والدنيا خريييف ..والجو منعش وجميل .. والهبهاب يسر البال .. والغمام جعل الشمس «تحتجب عن الصدور».. والشارع رااائق .. أى زول بيسلم على التانى .. وتسمع كتير «معليش ياحبيب» .. «ولا يهمك يا امير» عند اقل اصطدام فى الزحام .. والكمسارى (يفطك» عااادى .. وستات الشاى والجبنة فى زحمة من الزبائن ..والونسة عالية تزينها الضحكات والنكات الجديدة .. والعجيب والمؤسف والمحزن .. منظر الناس «الببخبخوا» فى السجائر تقول انت فى (السويد».. وتشوف البسفو «سعوط» تقول ما حتلقى زبالة لى حيطان الطين العارية ومايلة .. وزفير دخان رواد (الشيشة) الكثيف تقول طلمبة وقامت فيها حريقة .. يوم خريفى واااحد .. يغير مناخات المزاج السودانى .. برغم «الكتاحة» .. .. المطر الغيث النعمة .. صب فى معظم ارياف ومدن السودان إلا الخرطوم .. جاها يادووب .. خارج العاصمة الناس مبسوطة من الخريف تضحك سن سن .. الا العاصمة مطره وااحدة قالت الرووب ..حاورنا زول المدينة : «الخريف رحمة !.. آآآى ..خير! .. آآآى .. نعمة ! .. آآآى ..و اضاف :لكن .. وقد يبتلى الله بعض الخلق بالنعم .. شوارعنا تتطمبج .. عرباتنا تقوم من حفرة تقع فى حفرة .. (الركشات» مراكب بمحركات ..والنفايات العائمة اشكال والوان .. و«الضفادع» بالليل تقول طابور صباح فى مدرسة مختلطة .. والصباح عشان تصل الزلط .. تنطط .. تنطط .. ياتبقى «طرزان» يا «ماوكلى» عشان تصل شغلك ..) .. وحاورنا زول الريف : «الخريف عندكم ! .. الخريف بشارة وزيفة وكيف .. دخن وذرة وعيش ريف .. حفير مليان .. وزاد إزداد .. مراح شبعان .. وكرم فياض .. الخريف عندنا عيد «الواطة» والناس الضراع .. .. واخبار الصحف الخريفية هذه الأيام والأيام القادمة «أمطار غزيرة تعطل حركة المرور بعد انجراف طريق الأسفل» ..(سيول تجتاح أحياء كاملة محدثة خسائر فادحة) ..«مناسيب النيل ترتفع منذرة بفيضان يهدد السكان على ضفتيه» .. متى نحدث الناس «فى المدن تحديدا» عن معنى الآية الكريمة «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»!! .. متى نوظف نعمة الماء العذب الزلال الذى تساقط علينا من السماء لخير البلاد والعباد !! .. وفى بالنا دول مجاورة يباع فيها الماء المكرر للشرب كالدواء عندنا فى الصيدليات والمحلات التجارية .. متى نطور مفهوم «الحفير» القديم الذى أورثه لنا الأجداد قبل مئات السنين لحصاد المياه !! .. متى نحفز الجهد الشعبى ونيقظ ثقافة النفير بردم شوارع الأحياء الداخلية والتوعية بالمحافظة على المصارف الرئيسة بدلا من تحويلها لمكب للنفايات تحجز مياه الامطار !! .. «وخلقنا من الماء كل شىء حى» .. متى يتحول مسار مياه امطار السماء والتى تسيل فى الوديان والفائض من النيل الى قنوات لرى المشاريع الزراعية وسقاية المواشى وحفظها كمخزون فى مواقع قريبة من مناطق الاستهلاك التى تعانى من قطوعات المياه فى الصيف !! .. فيتحول الخريف من موسم للكوارث والأزمات .. الى موسم النعم والخيرات .. و.. معاكم سلامة …