رتب نادي القصة السوداني ضمن منتداه الأسبوعي جلسة مسائية التقى خلالها دكتور محمد عوض البارودي وزير الثقافة والاعلام لولاية الخرطوم بعدد من المثقفين والمهتمين بشأن الثقافة.. وقد كان ذلك بالمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون.. وأدار الحوار خلال الأمسية القاص عثمان أحمد معتمد محلية القريشة لولاية القضارف، وقد طرح مدير الجلسة عدداً من الاسئلة والمحاور المحورية التي فتحت العديد من القضايا والمشكلات التي تعوق انطلاقة العمل الثقافي بالسودان. وتحدث بدءاً د. البارودي عن أن مهمة الثقافة مهمة شاقة، وأن عدم الاهتمام بها يحول دون تقدم الدولة وتطورها.. كما اضاف ان الدولة اذا انفقت 1% مما تنفقه على الخدمات العامة على تثقيف الناس وتوعيتهم لعاد ذلك بالنفع، مضيفاً أن كل حركات التحرر والتحول في العالم اعتمدت التغيير الثقافي اساساً لكل نهضة او حضارة قامت، كالثورة الثقافية في الصين وفرنسا. ودعا د. البارودي الى اعتماد الثقافة للتغيير، باعتبار ما عندنا من قيم وما نتمتع به من تسامح يفتقده الآخرون. وأضاف أن العالم قد اعتمد قيمنا للوصول لقمة الحضارة، التي إن اعتمدناها لاستطاعت ثقافتنا ان تغزو العالم، كما حدث من قبل في وقت لم تكن الوسائل الإعلامية بهذه القوة من الانتشار.. كما تعرض البارودي إلى أهمية المواقع الأثرية في السودان، ودعا الى تفعيل دورها السياحي، مشيراً الى أن منطقة ملتقى النيلين تعتبر من المعجزات الكونية الموجودة في السودان، ولكنها لم تجد التوظيف والاهتمام، مقارناً بينها ومنطقة خط غرينتش «الخط الوهمي» الذي تأتي اليه الوفود من مختلف انحاء العالم لأخذ الصور التذكارية فيه. واضاف أن الملتقى رمز ثقافي عريق، وتحدث د. عبد الله الطيب وغيره عن هذه المنطقة، باعتبار أنها منطقة التقاء سيدنا موسى بالخضر، ولكن تكمن مشكلاتنا في عدم ثقتنا في ثقافتنا وتاريخنا، كما أشار للآثار الى تم اكتشافها أخيراً في منطقة سوبا والمناطق الشمالية، ودعا الى تفعيل دورها السياحي.. كما اضاف قائلاً اننا نفتقد للانشطة الثقافية والمكتبات.. والقهاوي التاريخية التي كان يتجمع حولها المثقفون والمبدعون مثل قهوة يوسف الفكي، الزئبق، جورج مشرقي وغيرها، ونحن في الوزارة نحاول أن نفعل هذا الدور بجعل حديقة الشهداء بالخرطوم ملتقى للمثقفين والمبدعين، وسندعمه بالخدمات.. كما دعا د. البارودي إلى الاهتمام بالبحث والتخطيط، واستصحاب ذلك في المجالات التنفيذية. وشهدت الأمسية العديد من المداخلات والأسئلة. الأستاذ محمد عثمان تحدث حول ضرورة مشاركة المثقفين في صياغة خطط وزارة الثقافة، أسوة بغيرهم من أصحاب التخصصات الأخرى، كما دعا إلى العمل على صياغة السلوك الإنساني بتفعيل الدور الثقافي وسط المجتمع. وأشار لغياب الثقافة الإفريقية عن التخطيط الوزاري وعلى المستوى الاكاديمي. عماد موسى اقترح إلحاق صالة بمنتدى حديقة القرشي لعرض الفنون التشكيلية بشكل دائم.. اما الاستاذ علي الله فقد تحدث عن ضرورة تضمين دراسة الثقافة السودانية في المناهج التعليمية، كما تحدث عن غياب مادة الفنون أيضاً عن المناهج المدرسية. بروفيسور محمد المهدي بشرى، دعا إلى تقديم بيان من قبيلة المثقفين يناهض مسألة الانفصال. في ختام الأمسية تحدث أمين عام المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون الأستاذ صديق المجتبى، عن ضرورة ضبط العلاقات الاتحادية والولائية في بعض الوظائف والمؤسسات مع خطة استراتيجية قومية بعيداً عن الشعارات، وضرورة تقديم مشاريع ثقافية تطبق بعد أن تتم المنافسة عليها منافسة حرة، كما دعا المجتبى إلى ضرورة إعادة المكتبة المركزية بالخرطوم لتكون ملتقى للمثقفين، وتلحق بها مكتبات ومراكز تعمل وتتحرك داخل المجتمع، كما تحدث عن ضرورة تسجيل الإذاعات داخل الولاية وضبط العلاقات بينها، وضبط مفهوم التنمية. وأضاف أن الخرطوم لا بد أن تصبح كتابا مفتوحا نرى فيه جداريات المبدعين السودانيين، بدلاً من الإعلانات المنتشرة في كل مكان، لأن ذلك يعتبر ذاكرةً وتاريخاً للحضارة السودانية.