الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد... جاء في جريدة الصحافة العدد (6191) بتاريخ 9 اكتوبر 2010م بالبنط الكبير المهدي: النقاب اعدام شخصي واجتماعي للمرأة. أولاً هذا القول لم يقل به البرلمان الفرنسي الذي أصدر قانوناً في فرنسا بمنع النقاب والذي أغضب كل العالم الاسلامي بلا استثناء وجاء في الصفحة الأولى انه أفتى (كأنه عالم من علماء المسلمين يحق له الفتوى) بأن النقاب عادة من الجاهلية وهو اعدام شخصي واجتماعي للمرأة واعتبر النقاب عادة لا عبادة كما ان كلمة حجاب لم ترد أصلاً في القرآن اشارة لزي المرأة بل خاص بالحاجز المطلوب بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وأضاف ان النقاب عادة عُرفت في الجاهلية وعرفت لدى شعوب الشرق الأوسط القديم وهو اعدام شخصي واجتماعي للمرأة (انتهى قوله). ونقول إن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الأحزاب الآية 59 (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما). في هذه الآية يخاطب الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم ليقول لزوجاته الطاهرات وبناته الفضيلات وسائر نساء المؤمنين الكريمات أن يأمرهن بالحجاب والتستر والاحتشام ستراً لهن وحفاظاً على كرامتهن حتى يُعرفن فلا يؤذين من أهل السوء والفجور. والجلباب هو الرداء الذي يستر جميع البدن والثوب السابغ الفضفاض. وأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنات في سورة النور قائلاً: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) وليلقين بخمرهن أي غطاء الرأس على جيوبهن أي فتحة صدورهن لئلا يبدو شئ من النحر والصدر. كانت المرأة في الجاهلية تمر بين الرجال مكشوفة النحر بادية الصدر حاسرة الذراعين وربما أظهرت بعض مفاتنها لإغراء الرجال وكن يسدلن الخُمر أغطية الرأس من ورائهن فتبقى صدورهن مكشوفة فأمرت المسلمة أن تلقيه من قدامها حتى تغطي صدرها وتدفع عنها شر الفجار. تقول السيدة عائشة رضى الله عنها يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها. رواه البخاري. فهذه أدلة من القرآن الكريم تبيّن أن الله سبحانه وتعالى قد فرض على نساء المؤمنين الجلباب والحجاب والنقاب وهو عبادة وطاعة لله عز وجل وأن المتبرجات يعصين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وإننا إذ نسوق هذه الآيات البينات من كتاب الله عز وجل من سورتي الأحزاب والنور فإنه إبراء للذمة وتوضيح للمسلمين حتى يتبيّن لهم أنه الحق. أما الصادق المهدي إذا كان يختلف معنا في النقاب يا ترى يختلف معنا في تحريم الخمر والزنا فلا نريد أن نتحدث عن الحكم بغير ما أنزل الله من القرآن والسنة الذي لم يحكم بهم عندما كان حاكماً للسودان ولم يوقف مصانع الخمور وبيوت الدعارة وهو يحكم السودان، بل عندما أصدر النميري قوانين الشريعة التي تحرم الخمر والزنا وقام بإغراق الخمور وقفل مصانعها واقفال بيوت الدعارة حارب الصادق المهدي هذه القوانين وقال هي لا تساوي الحبر التي كتبت به. وعندما عاد مرة أخرى للحكم لم يستطع أن يغير القوانين التي قال انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به خوفاً من الشعب المسلم وليس من الله عز وجل. فإن كان النقاب عادة جاهلية ولم يذكره الله عز وجل في القرآن فما رأيك في الخمر والزنا فلمَ لم تقم بمنعهم وأنت تحكم هذه البلاد فهل يحق لك بعد هذا أن تتحدث في الدين بل تفتي بغير علم. *إمام وخطيب مسجد المزاد