قال جون داني وهو ممثل أمريكي وعضو في شبكة منظمات أمريكية تهتم بحقوق الانسان إن إبادة جماعية قد يتعرض لها شعب جنوب السودان لمنعه من الاستفتاء على تقرير مصيره ، وقال داني وهو يتحدث للرئيس الامريكي باراك اوباما عقب عودة الاول من زيارة الى جنوب السودان واقليم دارفور بصحبة وفد مجلس الامن الذي زار البلاد مؤخراً ان السودان لن يتورع عن ارتكاب ابادة مماثلة لما حدث في دارفور في الجنوب وانه احس بالخطر المحدق بالجنوبيين حينما زار دارفور ، وطالب داني الحكومة الامريكية ومنظمات المجتمع المدني العمل على حماية شعب الجنوب وضمان نيله استقلاله دون التعرض لمحنة الإبادة . ومن الواضح بحسب تخرصات الممثل الامريكي الذي استطاع بأعجوبة ان يستقل طائرة وفد مجلس الامن دون عراقيل ويجوب اقاليم السودان بحرية تامة ..من الواضح ان مخططاً إجرامياً كبيراً يتم طبخه على نار هادئة وقودها موضوع تنفيذ الاستفتاء على تقرير جنوب السودان وضرورة ان يفضي الى فصل الجنوب تماماً وتكوين الدولة الجديدة لتنطلق منها كافة عفاريت الازمات لدولة الشمال ، ان الاستفتاء القصد منه فصل الجنوب وحينما ادرك الغرب ان هنالك فرصاً جيدة للوحدة عمد الى التحرك السريع عبر عدد من الواجهات لتقليل فرص الوحدة والدفع باتجاه الانفصال وضرورة تحقيقه بكافة السبل المتاحة ، ولن يكون الانفصال نهاية المطاف بالطبع واذا كانت ثمار زيارة وفد مجلس الامن القصيرة الايحاء للعالم بان ابادة جماعية تنتظر شعب الجنوب فإن ثمار ما بعد فصل الجنوب ستكون بالتأكيد اشد مرارة ولكن كثيراً من الناس لا يعلمون . إن التصريحات العدائية المبكرة عادة ما يسوقها القدر للكشف عن حجم ما يضمره اعداء السودان لهذا الشعب ومستقبل بنيه ، ان الحديث عن عودة الإبادة الجماعية فيه إشارات واضحة وفيه ضغوط بائنة لثني الحكومة الاتحادية عن القيام بدورها في حماية مكتسبات البلاد وتغليب خيار الوحدة حفاظاً على ارواح المواطنين الابرياء الذين سيسقطون لا محالة ضحايا للإنفصاليين وتعطشهم لسفك الدماء ، والضغوط وليي الذراع اسلوب امريكي معروف فهل تستجيب الحكومة المركزية لمثل هذه الاساليب وتسلم جنوب السودان على طبق من ذهب للانتهازيين وقوى الشر وادوات الاستعمار الجديد ؟ هل تفعل الحكومة ذلك وهي تعلم انها لن تسلم ولن تستمر لأن مسلسل التداعي لن يتوقف عند إنفاذ عملية الفصل القسري وإنما ستبدأ حينها عمليات ( الصيد الكبير ) وتوابعها وسيجد البعض ان السودان الكبير المترامي الاطراف وبلد المليون ميل اصبح أضيق من سم الخياط . لقد كانت فكرة محاولة مصاحبة وفد مجلس الامن الزائر والدفع بعدد من العناصر الى داخل الطائرة فكرة غير سليمة ولكن لأن القوم كانوا يرغبون في العمل بهدوء وكانت معهم عناصر مشبوهة رفضوا حتى فكرة السماح للصحفيين ، لقد كان الموقف الإبتدائي والمبدئي رفض الزيارة برمتها ولكن يبدو ان هنالك من يحسن الظن بمن يتحدثون عن الإبادة الجماعية ويعلمون ان ديدنهم مواصلة هذا الحديث ونحن نقول ونكررالقول ان الرهان على دبلوماسية ( تكسير الثلج للأمريكان ) لن تفضي الى النتائج المرجوة بسبب ان هؤلاء الناس اتخذوا موقفهم مسبقاً من النظام القائم ويعملون وفق استراتيجية الحرب الذكية التي تتطلب في كثير من الاحيان توزيع البسمات يميناً وشمالاً وهذا ما اسفرت عنه زيارة الممثل الامريكي المذكور والثمار التي تساقطت على الرؤوس بعد الزيارة .