٭ هذا الحوار كان مرتبا لاجرائه الاسبوع الاول من الشهر الجاري ببلدة أبيي مقر اقامة سلطان دينكا نقوك كوال دينق مجوك، لكن مغادرته البلدة الى العاصمة الاثيوبية في الليلة التي وصلنا فيها حولته ليكون في شارع كترينا بالخرطوم «2» أحد الاحياء الارستقراطية بالعاصمة، جالسناه عقب عودته من اديس، فلم يتطرق للحرب كخيار حال عدم قيام الاستفتاء، وتحفظ كثيرا على طرح الخطوات التي تنتظرهم، وشنَّ هجوما كبيرا على الوسيط الامريكي، فتابعوا مجريات هذه المقابلة. لنبدأ من جولة التفاوض المنتهي باديس وتقييمكم لها؟ الإعداد لجولة التفاوض كان ضعيفاً بجانب تربص المسيرية وذهابهم من أجل اعلان الرفض لما هو متفق حوله مسبقا، والبحث عن تفاوض خارج الاتفاقيات. ٭ أي تربص واتفاقيات تقصد؟ عدم القبول ببروتكول أبيي وقرار لاهاي وإعلانهم عدم الاعتراف بها هو هدم لما بناه الآخرون، واعلان حرب وتدمير لاتفاق السلام الشامل. ٭ بعد انتهاء الجولة خرجت الكثير من الآراء المتباينة بعضها ترى فشلها وأخرى غير ذلك.. من المسؤول من وجهة نظركم؟ الفشل في الوصول لحل لازمة ابيي تتحمله الحكومة، باعتبار أن المسيرية مواطنون والحكومة مسؤولة عن الزامهم بقراراتها والتزاماتها، لكن صمتها حيال تهديدهم يعني موافقتها الضمنية لما يقوله المسيرية. ٭ لكن الحكومة والمسيرية تحملان الحركة مسؤولية عدم التوصل لحل؟ هذا ما يحير، والمثل يقول «ضربني وبكى وسبقني واشتكى»، وليس من الممكن أن يكون التعنت من جانب الحركة الشعبية، وإنما هو من جانب الحكومة التي ترفض العمل بالقانون والاتفاق. ٭ أنتم ذهبتم الى اديس للبحث عن حل وليس تنفيذ اتفاق اليس كذلك؟ نحن إذا كنا في دولة مؤسسات فإن الحل يكمن في تطبيق القانون والاتفاقيات، وعلى كل الأطراف تطبيق البروتكول الخاص بأبيي وقرار لاهاي وقانون الاستفتاء، لكن الحكومه ترفض الأمر وتصف حكم لاهاي بالمجحف، وبروتكول أبيي لا يعنيها، وقانون الاستفتاء لا علاقة لهم به. ٭ إذن أنتم تتمسكون بالاتفاقيات؟ هذا شيء اتفق عليه الناس ولا يضر أحداً إذا طبق. ٭ يبدو أن الجولة القادمة لن تصل إلى حلول فالكل يصر على موقفه؟ لا.. أنا متفائل، لأنهم سوف يتفاهمون في الأشياء التي كانوا متعنتين فيها، فهناك أطراف دولية ستكون حاضرة مثل الايقاد وضامني اتفاق السلام، فهل سيجهضون ما قروه في نيفاشا. ٭ لكن هناك مواقف متصلبة من كل طرف؟ صحيح.. لكن عادوا لهذه الجولة بعد تصحيح المفاهيم وستنجح. ٭ ذكرت إذا عادوا.. ألست أنت جزءاً من هذا التفاوض؟ لا.. افتكر اننا سنعود ما لم يطلب منا ذلك، وسيقتصر التفاوض في الجولة القادمة على الوفود الحكومية فقط، فنحن كنا نمثل الإدارة الأهلية. ٭ لنعود الى المفاوضات، فالمسيرية والحكومة أظهرتا رضاءً تاماً عن الجولة؟ لهم الحق أن يقولوا ذلك ويتحدثوا عن ان الوسيط غرايشن بدأ يتفهم أس المشكلة، لأنه لا يملك أية قدرات او معرفة كاملة عن طبيعة المنطقة او مشكلاتها، ولا حتى بروتكول أبيي وقرار محكمة لاهاي وقانون الاستفتاء، وهو لا يفهم شكل الصراع هناك، ولهم الحق في قول ذلك، لأن غرايشن يريد ان يعطيهم حقا لا يملكونه. ٭ هذا اتهام لدور الوسيط؟ قلت لكم انه لا يفقه اس المشكلة، ولا الظروف التي ادت الى الذهاب الى لاهاي وتقرير الاستفتاء، ويريد اعطاء الحكومة حقا ليس لها، وغرايشن يريد أن يأخذ حقوق دينكا نقوك ليعطيها للمسيرية. وهو في رأينا فشل، الا اذا غير المفهوم واطلع على الارضية التي تحرك النزاع أولاً ليعرف الحقوق. ٭ وان لم يتم ذلك؟ إذا عاد غرايشن للجولة الثانية بذات الخلفية، فإن هذا يعني أنه يريد عودة الحرب، والمسيرية سيتحفظون ويقولون إنهم اصحاب حق مسلوب ولا بد أن ينزعوه بسطوتهم التي تمنحها لهم الدولة، ولم ترشدهم الى أن هذا الحق تحكمه الاتفاقيات والمحاكم، فموقف غرايشن الاول هو اعلان للحرب. ٭ أنتم رفضتم مقترحات تم تقديمها في التفاوض؟ نعم المقترح الذي لا يحتوي على دراسة حقيقية لطبيعة المنطقة ويعطي المسيرية حق التصويت باعتبارهم رحلا غير مقبول بالنسبة لنا، وهو ضد الاتفاق وضد القانون، فهذه منطقة لقبائل معينة، لكن المقترح يريد أن يجلب فيها قبائل الرحل ليمنحوا حق التصويت، وأنا لا أثق في الدور الامريكي إذا كان يمثله غرايشن بمقترحه الأخير. ٭ لكن هذا ما نصَّ عليه بروتكول أبيي الذي منح حق التصويت لهم؟ النص لم يقل بجانب القبائل، وانما بجانب أي سوداني قاطن في أبيي، وحدد شرط الاقامة، وانا لا أعرف قاطنون كيف، هل بالترحال الموسمي؟ ولماذا تعرف الإقامة وفق سير المسيرية. ٭ أين الخطأ في التصنيف؟ تصنيف المسيرية باعتبارهم مجتمعا غير صحيح، وفيه إجحاف في حق دينكا نقوك، لكن بوصفهم أفرادا مقيمين مع الدينكا هذا امر صحيح ومعترف به، لأننا نعرف كل المسيرية المقيمين في أبيي. ٭.................؟ نرفض إقحامه المجتمع المسيري في صناديق التصويت، وهذا مرفوض تماما، فالمسيرية يتوغلون حتى الجنوب، فهل يحق لهم التصويت في استفتاء الجنوب. ٭ الآن المسيرية يطالبون بإبعاد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية للجلوس معكم بوصفكم قبيلة تقاسمهم إرثاً كبيراً في التعايش السلمي؟ في مباحثات كرن 2004م أقرَّ مختار بابو نمر بالعلاقة بين الجانبين، وابرز رعاية دينق مجوك ووالده للجانبين، لكنه عاد الى المجلد ووجد من يرفضون هذه الحقائق، وبعدها اصبح يتحدث عما يخالف ضميره، وهو يعرف الحقائق لكنه يُلقن من جهات نعرفها، وينفذ مخططات ليست لها علاقة بالحقائق المعروفة، وهذا الأمر ينسف الارضية التي يمكن أن نجلس عليها بوصفنا قبيلتين. ٭ أهذا رفض لما ينادي به المسيرية؟ المسيرية يتحركون وفق «يا فيها يا نطفيها» وهذا أمر مخطط من الحكومة. ٭ هل تتوقع أن تعطي الجولة القادمة المسيرية حق التصويت؟ لا أتوقع ذلك، لأنه إجهاض لحق دينكا نقوك، وإلا يكون الأمر تفضيلا بين جنس وآخر، لكن اذا كان الامر فيه مساواة بين كل السودانيين فالمسيرية ليس لهم حق التصويت مع الدينكا نقوك. ٭ تبقت أقل من ثلاثة اشهر مما يهدد قيام الاستفتاء بأبيي؟ ست سنوات ولم ينفذ بروتكول أبيي، وكان هناك تعنت وعراقيل توضع أمام تنفيذه، فالارادة التي لم تتوفر في ست سنوات لن توفرها الفترة المتبقية، لكن إذا جلست الأطراف بإرادة كاملة فلا يوجد ما يمنع إجراء الاستفتاء ولو تبقى شهر واحد للموعد المحدد، فالتسجيل وغيره من الإجراءات تحتاج لإرادة من الأطراف فقط. ٭ وان لم تتم تلك الإرادة؟ الحل هو قرار يتبع أبيي وفق خارطة لاهاي للجنوب. ٭ لكن هناك من يرفض مثل هذه الحلول؟ هذا ما يقوم به المؤتمر الوطني والمسيرية الآن لنهب وسلب أرض لا يملكونها. ٭ لماذا لا تبحثون عن طريق ثالث انتم والمسيرية؟ المسيرية يتحدثون عن أحقيتهم للارض ويعلنون حقهم في التصويت رغم أنف الجميع، وهو حديث مرفوض، ويتوعدون بالحرب، وعلى الحكومة أن تلزمهم بضبط حديثهم وألا تصمت حياله، بجانب تصريحاتهم حول أفضالهم على الدينكا وتعليمهم لابنائهم، وهذا نعتبره حديثا لا تسنده حقائق، فالأحوال في المجتمعين المسيري والدينكاوي تبدلت أخيراً، فالمسيرية كانوا افقر مجتمع والدينكا اغني مجتمع، ونحن نعرف بعض تماما، ونعلم من كانوا يعينون أبناء المسيرية بالمدارس، وكذلك اهتمام الاسر تجاه اولادها بالمدارس ومتابعتهم، لكن مثل حديثهم الأخير مرفوض، فهو حديث استعلائي واستعماري. ٭ تتحدث عن سند الدولة للمسيرية وتطلب منها إسكاتهم؟ على الدولة تقع مسؤولية حفظ النظام وعدم ترك كل فرد مشتط يتحدث في الاعلام ويثير الكراهية ويتنبر على رؤوس الأشخاص ويتوعد بالقتل والحرق، وعليها ايقاف مثل هذه الفوضى التي حدثت في سنوات الحرب وقيدتها اتفاقية السلام، لكن هناك من يريد أن يرجع لتلك الايام، وعلى الدولة تقييده وليس مساندته على أفعاله إن كانت تحترم نفسها ومواطنيها. ٭ الحرب قادمة.. سيناريو يجمع عليه الكثيرون؟ نحن نأسف لهذا الأمر، وبالتالي هناك أناس يرون بكل الحسابات أنهم هم الأقدر وهم الأعلى وهم المنتصرون، ولكن الأمر متروك لربِّ الكون ولديه موازينه. ٭ ماذا تملكون لإيقافها؟ نحن نحترم العمل بالوثائق والاتفاقيات التي وقعت، وهناك أحكام صدرت يجب تطبيقها، فهذه حلول جاهزة وعادلة فلم الرفض؟ ٭ الآن أنتم ترفضون الجلوس مع المسيرية؟ نحن لم نرفض الجلوس مع المسيرية في كل الأوقات الماضية، ففي الصيف المنصرم جلسنا لنتحدث معهم حول بعض التعديات التي حدثت، وكذلك في الخريف، لتسويتها.. وقلنا لا بد من علاج مثل هذه الاشياء وعمل جدولة، فنحن لم نرفض أي جلوس في السابق او الآن، لكن بشرط ألا يمس قرار لاهاي وبروتكول أبيي والاستفتاء. ٭ استفتاء أبيي مهدد بعدم القيام؟ هذه دولة قامت فيها حروب نتيجة لتظلم وممارسات يراها المواطنون غير صحيحة من قبل السلطة، واذا لم يقم استفتاء فهذه إحدى الممارسات غير المقبولة، وفيها روح استعمارية من فئة على مجموعة من السودانيين. وأنا لا أعرف إن كان هذا الحق اعطي الى أية مجموعة اخرى ثقافية مثل الجعليين او الشوايقة او الجموعية.. وانا لا اعتقد ان الحكومة كانت ستحرمهم من هذا الحق، واذا فعلت هذا مع أبيي ستكون ساعية لقمع وظلم مواطنيها وتشريدهم.. وبذلك تكون قد فقدت ثقة مواطنيها. ٭ ما هي ردود فعلكم إن لم يقم الاستفتاء؟ العرب قالوا لا خير في حق لا تسنده قوة، وحقنا لا توجد قوة تسنده، وبالتالي سيفضلون اجهاضه، وانا باعتباري معتدى علىَّ من الواجب أن أدافع عن نفسي ولا اكون ضعيفا لكي لا يستمر الاعتداء، ولا بد من أن تحدث مقاومة على الاقل. ٭ ما الذي يمنعكم من التعايش سويا كما كنتم في السابق؟ هم من نكروا هذا التاريخ، فالأخ مهدي والأخ مختار قالوا إنهم سألوا والدهم عن رقعتهم الجغرافية اين تنتهي، فأجابهم «محل تقيف البقرة» ونحن لا ذنب لنا مع قوم مثل هؤلاء، وهذه رسالة ارادوا إرسالها، فالبقر تذهب إلى الجنوب حيث يوجد الماء والمرعى، وبعد قليل سيذهبون الى واراب والى مناطق اخرى للاستحواذ على جزء كبير من جنوب السودان. ٭ هل صحيح أنكم تحشدون مواطنين في أبيي لترجيح الاستفتاء؟ هذا غير صحيح.. وهم من يأتون بمواطنين من الفولة ينتمون لقبائل اخرى مثل الفلايتة والمسيرية الزرق، ونعرف كثيرين ليس لديهم دخل بعلاقة الدينكا والمسيرية، لأن نزاعنا مع العجايرة المزاقنة واولاد كامل وهم من يأتون الى أبيي، أما الفيارين فيذهبون الى شمال بحر الغزال، وأولاد عمران إلى بانتيو، ولكنهم الآن يأتون بالمسيرية حتى الموجودين في دارفور. ونحن عندما يكون لدينا اجتماع او لقاء لا نأتي بأحد من بحر الغزال ومناطق اخرى، فكل هؤلاء دينكا وقريبون منا جدا، وبامكاننا ان نقول هؤلاء دينكا نقوك ايضا، ولكننا لا نحتاج للتدليس لنأتي بشيء غير صحيح، وان نجلب أناساً من خارج أبيي للتصويت، فهذا غير وارد وغير مقبول. ٭ أنت تتحدث عن الذهاب جنوباً لكن الأمر يتحكم فيه استفتاء؟ أكيد أكيد نحن نريد الذهاب الى الجنوب باية طريقة، والحرب التي قامت والتمرد الذي حدث في عام 1955 ابناء ابيي شاركوا فيهما بسبب الظلم ومطالبهم بارجاع اراضيهم للجنوب. وفي حرب 1983 اهل ابيي هم اساس هذا التحرك، بسبب اجهاض الاستفتاء المقرر في اتفاقية أديس أبابا في عام 1972م، الذي تم رفضه، وبالتالي انتفضنا عندما رفضوا تنفيذ الاستفتاء. ٭ المسيرية يتحدثون عن حفظهم لأبيي طوال سنوات الحرب لكن السلام أشعلها؟ الاشتعال كان مصنوعا من كتيبة اسمها «31» كونت على يد قائد معروف، وعندما كان ينشئ فيها كان يقول لأبناء المسيرية بالحرف الواحد «أنا بدرب فيكم لأنو داير اسلمكم ارض ابيي، وانا بجند فيكم باعتباركم أولاد مسيرية وليس سودانيين»، وهذا كان في اواخر التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، واذا كان الامر كذلك فهم يريدون ان يسلموهم ارضا لا بد أن يستولوا عليها ويحافظوا عليها، فهذا تغول واحتلال وحصول على حق غير شرعي. ٭ اعطنا اجابة محددة.. في حال لم يتم تنظيم استفتاء ماذا ستفعلون؟ ليس الأمر أن الحكومة رافضة والمسيرية رافضون، فمن الممكن أن نحرم من الاستفتاء لكن تنظيم الصناديق واخذ الرأي تحت اشراف دولي طريق ممكن اللجوء اليه، وبعد ذلك من يريد أن يحتلنا بالسلاح فليفعل. ٭ هناك حديث عن نشر قوات أممية بالمنطقة.. هل ستساعد في حفظها؟ هي طبعا نية طيبة لأناس لا يريدون خسائر في الارواح، ويريدون أن يعزلوا آخرين يشتهون الحرب موجودين بمناطق داخل حدود ابيي. ونتساءل ماذا يريد هؤلاء هناك غير الحرب والانقضاض على المنطقة، فإذا تم عزل هؤلاء عن المواطنين فهذا خير، ونحبذ ذلك لأننا لا نريد دخول الحرب مرة ثانية. ٭ هناك حديث عن تغيير في هيكل الوساطة؟ سمعت ذلك وآمل أن يكون صحيحاً. ٭ هناك حديث عن أن من يتفاوضون باسم أبيي هم أسرة الراحل دينق مجوك؟ ياريت لو كانوا استمعوا لأسرة الراحل دينق مجوك، فلو فعلوا ذلك لما كانت لديهم مشكلات، لكنهم يشعرون بأنهم يتفاوضون مع أناس متمردين، وأنا لا اتخيل كيف يفكر الإخوة في الحكومة، فالأخ دينق ألور وادوارد لينو نافذان في الحركة أو غيرهم من ابناء أبيي لا يقبلون الحديث عن أبيي بصورة سلبية وتدليس الحقائق في وجودهم، أليس من واجبهم أن يبرزوا الحقيقة ويصححوا المعلومة. واذا لم تستطع ابراز الصورة الحقيقية أمامهم كيف ستتجاوزهم، وهذا أمر مخيف، ويعني أي مجتمع إن لم يكن له شخص داخل الحكومة في التفاوض فإنه لا يجد حقه. ووجود أبناء أبيي في صدارة الحركة الشعبية او ضمنها لا يعرقل وانما يصحح مفاهيم وحقوقا أخذت منهم، ولم يطالبوا بحقوق جديدة غير التي اُتفق عليها قبل الآن وتم قبولها من جانب الحكومة. ونحن رأينا بأعيننا في الاحتفال الذي أقمناه بلاهاي التباهي الذي قام به الأخ الدرديري وحديثه بأنهم كسبوا أكثر من 60% من الأرض ونحن قبلنا وهم كذلك، وبعد ذلك إذا كانوا يريدون تغيير الانتصار لأنه لم يلبِ طموحهم وطموح أناس غير معروفين فما ذنب أهل أبيي إذا حاولوا التمسك بالمقبول والمتفق عليه في البداية. ٭ حدثنا عن حلول ممكنة اذا تعذر قيام الاستفتاء؟ أي قرار سياسي يحفظ قرار لاهاي وبروتكول أبيي مقبول، والاستفتاء هو طريق حل للاشتباك وليس غاية وانما وسيلة، لكن ما طرحه الإخوة في المؤتمر الوطني لحل مشكلة أبيي سياسيا كان هو موقفنا المبدئي في نيفاشا الذي طرحناه، لأن هناك شكاوى وارادة من المواطنين تطالب بالعودة إلى ادارتهم القديمة، ومن المفترض أن تكون عودتهم بقرار مثل القرار الذي تبعهم الى الشمال، واذا كان الإخوة يبحثون عن قرارات اخرى كما يريدون ستكون لإجهاض الاتفاق ليس الا، وبالتالي قد يجهضون معها قانون الاستفتاء وحكم لاهاي، ونحن لا نقبل بهذا إلا إذا كان قراراً يسعى لتتبيع أبيي الإدارية للجنوب وفق حكم لاهاي.
