كشفت مديرة ادارة صحة الأم والطفل بوزارة الصحة الاتحادية الدكتورة ندى جعفر عن توفير معدات واجهزة مختلفة لتغطية «400» من المستشفيات التي تقدم خدمات الولادة بولايات السودان المختلفة ، واعلنت عن اكتمال الترتيبات لانطلاقة معالجة المهددات المجتمعية لتقليل وفيات الأمهات بالتعاون مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي مطلع أغسطس المقبل. وقالت المسؤولة لدي مخاطبتها أمس بالخرطوم مؤتمر الصحة الانجابية لخفض أسباب وفيات الأمهات والأطفال والذي يأتي تحت شعار «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» ان هنالك انخفاضا في نسبة الوفيات وسط الأمهات حسب المسح الصحي الأسري للعام 2010 ، وقالت ان معظم وفيات الأمهات تحدث لاسباب يمكن تجنبها وتتمثل في تجهيز المستشفيات المختصة بالنساء والتوليد بالمعدات والاجهزة والاهتمام بالتغذية وصحة الأم . وتشير تقارير رسمية لوزارة الصحة الاتحادية حينها أن العام 2014 م وصلت معدلات وفيات الأمهات والأطفال أثناء الولادة وما بعدها إلى «3» آلاف امرأة و«37» ألف طفل من بين كل «مليون ومائتين وثلاثة وستين ألف طفل » يولد سنويا بالسودان ،و أرجعتها جهات الاختصاص إلى مضاعفات الولادة والنمو غير المكتمل والالتهابات الحادة والمنتشرة وسط النساء خاصة ، وصفتها وزارة الصحة السودانية حينها بالمعدلات بالخطيرة قبل أن تتخذ الدولة خطة جادة لخفضها في إطار تحقيق أهداف الألفية الإنمائية قبل حلول 2015م ، وخصوصاً الأهداف المتعلقة بخفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 66%، وخفض وفيات الأمهات بنسبة 75%، فواقع الأرقام الرسمية حينها يؤكد أن معدلات وفيات الأمهات والأطفال ، بينما قال المجلس القومي للسكان أن السودان تواجهه تحديات كبيرة من أجل خفض وفيات الرضع والأطفال دون الخامسة والأمهات وقال إنها أهداف يمكن أن تتحقق بشكل كأمل بحلول العأم 2015 م. و كشفت لجنة الصحة بالمجلس الوطني في مطلع يوليو الجاري 2016 م ، أن هناك ارتفاعاً في نسبة الوفيات بين الأمهات في البلاد بسبب سوء التغذية وأبدت رئيسة اللجنة امتثال الريح قلقها من تزايد نسبة الوفيات بين الأمهات بسبب سوء التغذية ، ويأتي حديث المسؤولة البرلمانية متوافقا مع إحصاءات وزارة الصحة والتي تشير إلى أن سوء التغذية واحد من المسببات الرئيسية للوفاة في البلاد ، بينما تفيد أرقام منظمة «اليونسيف» إن ثلثي نساء السودان يعانين من سوء التغذية وقالت ان «مليوني» طفل يعانون من سوء التغذية سنوياً . من جانبها اعتبرت مديرة ادارة صحة الأم والطفل بوزارة الصحة الاتحادية في المؤتمر أن عملية توزيع الخدمة علاوة على توزيع البرتوكولات العلاجية على المستشفيات المقدمة لخدمة النساء والتوليد والمباعدة بين الولادات ، تعتبران ركيزة أساسية لخفض وفيات الأمهات ، وقالت ان المباعدة بين الولادات من اكثر التدخلات التي بها تحدي كبير ، نافية وجود تغير في نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة . وأشارت المديرة الى اجراء مسوحات عينية وسط الرجال والنساء واوضحت ان هناك حواجز نفسية ودينية حول الاستفادة من وسائل المباعدة بين الولادات ، لافتة الى ان اغلب الولادات تتم بفارق زمني اقل من عامين بنسبة عالية في بعض ولايات السودان ، وقالت ان كل القراءات حول صحة الأمهات والتغذية وولادة أطفال اقل نمواً اظهرت ان هناك تحديات تواجه الصحة . من جانبها قالت مديرة الصحة الانجابية بوزارة الصحة الاتحادية الدكتورة نهى عبد الفتاح ان هذا المؤتمر يأتي في اطار تسريع التدخلات الاساسية لخفض أسباب وفيات الأمهات والمتمثلة في البرتوكولات العلاجية التي يتم توزيعها لمقدمي الخدمة بالمستشفيات ولأطباء الباطنية اوالنساء والتوليد حول التعامل مع الحمل والولادة اضافة الى برنامج المباعدة بين الولادات كركيزة اساسية في خفض وفيات الأمهات والأطفال . وأشارت المديرة الى ان المؤتمر سيناقش تقرير التقصي عن وفيات الأمهات للعام 2015 في كل ولاية منوها الى قيام العديد من الورش التدريبية خاصة بالمستشفيات الريفية بالولايات المختلفة . وفي الإطار ذاته قال ممثل المنظمات الدولية الدكتور محمد سيد أحمد ان وفيات الأمهات تعتبر من المشاكل الصحية والاجتماعية لما لها من تأثير على المجتمع ، مشيرا الى ان معدل وفيات الأمهات في السودان مازال عالياً بينما انخفض معدل وفيات الأطفال ، فيما لازال معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة مرتفعا مما يدل على عدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة ، منوها الى ان معدل استعمال وسائل تنظيم الأسرة منخفضة جدا تصل الى 12% على الرغم من ان المباعدة بين الولادات لها فوائد اقتصادية وصحية وتعود على الأم والطفل معا بفوائد وتؤدي الى انخفاض وفيات الأمهات بنسبة 44% . و عزا الدكتور عدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة لعدة اسباب منها عدم الوعي والمعرفة بوجود وسائل تنظيم الأسرة، اضافة لعدم حصول الأم عليها وعدم توفرها ولتكلفتها العالية، بجانب رفض بعض الازواج لاستخدام تلك الوسائل خاصة في المناطق الريفية بولايات السودان المختلفة ، كذلك لاسباب تتعلق بالمفاهيم الخاطئة والعادات والتقاليد . وقطع الدكتور بأن التباعد بين الولادات يعطي الطفل رعاية صحية أفضل وغذاءً صحيا سليما اضافة للارتقاء بالمستوى الاجتماعي للأطفال .