اعلنت الهيئة التشريعية القومية عن نيتها تمديد دورتها الحالية التي تنتهي في ديسمبر المقبل للقيام بمهام الرقابة على عملية الاستفتاء واتخاذ قرار نهائي بشأن نتائجها ، بينما شهدت جلسة البرلمان أمس،جدلاً حول مدى تأثير الانفصال على الجزء الشمالي . وبينما سخر وزير الاعلام كمال عبيد ممن يجزمون بوجود تأثيرات سالبة ،واكد ان التنمية في السودان لن تتراجع خطوة ،قطع القيادي البرلماني ووزير المالية السابق الزبير أحمد الحسن ان التأثيرات النفسية للانفصال ستؤثر على الاقتصاد السوداني، وطالب في مداولاته حول الخطاب الرئاسي بالبرلمان امس بالتعامل بواقعية في السياسة بعيدا عن العواطف سواء للانفصال او الوحدة، وشدد على ضرورة التحسب للخيارين. وتمسك نواب من المؤتمر الوطني بترسيم الحدود كشرط لاجراء الاستفتاء ،ونادت اصوات بالتنازل عن بترول الجنوب كمهر لوحدة البلاد، وطالبت بدراسة المعالجات الواردة في خطاب الرئيس البشير اول امس، ووصفتها بنيفاشا «2» . وقال رئيس الهيئة التشريعية القومية أحمد ابراهيم الطاهر في جلسة امس ،ان قيام الاستفتاء في مواعيده يتطلب من الهيئة التشريعية اتخاذ قرار بتمديد الدورة لمراقبة العملية والتقرير بشأن نتائجها، مبيناً ان هناك مهاماً بحسب الدستور تنتظر البرلمان بنهاية الفترة الانتقالية، وقال انه «بنهاية الفترة الانتقالية ستعود الاوضاع بالبلاد لطبيعتها مما يتطلب مراجعة، لمقتضيات ماتم في اتفاق نيفاشا وانعكاساته على الاوضاع بالبلاد لاسيما في ترتيب اوضاع الدولة والنظم الدستورية»، واضاف والجانب الاكبر في ذلك يقع على عاتق البرلمان . وفي السياق، فتح وزير الاعلام كمال عبيد، الباب واسعا امام تنازلات كبيرة يمكن ان تقدمها الحكومة في المحور الاقتصادي خاصة في مجال البترول في سبيل تحقيق الوحدة والسلام المستدام، وقال ان البترول تحول من دعم الاقتصاد والاستقرار والسلام بالبلاد الي قضية تدور حولها الصراعات والخلافات، واشار الى امكانية اعادة النظر في ادارة الاقتصاد في المرحلة المقبلة في اطار العمل المشترك والوحدة المستدامة ووقف الحرب ،ورأى ان نيفاشا اختطفت. وقال ان بعض شركائها سعوا الى جعلها في ايدي الاخرين « ، واضاف «لذا كان لابد من تغيير سياستنا الخارجية باعتبار ان ترك امر معالجة القضايا الوطنية للتأثيرات الخارجية يعطي انطباعاً سيئاً للاداء السياسي للمجتمع السوداني ،واكد انهم سيرحبون بأية سياسة خارجية تصب في اطار وحدة السودان واستدامة السلام فيه، وتابع بالقول «واذا كانت الوفود تذهب للخارج لاستجداء الآخرين واستقطاب العطف، فان ذلك يتطلب اعادة النظر مرات ومرات «. وانتقد عبيد التنبؤ بانهيار الشمال في حال الانفصال، وقال من يظن ان احد اجزاء البلاد سيتحول الي جنة والاخر الي جحيم فان في ذلك كثير من السطحية والضعف وعدم الالمام بالحقائق ،وقطع باستقرار السودان حال الانفصال ،واشار للامكانات التي يتمتع بها الشمال، واعتبر زيادة عدد الوزارات مؤخرا يصب في زيادة الموارد لخزينة الدولة ولمواجهة التحديات المقبلة ،وعزا ارتفاع ناتج الذهب الى افراد وزارة متخصصة واضعاف تعهدات الشركة الاجنبية، وذكر ان وزارة المعادن في الفترة القصيرة من عمرها انتجت عشرين طناً من الذهب في مساحة حفر لا تتعدى نصف متر مقابل تعهدات الشركة الاجنبية التي لم تتجاوز السبعة أطنان . وفي ذات المنحى، دافع النائب البرلماني عن المؤتمر الوطني الزبير أحمد الحسن عن تبني حزبه لحق تقرير المصير ، والمح الى ضرورة تكريم الرئيس البشير لاتخاذه ذلك القرار الذي وصفه بالشجاع، وقال «اذا كنت انفصاليا جنوبيا لنصبت تمثالاً للرئيس البشير لشجاعته في اقرار حق تقرير المصير رغم علمه التام بانه قد يفضي لانفصال «، والمح الزبير لامكانية تأجيل الاستفتاء، واوضح اذا تأجل الاستفتاء لفترة قصيرة لا يعني ذلك نهاية العالم ،لاسيما وان هناك تأجيلات تمت للتعداد السكاني والانتخابات. ووجد حديث الزبير انتقاداً لدى نواب الحركة الشعبية، وقال القيادي في كتلة الحركة قوج مكواج ،ان الاصوات التي تنادي بتأجيل الاستفتاء وتعديل نيفاشا اصوات نشاذ ،لاسيما وان الامور ستجري كما جاءت في اتفاق السلام دون تعديل.