عرفت فى السابق بعروس النيل الأبيض ،وعندما توصف مدينة بهذا الوصف يدل ذلك على تمتع هذه المدينة بالكثير من المميزات والجماليات الأخاذة،ولعل من أهمها وأولها هى أنها كانت من أنظف مدن السودان ، بل كانت مضرب مثل من ناحية الرقى والحضارة،انها مدينة كوستى تلك المدينة الحالمة والتى ترقد على الضفة الغربية للنيل الأبيض ،والتى تتمتع بموقع فريد فى وسط القطر وتعتبرملتقى طرق حيث تربط وسط السودان بجنوبه وغربه وشرقه حتى أن البعض أطلق عليها لقب «صرة السودان» لهذا الموقع الفريد. ولكن هل مازالت تلك الصورة الجميلة موجودة،أم غشتها ظواهرالتخلف والترييف كغيرها من مدن القطر؟وهذا للأسف ما حدث ويحدث الآن ،حيث كست الكآبة وجهها ،فالزائر لمدينة كوستى الآن يجد وللأسف الشديد أن تلك الصورة الزاهية قد تلاشت ،حيث تراجعت كثيرا خاصة من ناحية النظافة بعدأن أصبح مشهدالأوساخ هوالطاغى ،والفوضى هى العنوان البارز،وقد ارجع الكثيرون هذا التراجع البيئى والحضارى لأسباب عديدة ،من أهمها هجرة الكثيرمن أهلها والأسرالتى ارتبطت تاريخيا ووجدانيا بها ربما يضيق المجال هنا عن حصرها، حيث كان لها دور كبير ومشهود فى المحافظة على مظهر المدينة وتتابع كل صغيرة وكبيرة ، كما أن الاهمال الذى عانت منه المدينة طوال السنوات الماضية ومن معظم المسؤولين سواء بالمحلية أو على مستوى الولاية،يعتبرمن الأسباب المباشرة فى تردى أوضاع المدينة. ومع كل ذلك فلم يفقد المواطن الأمل فى أن ينصلح حال كوستى ،خاصة فى ظل تولى أحد ابنائها لمهام المعتمد ألا وهو العقيد أبوعبيدة العراقى ،والذى أولى قضية نظافة المدينة اهتماما واضحا من خلال الحملات التى قادها بنفسه ،رغم أنها لم تحقق الهدف المنشود. ولما لم تقض المحاولات السابقة على الأوساخ بالمدينة ،سعى المعتمد لايجاد وسيلة أكثر فعالية لحل هذه المشكلة ،حيث وفقه الله فى التعاقد مع شركة زبيدة السعودية السودانية للاستثمارقبل أيام وذلك بأمانة حكومة ولاية النيل الأبيض الوالي يوسف الشنبلى. العراقي وصف التعاقد مع هذه الشركة بالخطوة المهمة نحو تطوير مدينة كوستى والمحلية عامة ،وقال ان الشركة ستجلب آليات ومعدات العمل الخاصة بالنفايات ،كما ستعمل على ترقية البيئة بالمحلية،و ستهتم أيضا بالنواحى السياحية والبنى التحتية حتى تصبح المدينة حضارية يفخر بها أهلها ويستمتع بها الزائر،مشيرا الى أنه يسعى لجعلها ذات جذب سياحى وترفيهى. من جانبه أكدالأستاذ أحمدسليمان رئيس وفد الشركة والذى وقع انابة عنها، ان شركة زبيدة لها خبرات فى مجال البيئة والسياحة وتطويرالمدن ،وقال انها ساهمت فى الارتقاء بمظهرالعديد من الولايات ،ولديها الآن استثمارات فى بعضها،وقال ان الشركة وبعد توقيع العقد مع محلية كوستى ،ستبذل كل مافى وسعها من أجل أن تصبح مدينة كوستى فى صورة جميلة . اذن محلية كوستى وحسب رؤية الكثيرمن المسؤولين وكذلك المواطنين قد خطت خطوة جادة للقضاء نهائيا على هاجس الأوساخ والذى بات أمرا مقلقا للجميع ، فقدأكدالمواطن حسن بابكر،الذى يسكن حى الرديف أن التوقيع مع الشركة هو الحل الوحيد لتجميل وجه كوستى. أما المواطن جعفرالشيخ من حى الرابعة فقال ان المحلية فشلت فى حل مشكة النفايات، مشيرا الى أنه كان لابد من البحث عن حلول أخرى مثل التعاقد مع هذه الشركة ،وقال انه يتمنى أن تعمل الشركة بجد حتى تعود الى كوستى صورتها المشرقة. أخيرا فلابد أن نشيد بهذه الخطوة المهمة لمحلية كوستى، وهى بذلك تكون قد تناولت القفاز من غيرها من محليات الولاية ،وقد استحق المعتمد أبوعبيدة العراقي الاشادة على هذه الفكرة والتى نعتقد انها تمثل بداية النهوض والتطوير لمدينة كوستى العريقة ، ويجب الايقف المواطن موقف المتفرج فدوره فى أى تغيير للأفضل مهم جدا ،لأنه هو المستهدف الأول بمثل هذه المشروعات ، فليتفاعل الجميع مع هذه المبادرة الجميلة، ومانتمناه أن تحذو بقية محليات الولاية حذو محلية كوستى حتى لايكون حديث بعض معتمديها عن اصحاح البيئة مجرد كلام ووعود بلا مضمون حقيقى.