دعا الرئيس السوداني المشير عمر البشير كافة القوى الوطنية الموالية والمعارضة لتبذل قصارى جهدها لجعل خيار الوحدة جاذبا. وتعهد الرئيس السوداني خلال مخاطبته دورة الانعقاد الثانية للهيئة التشريعية السودانية بوقوف الحكومة السودانية مع كل حوار يساند وحدة التراب السوداني ويستشرق المستقبل الواعد للوطن. وأكد أن الحكومة تعمل حتى اللحظات الأخيرة من الاستفتاء على حفظ السودان واحداً موحداً دون النكوص عن التزامها منوهاً على أن اتفاق السلام الشامل في جوهره هو اتفاق وحدة لا انفصال. وأضاف البشير أن كل كلمة في فصول الاتفاق تحمل بشريات الوحدة مؤكداً أن الكل يعلم أن اتفاق السلام أقر الاستفتاء باعتباره حقاً مكفولاً ، مشيراً الي إن وحدة السودان عاصم يصون أرضه من التفتت والضياع ، مطالبا بتوفير الفرص العادلة للمواطن الجنوبي للأداء بصوته بحرية ، كما دعا للتمسك بالسلام وعدم العودة للحرب مرة أخرى لجعل أيام السودان بناءاً ونماءاً. وأكد الرئيس السوداني المشير عمر حسن أحمد البشير استعداد أوعية الدولة الاقتصادية للتعامل مع المستجدات وفقا لرؤية تقوم على مبدأ الإصلاح للمحافظة على عوامل الاستقرار الاقتصادي واستدامة معدلات النمو من خلال حفز الموارد المتاحة وترقيتها واستكشاف مزيد منها لاسيما في قطاع الطاقة والنفط. وقال الرئيس السوداني انه تم توسيع دائرة نشاط القطاع الخاص ومنحه مزيداً من الفرص لزيادة مبادراته الاستثمارية ، مشيراً الي ان قانوناً جديداً للاستثمار سوف يرى النور قريبا ليكمل تأطير العلاقات الاستثمارية مع الدول والمنظمات مع تبسيط الإجراءات للمستثمرين. وفي مجال القطاع الزراعي أكد الرئيس السوداني الالتزام بتطبيق حزمة السياسات في إطار برنامج النهضة الزراعية ليسهم في رفع الإنتاج ويعزز من الروابط بين قطاعي الصناعة والزراعة ، وتوفير ماتتطلبه مشروعات الثروة الحيوانية من تمويل وفي قطاع الصناعة. وقال الرئيس السوداني أن العام المقبل سيشهد إنتاج خمسين نوعاً من الأدوية بما يتيح قدراً من الفائض للتصدير وستتجه الجهود الى دعم المشروعات ذات الميزة النسبية لتحويلها الى ميزات تنافسية مع تبني السياسات الملائمة لخفض تكلفة الإنتاج ، وأضاف "إننا نتوقع أن تفضي جهود التنمية الصناعية إلى إنتاج نحو ستة ملايين طن من الأسمنت بما يحقق فائضاً معتبرا للتصدير، إضافة الى دخول مصنع سكر النيل الأبيض دائرة الانتاج" ، مشيراً الى أن كل هذه الطموحات يدعمها سند قوي من انتاج الكهرباء الذي تمددت شبكته القومية بإضافة خطوط ناقلة بطول 480 كيلو متر مع تأهيل شبكات التوزيع وانفاذ مشروعات كهرباء البحر الأحمر والخط الناقل بالشبكة الشرقية. وقال البشير ان السودان استفاد من كل هذا التنامي في القطاعات المتعددة ، مشيراً الي أن مزيداً من الموارد سيتم تخصيصها لمعالجة بؤر الفقر في المناطق الأقل نمواً وتستمر في إنفاذ برامج الصحة والتعليم وتوفير مياه الشرب وإصحاح البيئة ، وأضاف أن خطة العام المقبل تستهدف تطوير القدرات البشرية مع منح التعليم اهتماماً خاصاً ترتفع به معدلات تعليم الأساس مع القضاء على الفوارق في فرص التعليم والتوسع في معدلات القبول للمرحلة الجامعية بإستكمال إنشاء تسع جامعات جديدة. وقال الرئيس السوداني ان خطة الحكومة السودانية للسلام في دارفور تسير وفق منهج تتوافر له كل عناصر الإرادة الفاعلة ثقة وجدية ووضوح رؤية لتكون نهاية هذا العام خاتمة المطاف في جولات التفاوض المقبلة بالشقيقة قطر. وأعلن الرئيس البشير العديد من البشريات وقال "أبارك معكم انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين بشرق السودان والذي سينطلق في مستهل شهر ديسمبر المقبل". وعبر الرئيس البشير عن شكره وتقديره لدولة الكويت الشقيقة على رعايتها الكريمة للمؤتمر الذي تتكامل فيه مطلوبات الاتفاقية السلمية للشرق وهي التي تقف شاهداً على ان الحوار دون تدخلات أو املاءات يفضي إلى سلام مستدام ، إذ لم تنطلق رصاصة واحدة بعد ان وقع الاتفاق في ارتيريا الشقيقة. وقال ان إنفاذ البروتوكولات الثلاثة الترتيبات الأمنية والسلطة والثروة قد جرى على بساط من التوافق والرشد اعزازاً للوطن ، مؤكداً أن رفع قدرات القوات المسلحة يظل مطلبا ملحاً سنعمد خلال العام المقبل على الوفاء بأقصي مدى منه. وقال البشير " سنمضي في إنفاذ خطة محكمة تحفظ أمن المواطنين وتصون هيبة الدولة بدءاً بزيادة الانتشار الشرطي في حواضر الولايات ورفع الحس الأمني لدى المواطن للحد من الجرائم وضبطاً للنظام العام". وعرض الرئيس السوداني جملة من الإلتزامات لدعم مشروعات التنمية السياسية والإقتصادية بجنوب السودان لتعزيز الوحدة ، ترتكز على إجراء مراجعة مشتركة لإكمال ما تم انجازه وتمكين مؤسسات الحكم في الجنوب من تحمل مسئوليات الأمن في الاقليم وأعلن الرئيس البشير استعداد الحكومة السودانية لمراجعة الترتيبات الامنية والعمل على تطوير ما ورد في الاتفاق من مسئولية الجيش الشعبي باعتباره مكوناً أصيلاً من مكونات الجيش الوطني السوداني بهدف تعزيز التعاون المشترك والتوزيع الأمثل لمهام الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومي وجدد المشير البشير استعداد الحكومة لتبني برامج ومشروعات تنموية في مجالات التعليم والصحة والكهرباء والبنية التحتية مع العمل على توفير الموارد المالية لها من الموازنة العامة والمنح والقروض حتى إذا تجاوز ذلك نسبة 100% من عائدات النفط وفي مجال قسمة السلطة دعا الرئيس البشير إلى مراجعة قومية لطبيعة العلاقات المركزية على المستوى الولائي والمحلي بما يعزز التجربة ويوسع دائرة مشاركة ابناء الوطن وابناء جنوب السودان خاصة في بناء الوطن