتِ الأمن في الإقليم كافةً، الى جانب العمل على تطوير ما ورد في الاتفاق من مسؤولية الجيش الشعبي، «باعتباره مكوِّناً أصيلاً من مكونات الجيش الوطني ، تعزيزاً للتعاون المشترك ، وتمكيناً من التوزيع الأمثل لمهامِّ الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي، ودعماً لمشاريع التنميةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ في جنوبنا الحبيب ، بما يرسِّخ من الوحدة ويعِّززُها»، واضاف ،أما في ما يتعلق بقسمة السلطة ، فسوف ندعو إلى مراجعةٍ في إطارٍ قوميّ ، لطبيعة العلاقات اللامركزية على المستوى الولائي والمحلي في القطر كلِّه ، بما يعززُ من التجربة ، ويوسِّعُ من دائرة مشاركة أبناء الوطن ، وأبناء الجنوب خاصة ، في بناء الوطن الكبير وأكد البشير مجدداً «أننا مع التزامنا القاطع بالاستفتاء لا نرتضي عن وحدة السودان بديلاً ، ولا نرى سواها عاصماً يصون أرضنا من التفتُّت والضياع،فما سالت دماءُ شهدائنا الطاهرة على ثرى جنوبنا الحبيب ، إلاّ لتروي فيه شجرة التوحُّد ، ولا صابرنا على الحوار والتفاوض العسيرَيْنِ ، سنينَ عدداً ، لتكون خاتمة المشهد انسلاخَ الأرض ووداعَ الشقيق»، وزاد بالقول «إنه اتفاقُ وحدةٍ لا انفصال ، ولهذا -أيضاً - سنظل حتى اللحظةِ الأخيرةِ نبذل كلَّ طاقتِنا ، إصراراً على حفظ السودان واحداً موحداً ، دون أن ننكُصَ عن التزامٍ أو نجورَ على خَيَار». وطمأن البشير، الشعب السوداني باستقرار الاوضاع الاقتصادية،وقال ان احساس المواطنين باستمرار الوضع الاستثنائي لاقتصادنا ، مع تنامي الهواجس بما يخبِّئه المستقبلُ القريبُ من نقصٍ في موارد الدولة المالية ، حال حدوث الانفصال - لا قدر الله -فيطيب لي أن أُفصحَ عن استعدادِ أوعيتنا الاقتصاديةِ للتعامل مع المستجدات ، وفقاً لرؤيةٍ تقوم على مبدأ الإصلاح ، للمحافظة على عوامل الاستقرار الاقتصادي».