إذا كانت الصورة أكثر قدرة في لفت نظر المتلقي لابد في البداية من الاشارة الى ان الصور المصاحبة لم تلتقط من مئذنة جامع او مبنى متعدد الطوابق كما يتبادر للذهن ،فالصورة مأخوذة من وضع طبيعي على سطح الارض. والغريب هنا ان هذه المستعمرة السكنية التي تضم اكثر من مائة منزل تقع داخل حفرة واسعة بمنطقة السامراب بمحلية بحري . نعم لقد ضاقت ارض المليون متر مربع عن توفير مواقع طبيعية لاسر سودانية فلم تجد غير هذه الحفرة لتعيش المعاناة في كل صورها . يلفت نظر الزائر لمدينة السامراب عبر طريق الاسفلت الذي يربط السامراب بالخرطوم وجود حفرتين شرق وغرب طريق الاسفلت، فالحفرة التي تقع الى الشرق من الطريق تسمى بحفرة أبي عبيدة ونجد ان المحلية قد بدأت اعمال الردم للحفرة ووصلت لمرحلة متقدمة في الجزء الاكبر من الحفرة بينما ظل الجزء الآخر مجرد بركة لمياه الامطار التي تظل لفترة زمنية طويلة بعد الخريف ،مما جعلها موئلا طبيعيا لتوالد الناموس والذباب لتصير مهددا بيئيا لكل المنطقة المحيطة ، اما الحفرة الثانية والتي تقع غرب الاسفلت يتجاوز عمقها الخمسة امتار وهي بالتالي قد تصنف بانها الاكثر عمقا بين المستعمرات السكانية على مستوى البلاد وبرغم ذلك العمق الذي جعلها وجهة لمياه الامطار الا ان البعض لم يجد بدا من تشييد مسكنه وفق مواصفات حديثة ويتجاوز عدد منازل الحفرة المائة .. ( الصحافة) انتقلت الى السامراب لمعايشة احوال الناس فماذا قالوا وماهي قمة تطلعاتهم ؟ تقول زينب عريس وهي ربة منزل في عقدها الرابع ان سكان الحفرة لا يعانون من سقوط الامطار وحسب وإنما تأتي معاناتهم الحقيقية من تعامل الناس الفوق - وتعني بهم سكان الاحياء التي تجاور الحفرة - حيث يقومون بفتح المجاري للتخلص من مياه الامطار التي تجد مجراها نحو الحفرة، الامر الذي يتسبب في هدم المنازل وخلق بيئة مثلى للتلوث واضافت زينب : ( لقد قمنا بتقديم شكاوي للجهات المسئولة بالمحلية والولاية فجاء عدد من منسوبي الحكومة لزيارة السكان وتعهدوا بحل المشكل ورفع الضرر عن الضحايا غير ان ذلك لم يحدث وبقي الامر على ما هو عليه ولم يطرأ جديد على حالنا حتى جاءت الانتخابات الاخيرة وعندها وعدنا البروفيسور غندور بحل المشاكل عقب الانتخابات معلنا شراء واستقطاع مساحات كافية في المنطقة جنوب السامراب وبعد الانتخابات وفوز بروفيسور غندور بالدائرة تجاهل قضيتنا ولم يلتزم بتنفيذ ما وعد به .) قلت للمواطن ابراهيم احمد آدم لقد اقدمتم على المخاطرة عندما شيدتم مساكنكم داخل الحفرة ؟ فأجابني قائلا بان تشييد المنازل في الموقع جاء برغم المامهم بمخاطره وجاء ذلك نتيجة حاجتهم الملحة في توفير المأوى في وقت ارتفعت فيه ايجارات المنازل وتجاهلتهم فيه الخطط الاسكانية . ومضى ابراهيم للقول ان الجهات المسئولة لم تولهم الاهتمام برغم شكواهم المتكررة من الضرر الواقع عليهم . من جانبها قالت سلوي اسحق وهي ربة منزل ان سكنهم في الحفرة وتشييد المنازل في كل عام ابقاهم في دائرة الفقر وان استمرار وجودهم في الموقع هو نوع من الافقار مناشدة والي ولاية الخرطوم الدكتور عبدالرحمن احمد الخضر بوضع حد لمعاناتهم عبر تخصيص خطة اسكانية لسكان المنطقة. وقال المواطن عبدالله خليفة ان ناس الحفرة اكثر الفئات المحتاجة للخطة الاسكانية العاجلة مطالبا المسؤولين النظر لمجموعتهم بعين الاعتبار اما المواطن صديق موسى بحر فقال ان حياتهم طبيعية ولا يشعرون بالمعاناة الا في فصل الخريف الذي يسبب لهم الاضرار البليغة وطالب صديق محلية بحري ان تعمد الى ردم الحفرة واعادة تخطيطها للمجموعة التي تسكنها حاليا او تخصيص موقع بديل لهم يضم كافة الخدمات التعليمية والصحية ومواقع التسوق فيما طالب المواطن علي مهدي سلطات الصحة الوقائية ووزارة الصحة بأعمال الرش الدورية للمنطقة