دعت وزارة الصناعة عددا من المستثمرين البرازيليين للعمل بجانب المستثمرين السودانيين من أجل تحقيق أهداف البلدين وإرساء دعائم الاكتفاء الذاتى والأمن الغذائى على مستوى العالم، بالتركيز على المستوى الإفريقى. وفى ظل ذلك تتم مناقشة مشروع سكر النيل الأبيض والمشروعات الاخرى بهدف حث الشركات البرازيلية على المشاركة فى تلك المشروعات، كما بحثت وزارة الصناعة خلال زيارتها التى قامت بها أخيراً للبرازيل إمكانية مشاركة البرازيل في مطار الخرطوم الدولى الجديد، حيث من المعروف أن للشركات البرازيلية مساهمات فى بناء عدد من المطارات والسدود فى إفريقيا ودول أخرى. وهنالك صناعات أخرى يمكن الاستفادة من التجربة البرازيلية فيها مثل صناعة النفط، صناعة السيارات التى تعمل بالايثانول، والصناعات التحويلية، وصناعة الطائرات، وكل الصناعات التى حققت فيها البرازيل تطورا مشهودا. وركزت المباحثات على خلق صلات بحثية بين المؤسسات ذات الصلة بين البرازيل والسودان لتبادل الخبرات والتجارب لتعزيز التعاون المشترك، فى وقت وصل فيه مستوى التبادل بين السودان والبرازيل الى ما يقارب المائة مليون دولار، حيث تم خلال عام 2008م افتتاح مصنع الايثانول بخبرات وتكنولوجيا برازيلية ليصبح السودان أول بلد إفريقى ينتج الإيثانول. ومن خلال الزيارة تمت مناقشة إمكانية خلق صلة بين البنك المركزى السودانى والبنك المركزى البرازيلى، مما يمكن من خلق اتصالات وعلاقات بين البنوك بين البلدين، وتسهيل العملية الاقتصادية والتجارية بشكل كامل وتذليل العقبات الماثلة. ومن خلال الزيارة تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون فى المجال الصناعى واستثمار الموارد الموجودة بالسودان من مياه واراضٍ وموارد بشرية، والاستفادة من الإمكانات المتطورة للبرازيل من معدات وتكنولوجيا وغيرها. وقام الوفد بزيارات لعدد من المصانع والشركات والمشروعات للاطلاع على ما تحقق من تقدم برازيلى فى مجال الصناعة بصفة عامة والسكر بصفة خاصة. وأكد الجانبان على أهمية تطوير العلاقات فى المجالات الصناعية بين البلدين والتعاون فى مجالات متشابهة. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تفعيل الزيارات بين الدولتين، وبحث كيفية تنشيط العمل فى المجالات الزراعية بالاستفادة من التطور البرازيلى فى مجال المعدات الزراعية، واستثمار الفرصة التى أُتيحت من الغرفة التجارية العربية البرازيلية بفتح مكتب خاص بالسودان، مما يعتبر انجازا، بالإضافة إلى متابعة موضوع إعفاء الديون البرازيلية على السودان. ويتوقع أيضا أن يقوم وفد من شركة أمبرايا المختص فى صناعة السكر ومنتجاته بزيارة الى السودان لأجل متابعة مذكرة التفاهم بين البلدين، ومتابعة مذكرة التفاهم بين ديدنى وكنانة وشركة الطماطم وجياد، ومتابعة بعض الاحتياجات فى مجال الطاقة والجلود والسكر. ومن خلال الزيارة تم فتح قناة مباشرة مع شركات برازيلية وكنانة لايصال المعلومات حول إدارة الحاصدات، مما يمكن تجديد صناعاتها والتأمين على إرسال ست حاصدات فى طريقها الآن إلى السودان. ودعا الوزير ممثلى الاتحادات والشركات للوقوف على الفرص التجارية والاستثمارية في البلاد، خاصة أن هنالك خطة لانتاج الغذاء والسكر تحديداً، وأن السودان يشارك البرازيل فى تأمين الغذاء على مستوى العالم، كما تم توجيه مدير النقد الأجنبى ممثل بنك السودان لمواصلة النقاش بشأن مذكرة التفاهم بين المركزى فى البلدين. وأكد وزير الصناعة الدكتور عوض أحمد الجاز أن السودان يمد آفاق التعاون مع البرازيل دون قيود، مشيراً إلى تجربة السودان المثمرة مع الصين التى تمثل أنموذجا حقيقيا، وهى التوأمة التى وجدت حظها اللا محدود من النجاحات. وقال ستكون البرازيل الشريك الجديد للسودان اقتصاديا وسياسيا. وقال إن الزيارة تخللتها لقاءات مع مسؤولين اقتصاديين وكبرى الشركات والمصانع بمختلف القطاعات، بالتركيز على السياسة الاقتصادية، وصولا إلى إعمال اتفاقيات المصالح المشتركة فى كل القطاعات سواء كان ذلك في المجال الاقتصادى أو السياسي.