بات مرض السرطان من الامراض المنتشرة التى تؤرق المواطنين خاصة فى السنوات الاخيرة. لم تخل اسرة الا وتجرعت من كأسه اللعين الذي فتك بالكبار والصغار لكن اصابة الاطفال اعظم من إصابة الكبار نسبة لضعف مناعتهم وعدم تحملهم للمرض، اضافة الى عدم توفر الجرعات بالمستشفيات كل حين واخر وهذا ماحدث امس بمستشفى الذرة حيث ابدى عدد من اولياء امور الاطفال المصابين بمرض السرطان الذين يتلقوت العلاج داخل مستشفى الذرة بالغ استيائهم وامتعاضهم وسخطهم من عدم توفر الجرعات العلاجية لاسيما مصل (السا يترابين ) منذ مايقارب الشهرين ، وتوفره ببعض الصيدليات بتكلفة تبلغ حوالى الف ومائتين جنيه ،الامر الذى ادى لخلق حالة من الاحتجاج من قبل اولياء الامورالذين تجمعوا بالقرب من مستشفى الذرة بالخرطوم مطالبين وزارة الصحة الاتحادية بتوفير المصل لاطفالهم، لاسيما ان تأخير الجرعة العلاجية يؤدي الى تنشيط الخلايا السرطانية وانتكاسة المريض. (الصحافة ) ذهبت الى مستشفى الذرة والتقت عددا من ذوى المرضى، وقالت عايدة محمد والدة الطفلة روان ان ابنتها تعاني من مرض السرطان منذ فترة وتجرى لها فحوصات دورية كل (15) يوما،ولكنها تفاجأت بعدم توفير المصل بمستشفى الذرة خاصة وان المصل انعدم داخل المرفق منذ شهرين، وذكرت عايدة ان تأخير اعطاء الجرعة العلاجية يؤدي الى تنشيط خلايا السرطان مرة اخرى وانتكاسة المرض ،واضافت عايدة ان قيمة المصل باهظة الثمن ولايستطيع المواطن ذو الدخل المحدود توفيرها، وهي تكلف حوالى الف ومائتين جنيه،وخاصة وأن الجرعة تعطى كل خمسة عشر يوما ، مطالبة وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الطوعية بتوفير الجرعات العلاجية لاطفالهم ،وتوفير الكادر الطبي والحقن والعنابر وزيادة عدد الاسرة التي لاتسع المرضى ،وفى ذات السياق ابدت ام المريضة نفيسة استياءها من نقصان الجرعات العلاجية وعدم توفر دواء الساترابيت الذي يؤدي عدم تناوله في مواعيده الى مضاعفات لا تحمد عقباها ،واضافت ان هنالك نقصانا كبيرا بالكادرالطبي وعدد الاسرة حوالي (12) سريرا فقط، مقارنة بعدد المرضى الذين يأخذون الجرعات بالمستشفى ،وتوجد وردية واحدة فقط ،وطالبت ادارة المستشفى بزيادة الورديات. وغير بعيد عنها، قالت والدة المريض محمد انها جاءت من احدى ولايات السودان وقامت باستئجار منزل لان المرض يحتاج الى متابعة لصيقة مع الاطباء، مؤكدة ان تكلفة الجرعات والادوية التى يتناولها ابنها كبيرة ولاتستطيع توفيرها نسبة الى دخل رب الاسرة المحدود، واشارت ام محمد الى ان الاطفال الذين لم يتناولوا المصل يبلغ عددهم 20 طفلا، وتتراوح اعمارهم بين شهر الي 10 سنوات، واضافت بأنهم في سن لا يستحملون مقاومه ذلك المرض وطالبت ام محمد وزارة الصحة الاتحادية بالتدخل العاجل من اجل انقاذ حياة اطفالهم وتوفير الدواء، مناشدة المنظمات الخيريه بأن تقوم بمساعدة هذه الشريحة، بينما قالت احدي امهات الاطفال التي رفضت ذكر اسمها ان مستشفى الذرة الذي كان في الفترة السابقه يوفر الامصال لكن بعد شهر رمضان اصبح الوضع يزداد سوءا، حيث اصبح اطفال السرطان يعانون من عدم توفرالعلاج بالمستشفى وهددت بأنه اذا لم يتم توفره بالمستشفى فسوف يخرجون الى التظاهر بالقرب من المستشفى خاصة وان الدولة وعدتهم بتوفيرالجرعات وعلاج مرضى السرطان بالمجان لا سيما ان مصل السايترابين لم يتوفر منذ نحو شهرين وتوفره بالسوق الاسود بتكلفة تبلغ الف ومائتين جنيه خاصة وان شريحتهم من محدودي الدخل ولا يستطيعون توفير هذا المبلغ الضخم لاطفالهم الذين يتناولون الجرعات العلاجية بعد كل اسبوعين، واضافت ان الفحص الدوري في مستشفى الذرة بالمجان ولكن في بقية المستشفيات تكلفته عالية تقدر بحوالي 170 جنيها وتساءلت من اين نأتي بهذه المبالغ الباهظة ؟ وطالبت بمد يد العون لاولياء امور مرضى السرطان من خلال منظمة نحن الخيرية التي تساندهم وتقف الى جانبهم.