كشف مستشفى جعفر بن نعوف التخصصي للاطفال بالخرطوم، عن استقبال حالات متزايدة من حمى «التسمم الدموي» القاتلة التي تصيب الاطفال حديثي الولادة، وشكت ادارة المستشفى من كثافة التردد العالية مقارنة بعدد الاسرة، بجانب صعوبات في التكييف وتهوية العنابر. ونبه المدير العام لمستشفى جعفر بن عوف التخصصي للاطفال، البروفيسور يونس عبد الرحمن اسحاق، الى بروز حالات كبيرة من الحميات وسط الاطفال حديثي الولادة والتي تندرج تحت مسمي «التسمم الدموي» تسبب نسبة عالية من الوفيات. وقال اسحاق في حوار مع «الصحافة» ان الحمى المميتة تحتاج المزيد من البحث الدقيق لمعرفة الميكروبات المسببة لهذه الحميات وتحديد المضادات الحيوية المناسبة والفعالة من اجل تقليص نسبة الوفيات والهدر المالي الناجم عن اعطاء مضادات ذات مفعول واسع وباهظة الثمن. وأفاد بأن اغلب الاصابات تأتي من المستشفيات الطرفية للعاصمة وتحويلات من دار المايقوما. وأقر المدير العام لمستشفى جعفر بن عوف بأن مستشفاه يعاني الكثير من الصعوبات في ظل معدلات التردد العالية وفق التقارير اليومية هذه الايام، بواقع 500 طفل مريض في اليوم. وتستقبل حوادث المستشفى وفقا لاسحاق حوالي 100 طفل مريض يوميا نصفهم يحال الى عنابر الاقامة الطويلة، والنصف الآخر يتم تخريجه في اليوم التالي. واضاف اسحاق انه في مقابل ذلك يوجد 47 سريرا في الحوادث و235 سريرا في عنابر الاقامة الطويلة. وشكا من ان الاطباء يعانون بشدة من معدلات التردد العالية في الحوادث ومعدل الدخولات لدرجة ان معظم الاسرة بالعنابر تستوعب بين طفلين الى ثلاثة اطفال للسرير الواحد. واشار الى مشكلات في التكييف وتهوية العنابر في ظل ضعف الكفاءات التي تقوم بمهام الصيانة، موضحا ان الوحدة الهندسية بالمستشفى غير مؤهلة للقيام بهذا الدور، خاصة ان فنيي التكييف لا يتجاوز عددهم الثلاثة فنيين، ويعملون بقدرات فنية متواضعة للغاية.